الإخلاص كلمة ومعني وسلوك! الإخلاص أمر محوري وضروري لكل عمل.. الإخلاص في العمل.. الإخلاص في التعامل مع البشر.. الإخلاص في العبادة.. الإخلاص في شتي المناحي!! فلا تستقيم الحياة بدون الإخلاص، ولا ترتقي الحياة إلا بالإخلاص.. ومما يدعم الإخلاص زيادة الوعي بأهميته وضروريته، وانعكاسه علي الإنسان في الحياة وبعد الممات، انعكاسه علي زيادة الرزق، و البركة في الصحة، والأهل والأولاد.. ينبغي أن نعي جيداً أن الله لا يقبل أي عمل إلا بالإخلاص مهما كانت صورة هذا العمل.. ومهما كان بريق هذا العمل غير المخلص، ومهما طالت مدة انخداع الناس بالعمل غير المخلص.. إلا أن الأيام تمر وتدور وينكشف العمل غير المخلص، وتسقط الأوراق الوهمية التي تغلفه، ليراه الجميع في صورته الحقيقية، وعلي الصعيد الأخر يبقي ويدوم العمل المخلص، بل يزدهر وينمو مع الأيام ... فهي معادله ربانيه لا جدال فيها! فقد يكون العمل عشقاً للثروة، أو للدنيا أو للجاه، بغض النظر عن كون هذا العمل بإخلاص أو بدون إخلاص!! وكما ذكرنا أنه شتان بين العمل بإخلاص، والعمل بدون إخلاص!! ومن العوامل التي تعين وتساعد الإنسان علي أن يلتزم بالإخلاص صحبه النماذج المخلصة ومعايشتهم، وقراءة ودراسة سيرة المخلصين، واعتبار هذه النماذج قدوة وطاقة أمل تعين، وتدعم الإخلاص، ومقارنة هذه النماذج المخلصة بنماذج غير مخلصة، تعثرت وفشلت نتيجة عدم إخلاصها.. ومن دلائل الإخلاص العمل في صمت، بلا ضجيج، أو دعاية، الإخلاص في العمل باستواء واستقامه العمل، والصبر علي طول الطريق، و علي الصعوبات التي تواجه الانسان المخلص، ومنها إيذاء المخلص رغبة في تعثره وهدمه ليضل طريق الإخلاص !! لا يبالي غير المخلصين بغيرهم، بل علي العكس يكون شغلهم الشاغل هو تدمير غيرهم من أجل أنفسهم ومصالحهم، وقد يحولون الخير إلي شر، والمنازل إلي قبور، والأحياء إلي أموات، والعمار إلي خراب، من أجل أنفسهم، و من أجل مصالحهم الشخصية فقط. وكم من مؤسسات تهدم بسبب أفراد غير مخلصين حتي لأنفسهم!! لانهم يدمرون المؤسسات التي يعملون فيها بغض النظر عن مصلحة المؤسسة ومصير زملائهم، بل ومصيرهم هم أنفسهم كجزء لا يتجزأ من المؤسسة! فمن الأهمية بمكان أن يعمل الإنسان بإخلاص مؤمناً أن العمل بإخلاص لله وحده، وليس من أجل أشخاص، لأن الإخلاص في العمل من أجل الناس سيتوقف إذا ما اختفي أو زال هؤلاء الناس!! فما كان لله دام، وما كان لغير الله انقطع.