استمر القصف الإسرائيلي لقطاع غزة لليوم الخامس اليوم، السبت، وقتل تسعة أشخاص قال مسعفون إن بينهم امرأتين معاقتين ولا توجد أي بادرة من جانب إسرائيل على التوقف رغم الضغوط الدولية للتفاوض على وقف إطلاق النار. وردا على سؤال عما إذا كانت إسرائيل قد تنتقل من الهجوم الجوي بشكل أساسي على غزة إلى حرب برية لمنع النشطاء من إطلاق الصواريخ، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "ندرس كل الاحتمالات ونستعد لكل الاحتمالات". وأضاف للصحفيين في تل أبيب أمس، الجمعة، بعد يوم من اتصال هاتفي مع أوباما حول أسوأ تصاعد للعنف الإسرائيلي الفلسطيني خلال عامين تقريبا: "لن تمنعنا أي ضغوط دولية من التحرك بكل قوة". وأكدت واشنطن يوم الجمعة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في بيان صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، لكن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل أبلغ نظيره الإسرائيلي موشي يعلون أنه يشعر بقلق "من احتمال تصعيد أكبر وأكد ضرورة أن تفعل كل الأطراف كل ما بوسعها لحماية أرواح المدنيين واستعادة الهدوء". وقال مسعفون فلسطينيون إن امرأتين معاقتين قتلتا وأصيب أربعة آخرون بجروح خطيرة عندما قصفت دبابة إسرائيلية مركزا لإعادة التأهيل في الجزء الشرقي من مدينة غزة، وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إنها تحقق لمعرفة سبب استهداف المركز. وذكر أطباء في قطاع غزة أن ثلاثة نشطاء وأربعة أشخاص آخرين بينهم رجل يبلغ من العمر 65 عاما قتلوا في غارات جوية في وقت مبكر من صباح اليوم، السبت. وقال سكان إن القصف أدى إلى تسوية مسجد في وسط قطاع غزة بالأرض، وذكر الجيش أن المسجد كان يضم مخزنا للأسلحة. وفي إسرائيل أصيب شخص بجروح خطيرة وأصيب سبعة آخرون إثر سقوط صاروخ أطلقه نشطاء فلسطينيون على صهريج وقود في محطة بنزين بمدينة أسدود الواقعة على بعد 30 كيلومترا إلى الشمال من غزة، وهدد نشطاء فلسطينيون في غزة بقصف مطار بن جوريون الرئيسي في تل أبيب بالصواريخ وحذروا شركات الطيران من استخدامه. وقال مسئولون طبيون في غزة إن ما لا يقل عن 76 مدنيا من بينهم 24 طفلا من بين 115 شخصا قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية التي بدأت يوم الثلاثاء. وحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مجلس الأمن الدولي، على أن يأمر بوقف فوري لإطلاق النار. لكن إسرائيل قالت إنها مصممة على إنهاء الهجمات الصاروخية عبر الحدود والتي زادت الشهر الماضي بعد أن اعتقلت قواتها مئات الناشطين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربيةالمحتلة بعد خطف ثلاثة فتية يهود هناك والعثور عليهم قتلى بعد ذلك، وقتل شاب فلسطيني في القدس فيما يشتبه بأنه هجوم ثأري إسرائيلي. وقال نتنياهو إن الهجوم الإسرائيلي سيستمر حتى "نتأكد من أن الهدوء عاد إلى مواطني إسرائيل"، وقصفت إسرائيل أكثر من ألف هدف في غزة و"لا تزال هناك خطوات أخرى". وقال اللفتنانت جنرال بيني جانتس، رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، إن قواته مستعدة للتحرك إذا اقتضت الحاجة، وتشير تصريحات جانتس إلى استعداد إسرائيل إلى استخدام الدبابات والقوات البرية لغزو القطاع مثلما فعلت مطلع 2009. وأضاف للصحفيين: "نقوم بهجوم ونحن مستعدون لتوسيعه بقدر ما هو مطلوب وإلى أي مكان مطلوب وبأي قوة مطلوبة ولأي مدة مطلوبة". وأصدر الجيش الإسرائيلي بيانا اليوم وقال إنه تمكن من ضرب "10 نشطاء إرهابيين بينهم ستة شاركوا بشكل مباشر في إطلاق الصواريخ على إسرائيل وقت الاستهداف". وأضاف البيان أن القصف استهدف 68 منصة لإطلاق الصواريخ و21 مجمعا للنشطاء الفلسطينيين و18 منشأة لصنع الأسلحة وأن النشطاء أطلقوا قرابة 700 مقذوف على إسرائيل. وطلب عباس مساعدة دولية، وقال إن القيادة الفلسطينية "دعت مجلس الأمن إلى التعجيل بإصدار قرار واضح يدين هذا العدوان ويفرض الالتزام بوقف فوري لإطلاق النار على أساس متبادل ومتزامن". وأثار اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي أبرمه عباس مع حماس في أبريل غضب إسرائيل. ولم تتسبب الهجمات الصاروخية على إسرائيل في وفيات لأسباب منها نظام القبة الحديدية الدفاعي الإسرائيلي الذي مولت الولاياتالمتحدة جانبا منه. لكن الاحتماء في الملاجئ أصبح تصرفا اعتياديا لمئات الآلاف من الإسرائيليين. ويقول الجيش إن نحو 20 ألفا من جنود الاحتياط تمت تعبئتهم بالفعل. ويعمل مطار بن جوريون بشكل كامل منذ بدأت إسرائيل هجومها الجوي على قطاع غزة يوم الثلاثاء واستمرت شركات الطيران العالمية في تسيير رحلاتها رغم وابل الصواريخ الموجهة إلى تل أبيب يوميا والتي إما يعترضها نظام القبة الحديدية الدفاعي وإما تسقط في مناطق دون أن تسبب وفيات. ووقع تبادل لإطلاق النار أيضا عبر الحدود الشمالية لإسرائيل يوم الجمعة، وقالت مصادر أمنية لبنانية إن صاروخين أطلقا باتجاه شمال إسرائيل لكنها لا تعلم الجهة التي أطلقتهما. وردت إسرائيل بنيران المدفعية، وأطلقت جماعات فلسطينية في لبنان صواريخ من قبل على إسرائيل. والعملية الإسرائيلية هى الأعنف منذ نوفمبر 2012 عندما قتل نحو 180 فلسطينيا وستة إسرائيليين خلال حملة جوية إسرائيلية لمعاقبة حماس على الهجمات الصاروخية، وتوقف ذلك الهجوم في النهاية بعد وساطة مصرية. وقالت القاهرة يوم الجمعة إن "اتصالاتها المكثفة" مع كل الأطراف لإنهاء الحرب قوبلت "بتعنت وعناد". وقال عزت الرشق، القيادي في حركة حماس، لقناة الحدث التليفزيونية إن هناك جهودا تبذل لترتيب وقف إطلاق نار، لكنه طالب إسرائيل بوقف هجومها قبل التوصل إلى أي اتفاق. وإذا بدأت إسرائيل هجوما بريا لغزة فسيكون هو الأول منذ حرب دارت في أوائل عام 2009 واستمرت ثلاثة أسابيع وقتل فيها 1400 فلسطيني و13 إسرائيليا.