غادر قطار يحمل رفات معظم ضحايا طائرة الخطوط الجوية الماليزية التي أسقطت فوق أوكرانيا وعددهم نحو 300 شخص موقع الحادث يوم الاثنين بعد ان توصل رئيس الوزراء الماليزي الى اتفاق مع زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا الذين يسيطرون على المنطقة. وقال رئيس الوزراء نجيب عبد الرزاق إن الصندوقين الاسودين اللذين قد يحتويان على معلومات بشأن تحطم الطائرة في شرق أوكرانيا الذي يسيطر عليه الانفصاليون ستتسلمهما السلطات الماليزية فيما يشير الى انه تجاوز كييف التي فقدت السيطرة على معظم شرق البلاد. وفي الأممالمتحدة اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا يطالب بمحاسبة المسؤولين "وأن تتعاون كل الدول بالكامل مع جهود المحاسبة." كما طالب الجماعات المسلحة بالسماح بدخول "سالم وآمن وبلا قيود" الى موقع تحطم الطائرة. ويأتي تسليم الجثث والصندوقين الاسودين المتوقع وتقارير محققين دوليين عن تحسن امكانية الوصول الى حطام الطائرة بعد أربعة ايام من اسقاطها ووسط نداءات بتوقيع عقوبات أوسع على روسيا لدعمها الانفصاليين وان كان زعماء غربيون يسعون للاتفاق على رد موحد. وقال الزعيم الماليزي إنه توصل الى اتفاق مع الانفصاليين لتسليم الجثث الى السلطات في هولندا التي ينتمي اليها العدد الاكبر من الضحايا. وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في مؤتمر صحفي إن قطارا يحمل نحو 200 جثة في طريقه الى مدينة دونيتسك التي يسيطر عليها الانفصاليون ومنها الى مدينة خاركوف الخاضعة لسيطرة الحكومة الاوكرانية ومنها ستنقل الجثث الى هولندا ليتم تحديد هوية أصحابها. وأدى اسقاط طائرة الركاب يوم الخميس الى تفاقم الازمة الاوكرانية بشدة حيث يقاتل مسلحون انفصاليون في شرق البلاد الذي يتحدث الروسية ضد القوات الحكومية منذ ان عزل محتجون مؤيدون للغرب الرئيس الاوكراني المؤيد لموسكو وضمت روسيا منطقة القرم في مارس ذار. وهددت الحكومات الغربية التي صدمها موت 298 شخصا من أنحاء العالم روسيا بتوقيع عقوبات أشد عما تقول إنه دعم تقدمه موسكو للميليشيات الموالية لروسيا حيث تشير الادلة التي لديها الى ان هذه الميليشيات هي التي أسقطت الطائرة. لكن مع تحدي روسيا لها لتقدم الدليل فان بعض تلك الحكومات التي تنتهج خطا أكثر تشددا تقول ان الاختبار الحاسم سيكون اذا سهل الانفصاليون الوصول الى الموقع واذا أوقفت روسيا دعمها لهم. ومن المقرر ان يبحث وزراء خارجية الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي فرض مزيد من العقوبات يوم الثلاثاء لكن أقصى ما يتوقع ان يفعلوه هو الاسراع بتنفيذ عقوبات ضد أفراد وربما شركات تم الاتفاق عليها من حيث المبدأ في الاسبوع الماضي قبل اسقاط الطائرة. ويقول دبلوماسيون إن فرض عقوبات اكثر جدية على قطاعات كاملة من الاقتصاد الروسي سيتوقف الى حد بعيد على الخط الذي ستنتهجه هولندا لارتفاع أعداد الضحايا من مواطنيها. وكانت مشاعر الغضب عارمة في هولندا حيث بدأ الادعاء تحقيقا في جرائم حرب. وقال رئيس الوزراء روته "من الواضح ان روسيا يجب ان تستخدم نفوذها لدى الانفصاليين لتحسين الوضع على الارض." واضاف "إذا ظل الوصول إلى منطقة الكارثة غير متاح خلال الأيام القادمة فحينها ستكون كل الخيارات السياسية والاقتصادية على الطاولة ضد المسؤولين عن هذا بشكل مباشر أو غير مباشر." وعبر الرئيس