-عقد أولى جلسات "النواب الليبي" بمدينة طبرق بحضور أكثر من 170 نائبا -انتخاب عقيلة صالح عيسى رئيسا لمجلس النواب الليبي ب"77 صوتا" - بعثتا الأممالمتحدة للدعم في طرابلس والاتحاد الأوروبي ترحبان بانعقاد جلسات مجلس النواب - ناشطة ليبية: مراسم تسليم وتسلم السلطة وانعقاد البرلمان الليبي قانوني ودستوري وشرعي عقد مجلس النواب الليبي الجديد أولى جلساته البرلمانية أمس /الإثنين/، بمدينة طبرق وسط حضور أكثر من 170 نائبا وممثلي للجامعة الدول العربية والأمين المساعد لمنظمة التعاون الإسلامي وبعثة الأممالمتحدة لدى ليبيا. وانتخب مجلس النواب الليبي عقيلة صالح عيسى رئيسا لمجلس النواب الليبي وذلك بعد أن حصل على (77 ) صوتا من أصل 158 عضوا أدلوا بأصواتهم ، مقابل (74 ) صوتا لمنافسه أبوبكر مصطفى بعيرة وذلك خلال الجولة الثانية للانتخاب التي جرت بينهما مساء امس بمدينة طبرق. وكانت الجولة الاولى لانتخاب رئيس مجلس النواب الليبي قد انحصرت بين ابوبكر مصطفى بعيرة الذي حصل على 54 صوتا و عقيلة صالح الذي حصل على 46 صوتا ، يشار إلي أن رئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبوسهمين قد دعا أعضاء مجلس النواب المنتخب لانعقاد جلسته الأولى بالعاصمة طرابلس . وفي السياق ذاته، رحبت بعثتا الأممالمتحدة للدعم في طرابلس والاتحاد الأوروبي بانعقاد جلسات مجلس النواب الليبي في ظل الظروف الصعبة التي تمر بهلا البلاد . ورحبت البعثة - في بيان لها - ببدء مجلس النواب المنتخب لأعماله في هذه الظروف العصبية التي تمر بها ليبيا ، والتي تتطلب الإصرار على الاستمرار في العملية السياسية رغم التحديات الراهنة ، معتبرة أن هذه الخطوة تعكس الرغبة الحقيقية للشعب الليبي على احترام العملية الديمقراطية ومخرجاتها ، كما تعكس إصرارهم على استكمال بناء دولة القانون والمؤسسات واحترام حقوق الإنسان. وتابعت البعثة ، " بهذه المناسبة تدين البعثة مرة أخرى استمرار المعارك الدامية في طرابلس وبنغازي ، والآثار المدمرة التي تتركها على حياة السكان المدنيين وعلى البيئة ومرافق الدولة الأساسية ، ونُذكر كافة الفرقاء بالتزاماتهم القانونية وفقاً للقانون الدولي تجاه المدنيين وعدم تعريض حياتهم للخطر " . مجددة ، دعوتها كافة الأطراف إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار ، ونبذ كافة محاولات حل الخلافات السياسية عن طريق العنف. من جهتها ، رحبت بعثة الاتحاد الأوروبي في بيان صحفي أيضاً ، بانعقاد مجلس النواب الليبي ، مؤكدة أنها خطوة مهمة جدا نحو إعادة وضع التحول الديمقراطي الانتقالي الليبي في مساره ، واستعادة سيادة القانون والنظام في البلاد . وأكدت البعثة ، أن ليبيا جارة حيوية بالنسبة لأوروبا ، وتود أوروبا أن تقيم معها علاقات طويلة الأجل ، متبادلة المنفعة. وكان مجلس النواب الليبي قد عقد جلسته الرسمية اليوم في مدينة طبرق شرق البلاد ، بحضور شخصيات رسمية وحكومية وممثلين عن بعثات دولية من جانبها ، قالت المحامية والناشطة الحقوقية الليبية نيفين الباح إن مراسم تسليم وتسلم السلطة، وانعقاد البرلمان الليبي بمدينة طبرق قانوني ودستوري وشرعي ولا يخالف الإعلان الدستوري للبلاد. وأضافت الباح أن «بعض نواب المعارضة يّدعون أن انعقاد البرلمان في طبرق يخالف القانون، إلا أننا نعتبرهم مجرد "مغردون خارج السرب"». وأكدت أن عملية تسليم وتسلم السلطة بين المؤتمر الوطني المنتهية ولايته والبرلمان الجديد المنتخب هو مجرد إجراء بروتوكولي