أخيرا بعد طول انتظار أجرى المجلس الأعلى للصحافة حركة تغيير رؤساء تحرير الصحف القومية ورغم اعتراض البعض ممن لم يحالفهم الحظ من الزملاء المرشحين لرئاسة تحريرالإصدارات الصحفية المختلفة.. ورغم عدم وضوح المعايير التى تم الاختيار على أساسها إلا أن هناك حالة ارتياح عامة لتغيير معظم القيادات التى تم تعيينهم فى عهد جماعة الإخوان الإرهابية وفى ظل مجلس شورى أحمد فهمى. وفى حين لاقت بعض الأسماء التى تولت رئاسة تحرير بعض الإصدارات الصحفية اعتراضا أو عدم قبول من الكثيرين فإن هناك أسماء عديدة لاقى اختيارها إجماعًا وتأييدًا فى الأوساط الصحفية لكفاءتها المهنية وتاريخها المشرف وشعبيتها وسط الزملاء أذكر منهم على سبيل المثال - لا الحصر – الزميل الأستاذ ياسر رزق، رئيس مجلس ادارة أخبار اليوم ورئيس تحرير الأخبار الذى شهدت جريدة الأخبار تحت رئاسته – قبل تولى الاخوان الحكم - انطلاقة جديدة أعادت لها عصرها الذهبى ومع ذلك اقدم مجلس الشورى فى عهد الاخوان على الاطاحة به على عكس ارادة معظم الزملاء بمؤسسة الأخبار. وجاءت تغييرات المجلس الأعلى للصحافة الأخيرة لترد لياسر رزق حقه وتضع الأمور فى نصابها الصحيح لتبدأ جريدة الأخبار مرحلة جديدة من الانطلاق والتألق وفى مؤسسة الأهرام العريقة يعود الزميل والصديق الأستاذ علاء ثابت لرئاسة تحرير الأهرام المسائى مرة أخرى عن جدارة يستحقها بعد أن قام مجلس الشورى فى عهد جماعة الإخوان الارهابية بإزاحته عن رئاسة التحرير وهو فى قمة نجاحه وتألقه بعد انطلاقة كبيرة للأهرام المسائى تحت رئاسته. ويحسب لعلاء ثابت أنه لم يرضخ لضغوط الإخوان التى مورست ضده خلال رئاسته الأولى لتحرير الأهرام المسائى والتى كانت تستهدف تغيير السياسة التحريرية للجريدة، ورفض ثابت أن يكون من المتحولين أو من المتلونين وتمسك بمبادئه وبسياسته التحريرية القائمة على الحياد والمهنية والرهان على القارئ وهى السياسة التى قفزت بتوزيع الجريدة لأرقام لم تصل اليها من قبل رغم علمه بأنه يعرض نفسه للاطاحه به فى أول تغيير وهو ما حدث بالفعل. كما رفض علاء ثابت – بعد ذلك - المشاركة فى سيناريو الاخوان لاختيار رؤساء تحرير الصحف فى عهد مرسى العياط حيث لم يتقدم بطلب ترشح رسمى مرفقا به كشف بانتاجه الصحفى وهى الاشتراطات التى وضعها مجلس الشورى فى عهد الاخوان .. وهذا الموقف المبدئى من ثابت كان محل تقدير من الوسط الصحفى الذى أعطى صوته له فى انتخابات نقابة الصحفيين ليفوز باكتساح وسط سقوط مشين لرموز جماعة الاخوان. ولعلاء ثابت تجربة ناجحة فى رئاسة تحرير المسائى قفزت بالجريدة لأرقام توزيع لم تصل اليها من قبل منذ 15 سنة سابقة وانعكس هذا على حجم الاعلانات وهى المورد الرئيسى للصحيفة وأهله لهذا النجاح رؤيته الصحفية ومهنيته العالية وموهبته الفريدة فى الادارة القائمة على اعطاء الفرصة لجميع الزملاء باخراج أفضل ما عندهم دون اقصاء لأحد أو تعمد للتضييق على أحد. بالاضافة لرصيد من العلاقات الانسانية الوطيدة القائمة على دماثة الخلق مع جميع زملائه بالجريدة امتدت لأكثر من 20 عاما قضاها فى الأهرام المسائى. ويحسب لثابت أن الاطاحة به من قبل الأخوان لم يكن لها أى تأثير نفسى ولا معنوى عليه وظل بابتسامته المعهودة ولم يسع منذ سقوط مرسى العياط وجماعته الارهابية الى العودة لأى منصب ولم يكن ممن يجرون الاتصالات و يديرون حملات العلاقات العامة للبحث عن دور ومع ذلك كان تقدير المنصفين فى المجلس الأعلى للصحافة لموهبته وراء اختياره لرئاسة تحرير الأهرام المسائى من جديد. ولكاتب هذه السطور رحلة مهنية وانسانية طويلة مع الزميل والصديق