يقول ياسر عبد اللطيف في مجموعته القصصية "استيقظتُ من نومٍ غير مريح، بفقدان لحظي ومدوِّخ وجدتني راقداً على الأرض في ظلام غرفةٍ أجهلها. وعلى الرغم من ضوء شاحبٍ ينبعث من مكان قريب، ظلّ الظلام ثقيلاً بفعل جهلي بأبعاد الغرفة، ولم تألفه عيناي بانقضاء الوهلة اللازمة لذلك. بقيتُ لحظات فيما يشبه العماء مع صداع حاد في الرأس، وشيئاً فشيئاً عادت لي ذاكرتي، فتبينت أين أنا، وأبصرت بالظلام الذي انقشعت حِلكته بانقشاع النسيان تفاصيل الغرفة الغريبة.. نعم، أنا في بيت فتاةٍ سودانية اسمها "سامية" بمدينة ليون في قلب فرنسا. مع كثرة تنقلاتي في الأيام الأخيرة، فقدتُ الآلية الطبيعية التي يدرك بها الإنسان مكان رقدته مع استيقاظه." فى مجموعته القصصية "يونس فى أحشاء الحوت" يضع ياسر عبد اللطييف ذكرياته فى مكانها الطبيعى، ربما يعيد تشكيلها طالما ان الماضى يعيش وينمو فى التجربة الراهنة، وهو ما جعل الحلم حاضرا فى تجربته، الحلم الذى يفضح السر أحيانا ويهمس به احيانا اخرى، وعن المجموعة يقول الروائى والناقد محمد عبد النبى : إلى جانب الإحساس الخافت بالسيرة الذاتية، قد نستشعر ميلا للتوثيق ورغبة فى تثبيت الحقائق الموضوعية بدبابيس اللغة على ورق السرد . خير نموذج على هذا مشهد إدوارد الخراط فى إسكندرية أثناء تصوير السارد فيلما تسجيليا عنه، وكذلك جريمة القتل العائلية الوحيدة فى تاريخ الأسرة النوبية والرغبة فى تفحصها واستكشاف أبعادها ليس بدافع جمالى أو من قبيل التسلية، بقدر ما هى إرادة معرفة، ومن جديد وضع الأمور فى نصابها وفى سياقها ، ومن ثم إعادة اكتشافها حتى جماليا . يذكر أن ياسر عبد اللطيف ولد في مدينة القاهرة سنة 1970 ، وتخرج في كلية الأداب قسم الفلسفة. صدر للكاتب ديوان (ناس وأحجار)، مجموعة شعرية، طبعة خاصة، القاهرة 1995 ، و(قانون الوراثة)، رواية، دار ميريت للنشر،القاهرة2002 ، و(السابعة والنصف مساء الأربعاء)، قصص ونصوص من تحرير وتقديم الكاتب، الكتب خان للنشر والتوزيع، القاهرة 2008 ، وديوان (جولة ليلية) ، مجموعة شعرية، دار ميريت للنشر، القاهرة 2009