قالت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية إن قوات الجيش الوطني الليبي الذي يقوده اللواء المتقاعد خليفة حفتر، تعرضت لانتكاسة مفاجئة أمام متطرفي ليبيا, في مدينة بنغازي بشرق البلاد إثر اشتباكات عنيفة، فيما تمكن المتطرفون للمرة الأولى من إسقاط طائرة عسكرية من نوع «ميج» تابعة لقاعدة بنينا الجوية. وتعقد أمس الوضع السياسي والعسكري في ليبيا، بعد انهيار مبكر لهدنة مؤقتة أعلن عنها المجلس المحلي للعاصمة الليبية طرابلس لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة لمدة 24 ساعة لمنح الفرصة لإطفاء الحرائق المشتعلة منذ أمس في خزانات الوقود بمحيط مطار طرابلس الدولي، بينما برز أمس تناقض بين السلطات الليبية حول مشاركة طائرات أجنبية في إخماد الحرائق، فيما علمت «الشرق الأوسط» أن عبد الله الثني رئيس الحكومة الانتقالية قد تمكن من مغادرة العاصمة طرابلس واتجه إلى مدينة البيضاء في شرق البلاد. وتابعت الصحيفة أن الحكومة أعلنت في بيان أصدرته أمس, أن النيران ما زالت تلتهم الخزانات بالمستودع الواحد تلو الآخر ووصلت الآن إلى الخزان الرابع بسبب استمرار الاشتباكات والقصف العشوائي الذي تتعرض له المنطقة. وأكدت انسحاب فرق الإطفاء لعدم قدرتها على مواصلة عملها في ظل القصف المتواصل، مشيرة إلى أن الفرق المحلية، رغم الجهود المضنية والإصرار، أضحت غير قادرة على السيطرة على الموقف ما لم يكن هنالك دعم دولي. وأبلغت مصادر ليبية مطلعة «الشرق الأوسط» أن الهدنة التي أعلن عنها مجلس طرابلس لمدة 24 ساعة بدءا من الساعة الثامنة من صباح أمس لإعطاء فرصة لجهود إطفاء الحرائق، انهارت بعد الإعلان عنها بساعات قليلة، حيث عاودت الميليشيات المتناحرة للسيطرة على منطقة المطار من جديد, قصف خزانات الوقود التي تمد العاصمة باحتياجاتها. وعلى الرغم من إعلان الحكومة الانتقالية التنسيق مع الحكومة الإيطالية وشركة «إيني» للنفط والغاز لإرسال سبع طائرات متخصصة في إطفاء الحرائق، فإن رامى كعال، الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية الليبية، أبلغ «الشرق الأوسط» أن مشاركة الطيران الإيطالي لم تجرِ حتى مساء أمس نظرا لعدم توقف القصف، مشيرا إلى أن هيئة السلامة الوطنية هي من تقوم بعمليات الإطفاء. مشيرا إلى أن قواته سيطرت على معسكر الصاعقة بعد محاصرته من أكثر من جهة وأنها سيطرت على طريق بوعطنى - بنينا وحتى ما يعرف بمفرق المهشهش.