حث أسقف كبير في الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق العالم اليوم الأحد على التحرك بعد أن أجبر إسلاميون متشددون سكان مدينة الموصل المسيحيين على ترك المدينة الواقعة بشمال البلاد. وأنهت هذه الخطوة تقريبا وجود المسيحيين في مدينة الموصل والذي يعود إلى السنوات الاولى للديانة المسيحية في المنطقة. وقال الأسقف شليمون وردوني إن على العالم أن يتحرك ويتكلم بصراحة ويضع حقوق الإنسان في اعتباره وذلك بعد يوم من انتهاء المهلة التي اعطاها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية لسكان الموصل المسيحيين الذين خيروهم بين اعتناق الإسلام او دفع الجزية او الموت. وغادرت المئات من العائلات المسيحية المدينة قبل انتهاء المهلة وجردت الكثير منها من ممتلكاتها بينما فر افرادها للنجاة بحياتهم. وهذه العائلات هي ما تبقى من عشرات الآلاف من المسيحيين الذين كانوا يعيشون بالمدينة ذات يوم. وقال وردوني لرويترز بالهاتف من مدينة أربيل التي تبعد 80 كيلومترا عن الموصل وتقع في إقليم كردستان شبه المستقل إن المسلحين أخذوا كل شيء من المسيحيين مثل اللصوص حتى خواتم النساء والسيارات والهواتف المحمولة لأنهم متعصبون. ورأى الأسقف أن حل الأزمة يجب أن يكون بأيدي العراق لكنه أشار الى أن الدولة ضعيفة وتعاني انقسامات وقال إن الزعماء المسلمين لم يتحدثوا عن هذه القضية علنا. وقال إنه لم تصدر اي تصريحات عن رجال الدين من جميع الطوائف او من الحكومة مشيرا الى أنه تجري التضحية بالمسيحيين من أجل العراق. وعرض تنظيم الدولة الإسلامية الأسبوع الماضي على المسيحيين ثلاثة خيارات إما اعتناق الاسلام أو عقد الذمة وسداد الجزية واذا رفضوا فلن يتبقى لهم سوى حد السيف. وقاد التنظيم في العاشر من يونيو حزيران الماضي هجوما خاطفا سيطر خلاله مع مجموعات سنية عراقية على مدينة الموصل. ويسيطر التنظيم حاليا على معظم المحافظات السنية بالعراق. وقالت قيادات الكنيسة إنها طلبت من العائلات المسيحية القليلة الباقية في الموصل مغادرتها بعد أن كتب متشددو الدولة الإسلامية بالطلاء على منازلها عبارات تشير الى أن هذه المنازل أصبحت ملكا للتنظيم. وندد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالمعاملة التي يلقاها المسيحيون وما وصفها بالهجمات على الكنائس في الموصل وقال إنها تظهر الاجرام المفرط والطبيعة "الإرهابية" لهذا التنظيم. وأشار المالكي إلى أنه أعطى تعليماته للجنة حكومية تشكلت لدعم النازحين في العراق لمساعدة المسيحيين الذين باتوا بلا مأوى ولكنه لم يقل متى سيحاول الجيش استعادة السيطرة على مدينة الموصل. من جهته عبر البابا فرنسيس في قداسه الأسبوعي اليوم الأحد عن قلقه بشأن الانذار الأخير الذي وجهته الدولة الإسلامية للمسيحيين. وقال "تلقيت بقلق كبير النبأ الذي ورد من السكان المسيحيين في الموصل ومناطق أخرى في الشرق الأوسط حيث يعيشون منذ مهد المسيحية وحيث قدموا إسهامات كبرى لخير مجتمعاتهم." وأضاف "إنهم اليوم يضطهدون. إن اشقاءنا يضطهدون. لقد طردوا. عليهم أن يغادروا منازلهم دون أن يتمكنوا من اصطحاب أي شيء معهم." ووصف مسيحي غادر الموصل الاسبوع الماضي كيف فر مع عائلته حين علم بالمهلة التي حددها تنظيم الدولة الإسلامية. وقال سلوان نويل مسكوني (35 عاما) "جمعنا كل متعلقاتنا واتجهنا الى المخرج الوحيد. كانت هناك نقطة تفتيش على الطريق وكانوا يوقفون السيارات هناك." وأضاف أنه حين رأى المتشددون أنهم مسيحيون طلبوا الذهب والمال. في البداية قالت العائلة إنها ليس معها شيء لكن أحد المقاتلين هدد بخطف ابنها البالغ من العمر أربعة أعوام. وقال مسكوني "أفرغت شقيقتي حقيبة يدها التي كان بها مالنا وذهبنا وبطاقتها الشخصية. سمحوا للسيارة بالمرور وتركوا لنا الطفل." وأضاف أن عائلات مسيحية قليلة هي التي بقيت ويختبىء أفرادها عند جيران مسلمين يستضيفونهم. لكنه في الوقت الحالي يستبعد احتمال العودة مع أسرته. وقال "إذا غادرت الدولة الإسلامية فإننا سنعود على الأرجح ولكن اذا بقيت فإن عودتنا مستحيلة لأنهم سيذبحوننا."