الامريكي باراك أوباما عن نفس الموقف. وقال في البيت الابيض "الان حان الوقت لان يبتعد الرئيس (فلاديمير) بوتين عن الاستراتيجية التي ينتهجها وان يتعامل بجدية من أجل محاولة التوصل لحل بشأن الاعمال القتالية داخل أوكرانيا." وقال إن بوتين وروسيا يتحملان مسؤولية مباشرة لاجبار الانفصاليين على التعاون مع التحقيق وإن مسؤولية موسكو الآن ان تصر على ان يتوقف الانفصاليون عن العبث بالتحقيق. وقال مراقبو أمن أوروبيون إن مسلحين منعوهم من فحص الموقع عندما وصلوا اليه يوم الجمعة وقال مسؤولون أوكرانيون ان الانفصاليين عبثوا بأدلة مهمة وهي مزاعم رددها أوباما. وتساءل الرئيس الامريكي "ما الذي يحاولون اخفاءه؟" لكن متحدثا باسم مراقبي الامن الاوروبيين قال إنهم أمكنهم الوصول الى الموقع دون قيود يوم الاثنين وإن ثلاثة أعضاء من الفريق الهولندي لتحديد هوية الضحايا وصلوا الى محطة للسكك الحديدية بالقرب من موقع تحطم الطائرة وإنهم فحصوا مكان تخزين الجثث في عربات قطار مبردة. وقال بيتر فان فليت انه أعجب بالعمل الذي قام به أفراد أطقم الانتشال نظرا لحرارة الجو واتساع موقع الحادث. وقال "أعتقد انهم قاموا بمهمة جيدة في مكان صعب." وبينما كانوا يقومون بعملهم اندلع قتال في دونيتسك التي تبعد نحو 60 كيلومترا من الموقع في تذكرة بالمخاطر التي يواجهها الخبراء الذين يعملون في منطقة حرب. ونفت الحكومة في كييف ارسال قوات الجيش النظامي الى وسط دونيتسك التي سيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا في ابريل نيسان. وقال مسؤولو صحة إن اربعة اشخاص قتلوا في الاشتباكات. ودونيتسك هي معقل الحركة الانفصالية عن الحكومة المركزية في كييف وقد تعهد الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو باستعادة المدينة كجزء مما تسميه كييف "عملية ضد الإرهاب". ورفضت وزارة الدفاع الروسية الاتهامات بأن انفصاليين موالين لروسيا هم المسؤولون عن اسقاط الطائرة وقالت إن طائرات حربية أوكرانية حلقت بالقرب من الطائرة. كما رفضت الاتهامات بأن روسيا زودت الانفصاليين بأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات اس-ايه 11 -بوك أو أي "أسلحة اخرى". وطرح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الأحد ما وصفها بأنها أدلة دامغة على ضلوع روسيا في إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية وأعرب عن اشمئزازه من الطريقة التي عوملت بها جثث الضحايا في موقع التحطم. وقال كيري لشبكة إن.بي.سي. التلفزيونية "الانفصاليون المخمورون يكدسون الجثث في شاحنات وينقلونها من الموقع." وأضاف "ما يحدث بشع حقا ويتناقض مع كل ما قال الرئيس بوتين وروسيا إنهما سيفعلانه." وقال رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت إنه تحدث مساء الأحد إلى الرئيس الروسي بوتين لأول مرة عن الكارثة. وكان على متن الرحلة من أمستردام إلى كوالالمبور 27 راكبا أستراليا على الأقل. وقال أبوت إن فريق تحقيق استراليا وصل إلى كييف لكنه لم يتمكن من السفر إلى موقع تحطم الطائرة وقال إنه حدث بعض التحسن في موقف الحكومة الاوكرانية فيما يتعلق بالوصول إلى الموقع. وأضاف أبوت "لا يزال امامنا طريق طويل جدا قبل أن يصل أي طرف للرضى عن اسلوب التعامل مع موقع الحادث. الأمر أشبه بتنظيف حديقة وليس تحقيقا جنائيا. هذا غير مقبول على الإطلاق."