الصحفى المتميز علاء ثابت على مدار 24 عاما اشتركنا خلالها فى تأسيس الأهرام المسائى منذ صدوره فى يناير 1991 هو محررا متميزا بقسم الأخبار وأنا محررا بقسم التحقيقات ولمدة 16 عاما متواصلة قبل انتقالى للأهرام اليومى .. ومن خلال هذا المشوار الطويل أتوقع انطلاقة كبيرة للأهرام المسائى تحت رئاسته الفترة المقبلة. ويأتى تعيين الزميل الأستاذ علاء العطار لرئاسة تحرير مجلة الأهرام العربى على رأس محاسن حركة التغييرات الصحفية الأخيرة. والعطار كصحفى غنى عن التعريف وهو من الصحفيين المثقفين فى جميع المجالات ويمتلك موهبة صحفية متميزة تجمع – باحتراف - ما بين العمل الأخبارى المتلاحق وطبيعة عمل المجلات والاصدارات الاسبوعية. كما ينفرد العطار بموهبة غير عادية فى مجال الادارة الصحفية تجمع بين المهنية من ناحية والانسانية والتعامل الراقى مع زملائه من ناحية أخرى وهى المعادلة الصعبة التى تقف وراء نجاحه ونجاح أى اصدار صحفى يتولى مسئوليته. وللعطار تجربة رائدة وبصمة كبيرة خلال رئاسته لتحرير بوابة الأهرام – قبل تعرضه للاطاحة به من قبل القيادات الأخوانية التى تربصت به رغم نجاحه وتألقه – فقد نجح علاء العطار فى فترة وجيزة وبامكانيات محدودة أن يضع بوابة الأهرام كرقم صحيح وسط المواقع الاخبارية المتميزة فى مصر والوطن العربى ..وقفز بالبوابة لمركز الصدارة للتتنافس على المركز الأول من حيث أعداد المترددين على الموقع ..وبفضل السبق الاخبارى أصبحت بوابة الأهرام فى عهده مصدرا رئيسيا للأخبار والانفرادات تنقل عنها الفضائيات ووكالات الأنباء المصرية والعربية والدولية. ويحسب للعطار فى تجربته ببوابة الأهرام بأنه لم يكتف بالسعى للانطلاق بالبوابة فحسب ولكنه وبنفس الاهتمام وبشكل متوازى حرص على اعداد جيل للمستقبل من شباب الصحفيين المتميزين الذين تقوم البوابة على أكتافهم الآن ويدينون بالحب والولاء لاستاذهم ..وقد نجح العطار فى زمن قياسى فى الوصول بهؤلاء الصحفيين الشباب الى مستوى غير مسبوق من المهنية والاحترافية جعل منهم مستقبلا مشرقا للأهرام. وعلاء العطار من الصحفيين الموهوبيين الذى عانى اضطهادا لسنوات طويلة فى عهد ابراهيم نافع وقابل كل ذلك بصبر وثقة بموهبته وقدراته وهو على قدر موهبته الصحفية لا يجيد لعبة السعى وراء المناصب والتربيطات بل ولم يترشح من الأصل لرئاسة تحرير الأهرام العربى لكن وقع الاختيار عليه لتاريخه وموهبته وتجربته الناجحة فى بوابة الأهرام. ويتوقع الجميع أن تشهد مجلة الأهرام العربى تحت رئاسته طفرة فى التطوير وقفزة فى التوزيع فى زمن قياسى ولاسيما أن المجلة تضم أسماء كبيرة من الصحفيين المتميزين والمخضرمين. كما يعود الزميل المتألق محمد عبدالله لرئاسة تحرير مجلة الشباب بمؤسسة الأهرام وهو الصحفى المتميز وأقدم أبناء مجلة الشباب بدأ رحلته بها منذ 1988 تلميذا لرئيس تحريرها الأستاذ عبدالوهاب مطاوع وتدرج فى المناصب حتى ترأس تحريرها عن جدارة واستحقاق حتى أطاح به الاخوان وهو فى عز تألقه. وقد نجح عبدالله بموهبته الصحفية المتميزة وكفاءته فى الادارة خلال ترأسه لتحرير مجلة الشباب بالقفز بالمجلة لتكون رقم واحد من حيث التوزيع فى مصر بفضل الأفكار المتجددة والتطوير الشامل تحريريا واخراجيا والتواصل المباشر مع القراء من جيل الشباب. وقد أهلت موهبة عبدالله المتميزة منذ صغره الى أن يكون أحد أهم الصحفيين الذين يعتمد عليهم الراحل الأستاذ عبدالوهاب مطاوع رئيس تحرير الشباب ثم جاء بعده الراحل الأ ستاذ لبيب السباعى رئيسا لتحرير مجلة الشباب ليعين عبدالله مديرا للتحرير ثم رئيس تحرير تنفيذى تقديرا لمهنيته.