قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الأحد إن هناك خلافات كبيرة بين إيران والقوى العالمية الست المشاركة في المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني مع تبقي أسبوع على حلول الموعد النهائي للتوصل لاتفاق. وتريد الولاياتالمتحدةوبريطانيا وفرنسا والمانياوروسيا والصين من ايران خفض قدرتها على إنتاج الوقود لحرمانها من القدرة على تصنيع قنابل نووية خلال فترة قصيرة مقابل أن ترفع تدريجيا العقوبات الدولية التي تضرر منها اقتصاد طهران المعتمد على النفط. وتقول ايران إنها تخصب اليورانيوم لاستخدامه في توليد الطاقة لأغراض سلمية. وقال كيري قبل اجتماعات مع وزراء الخارجية الذين وصلوا الى العاصمة النمساوية هذا الأسبوع لبث الحياة في المحادثات "من الواضح أنه لا تزال لدينا بعض الفجوات الكبيرة للغاية لذا فنحن بحاجة لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا تحقيق بعض التقدم." ونقل التلفزيون الرسمي في إيران عن عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني وهو من كبار المفاوضين الايرانيين أيضا قوله "لا تزال هناك خلافات حول كل القضايا الرئيسية والمهمة. لم نتمكن من تضييق الفجوات بشأن القضايا الكبيرة ولم يتضح إن كان بإمكاننا فعل ذلك." ووصل كيري إلى فيينا في وقت مبكر يوم الأحد قادما من كابول حيث اتفق مع المرشحين لرئاسة افغانستان على إنهاء الأزمة المتصلة بالانتخابات. وأضاف كيري أن "التأكد من أن إيران لن تطور سلاحا نوويا وأن برنامجها سلمي هو أمر حيوي ولهذا السبب نحن هنا لنحاول ولنحقق (شيئا) وأتمنى ان نحرز بعض التقدم." وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير للصحفيين إن المانيا وأعضاء آخرين بمجموعة القوى الست حاولوا إقناع إيران بالضرورة الملحة للتوصل الى اتفاق. وأضاف "ربما تكون هذه الفرصة الأخيرة منذ فترة طويلة لحل الخلاف بشأن ايران سلميا. يرجع لايران الآن اتخاذ القرار بشأن ما اذا كانت تريد التعاون مع المجتمع الدولي او تظل في عزلة.. الكرة الآن في ملعب ايران." وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إن من الضروري أن تكون طهران "اكثر واقعية بشأن ما هو ضروري" للتوصل الى اتفاق نووي مضيفا أنه لم يتم إحراز تقدم ولا يوجد "تغير كبير في الوضع الراهن لهذه المفاوضات حتى هذه اللحظة." واجتمع كيري مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ولم ترد تفاصيل عن اجتماعهما بعد. وقال مسؤول أمريكي كبير يوم السبت إن ايران متمسكة بمواقف "غير مناسبة وغير عملية". واجتمع كيري يوم الاحد مع شتاينماير الذي طرح اتهامات جديدة لواشنطن بالتجسس على برلين. وقال شتاينماير للصحفيين إنه خلال الاجتماع مع كيري دعا الى "إعادة إحياء هذه العلاقة (بين الولاياتالمتحدةوالمانيا) على أساس من الثقة والاحترام المتبادل." وأشار كيري الى الولاياتالمتحدةوالمانيا اللتين تجمعهما "صداقة رائعة". وطلبت ألمانيا من المسؤول عن المخابرات في السفارة الأمريكية في برلين مغادرة البلاد الأسبوع الماضي في أعقاب اتهامات جديدة بتجسس واشنطن عليها. ومن الموقع أن يعقد كيري وشتاينماير مؤتمرا صحفيا في وقت لاحق يوم الأحد. وناقش كيري مع شتاينماير ونظيري في بريطانيا وفرنسا وليام هيج ولوران فابيوس تصاعد العنف بين إسرائيل والنشطاء الفلسطينيين في قطاع غزة. وقال عراقجي إلى أنه "ليس متشائما ولكنه ليس متفائلا جدا أيضا" بشأن فرص التوصل إلى اتفاق قبل الموعد النهائي للمفاوضات. واضاف "لم يقبل (أي من الطرفين) بأي اقتراح حتى الآن. ولم نتوصل إلى أي اتفاق حول التخصيب وطاقته." وأشار إلى أنه في حال انهيار المحادثات فستستأنف إيران التخصيب عالي المستوى الذي أوقفته في 20 يناير كانون الثاني الماضي عندما بدأ تطبيق اتفاقية أولية توصل إليها الطرفان قبل ذلك بشهرين. وفي المقابل حصلت ايران على تخفيف محدود لبعض العقوبات. وتضمن الاتفاق الذي أبرم في 24 نوفمبر تشرين الثاني بندا يسمح بتمديد المفاوضات حتى ستة اشهر للتوصل إلى اتفاقية دائمة إذا وافق جميع الاطراف. وقال عراقجي "هناك إمكانية لتمديد المحادثات لأيام قليلة أو أسابيع قليلة إذا أحرز تقدم." وكان مسؤول أمريكي كبير قال يوم السبت إنه سيكون من الصعب التفكير في تمديد المفاوضات دون أن يكون هناك أولا "تقدم كبير في القضايا الرئيسية". وأثار فابيوس أيضا احتمال تمديد المحادثات. وقال للصحفيين "إذا ما تمكنا من التوصل إلى اتفاق بحلول 20 يوليو ..برافو إذا ما كان جادا...إذا لم نتمكن فهناك احتمالان: إما أن نمدد..أو سيتعين علينا القول انه مع الاسف لن نتمكن من التوصل لاتفاق." ولم يذهب وزيرا خارجية روسيا والصين الى فيينا يوم الأحد لحضورهما اجتماعا في البرازيل لمجموعة بريكس للدول النامية. وأوفدت موسكو وبكين دبلوماسيين كبارا الى العاصمة النمساوية.