قالت إيران الأربعاء إنها عرضت سبلا لمعالجة المخاوف الخارجية بشأن منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم التي بنتها تحت الأرض ملمحة إلى مرونة بشأن عقبة خطيرة أمام التوصل لاتفاق نووي مع القوى الكبرى مع اقتراب موعد مهلة في 20 يوليو تموز. ولم يتضح على الفور ما إذا كانت الاقتراحات الإيرانية ذهبت إلى مدى بعيد بما يكفي لتقريب الخلافات بشأن منشأة فوردو وهي واحدة من العقبات القليلة التي تحول دون إحراز تقدم نحو إبرام اتفاق طويل الأجل سيحسن الاستقرار في الشرق الأوسط الذي يعج بالصراعات. وقالت فرنسا وهي إحدى القوى الست الكبري يوم الثلاثاء إنه لم يتم الاتفاق على أي من القضايا المعلقة الرئيسية في المحادثات وإن الولاياتالمتحدة تريد انضمام وزراء الخارجية إلى المفاوضات في فيينا للمساعدة في التغلب على العقبات. وتريد الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا تقييد قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم لضمان ألا تتمكن طهران من مراكمة الوقود الذي يمكن استخدامه لصنع قنبلة ذرية. وفي المقابل تريد إيران التخلص من العقوبات التي تصيب اقتصادها بالشلل. وتنفي إيران أن لديها أي نوايا للحصول على مواد لإنتاج قنبلة نووية من اليورانيوم المخصب أو أنها تسعى لامتلاك الخبرة والوسائل لتصنيع قنبلة نووية. وتقول إنها تحتاج إلى تخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية فقط. وطالبت القوى الغربيةإيران في السابق بإغلاق منشأة فوردو التي ترى أنها في وضع مثالي يسمح بتخصيب اليورانيوم إلى مستوى يصلح لإنتاج الأسلحة. وإيران لديها أيضا منشأة أخرى لتخصيب اليورانيوم في نطنز معروفة لمفتشي الأممالمتحدة بينما تريد القوى الغربية تقييد عدد أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم في نطنز أيضا. وتشير تقديرات الي أن إيران لديها تسعة آلاف جهاز للطرد المركزي تعمل في الوقت الحالي. وقال علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية في تصريحات نشرتها وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية "أحد الاقتراحات هي تحويل منشأة فوردو إلى منشأة للبحث والتطوير تكون احتياطية لمنشأة نطنز." ولمح بعض الخبراء الغربيين إلى أن تحويل فوردو إلى منشأة أبحاث قد يكون حلا وسطا محتملا لكنه قد لا يكون كافيا للمتشددين في الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وتستخدم إيران منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم حتى درجة نقاء انشطارية نسبتها 20 بالمئة كوقود لمفاعل أبحاث طبي في طهران لكنها أوقفت النشاط في يناير كانون الثاني بموجب اتفاق نووي مؤقت أبرمته مع القوى الكبرى في جنيف في نوفمبر تشرين الثاني الماضي. وتنتج طهران حاليا يوارنيوم منخفض التخصيب -أو مخصب بنسبة خمسة بالمئة- وهو مادة تستخدم في محطة للطاقة النووية في منشأة فوردو حيث تقوم بتشغيل ما بين 700 و2700 جهاز طرد مركزي أقامته هناك. واستبعدت إيران في السابق إغلاق أي من مواقعها النووية من بينها مفاعل مقترح يعمل بالماء الثقيل في آراك قادر على انتاج البلوتونيوم وهو مكون انشطاري رئيسي آخر في تصنيع القنبلة النوويةإلى جانب اليورانيوم العالي التخصيب. ونقلت وكالة الأنباء الايرانية عن صالحي فكرة أخرى تقضي بتحويل فوردو إلى معمل للفيزياء والإشعاع الفضائي يقدم خدمات لدول أخرى. وقال علي فايز وهو خبير في الشؤون الإيرانية بمركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية "الموافقة على تحويلها إلى منشأة للأبحاث والتطوير تنازل." وأشار إلى ان الجانبين أبديا مرونة في قضايا مثل آراك وفورودو في السابق. لكنه حذر من أن "المشكلة في الوقت الحالي تتمثل في أنهما لا يستطيعان تقريب الخلاف حول القضايا (الرئيسة) المثيرة للخلاف مثل (مستويات) التخصيب وتخفيف العقوبات."