لا يؤثر في صحة الجلسات ولا شرعية انعقادها، ومن يروج لمثل هذه الأفكار هم أعداء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، الذين خسروا الانتخابات البرلمانية بعد أن رفضهم الشعب الليبي، ولم يمنحهم ثقته في البرلمان الجديد. وشددت الناشطة الحقوقية على أن الشعب الليبي تراجع عن دعم وتأييد مرشحي تيار الإسلام السياسي، بعد كشف نواياهم وتوجهاتهم الحقيقية تجاه المسار الديمقراطي في ليبيا حسب قولها ، وبعد التصريحات والاعترافات التي روعت الشارع الليبي حول نواياهم ورغبة الجماعات الدينية مثل «أنصار الشريعة» في إقامة إمارة إسلامية بدلاً من دولة مدنية ديمقراطية حديثة ودولة مؤسسات. و أضافت إن انعقاد الجلسة الأولى في طبرق له أسبابه الواقعية والمنطقية والقانونية، كان أبرزها أنها مدينة آمنة، وهادئة، ومتجانسة اجتماعيًا وسياسيًا، وهناك توافق تام بين جميع القبائل والعائلات العريقة، وهي بعيدة تمامًا عن أطراف الصراع، أو الكتائب أو الجماعات أو التشكيلات المسلحة، كما تتوفر بها جميع المؤهلات لاستضافة جلسة البرلمان؛ حيث يتوفر بها المطار والمنفذ البري والبحري، والأمن والتوافق السياسي والاجتماعي العام. وأشارت الباح إلى أن انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان في طرابلس كان أمرًا مستحيلاً، خاصة بعد الهجوم الشرس على العاصمة التي قصفت بالراجمات والصواريخ، كما أن الوضع في بنغازي أكثر تعقيدًا، حيث عمليات الاغتيالات والتصفية والتي تتم بشكل عشوائي ويومي لكافة الرموز الوطنية. وشددت الباح علي ضرورة انعقاد جلسات البرلمان في مقره الرئيسي في بنغازي بعد عودة الأمن والاستقرار للبلاد المرتقب قريبًا في ظل الحراك الشعبي الداعم للجيش والشرطة. وأكد السفير فاضل محمد جواد ممثل جامعة الدول العربية أمام البرلمان الليبي ، إن ليبيا دخلت مرحلة جديدة باختيار شعبها للبرلمان الجديد، لافتا أن البلاد في حاجة ماسة من الجميع لإعادة الأمن والاستقرار. وقال جواد خلال الجلسة الافتتاحية للبرلمان الليبي، أن ليبيا دخلت مرحلة جديدة من المشاركة المجتمعية وهي بحاجة إلى مساهمة فعالة من المجتمع لإعادة الأمن والاستقرار، لافتًا إلى أنه لابد من إجراء مصالحة وطنية شاملة على أساس المواطنة. بدوره أعرب السفير هشام عبد التواب يوسف ، الأمين المساعد لمنظمة التعاون الإسلامي عن تهانيه وتهاني الدكتور " إياد مدني " الأمين العام للمنظمة لأعضاء البرلمان الليبي على نيلهم ثقة الشعب الليبي فيهم . وأكد مدنى - في كلمة له بالجلسة الأولى لمجلس النواب بمدينة طبرق - أن اجتماع البرلمان يعد خطوة إيجابية بتسلم مجلس النواب المنتخب السلطة والمسؤولية من المؤتمر الوطني العام ، رغم الظروف الصعبة والتحديات التي تواجه ليبيا اليوم . وقال إن التحديات التي تواجه ليبيا تحديات جسيمة تؤثر سلبا على مصالح الشعب الليبي , كما أن استمرار الاقتتال وقصف خزانات النفط واندلاع النيران فيها له أيضا آثار سلبية ضخمة على البيئة وعلى صحة المقيمين في المناطق التي ثأترت بتلك النيران بالإضافة إلى الخسائر المالية التي تقدر بالمليارات. وأعرب عن أمله فى أن يتم تشكيل حكومة توافق وطني ، تحظى بتأييد واسع من الشعب الليبي وأن يتم وضع حد قاطع يسمح بوقف الاقتتال فورياً والتحرك نحو تحقيق الاستقرار الذي يطالب به الشعب الليبي ، مؤكدا في هذا الخصوص استعداد منظمة التعاون الإسلامي للإسهام والدفع بالجهود الهادفة إلى عقد حوار وطني وتحقيق أهدافه.
