رغم انهم أبعد الناس عن الاقتداء بالنبى صلى الله عليه وسلم الا أن جماعة الاخوان الارهابية التى تتاجر بالدين وتستغل جهل البسطاء حاولت – كعادتها – انتهاز فرصة قيام أجهزة الدولة بتطبيق القانون بنزع الملصقات "المشوهة" للمظهر الحضارى من فوق الجدران والسيارات لتصوير الوضع وكأن الدولة تشن حربا على الاسلام بعد انتشار لافتة مكتوب عليها "هل صليت على النبى اليوم". والجماعة الارهابية وهى تقوم بهذا الدور المكشوف - الذى لا ينطلى على أحد - تعتمد على سذاجة البسطاء فى تقديم نفسها – من خلال ميليشياتها الالكترونية – على انها المدافعة عن الاسلام وعن الرسول صلى الله عليه وسلم. وللأسف انخدع بعض المتحمسين والغيورين على الاسلام - بسلامة نية- وابتلعوا الطعم وتم استدراجهم على مواقع التواصل الاجتماعى لتدشين حملات الكترونية تحمل نفس العبارة الخاصة بالصلاة على النبى فى تصرف يوحى باقتناعهم بأن وزارة الداخلية تحارب الصلاة على النبى. وبداية وحتى لا يزايد علينا أحد فأن وزارة الداخلية - رغم حقها فى تطبيق القانون وإزالة الملصقات المشوهة - لم تكن موفقة فى أسلوب اعلانها للرأى العام عن ازالة ملصق الصلاة على النبى تحديدا وغاب عنها تربص الجماعة الارهابية والجماعات المتطرفة الساعين للعب على وتر حماية الدين فى أوساط البسطاء والجهلاء. وقد أعطى هذا الأسلوب - الفرصة للجماعة الارهابية أن تستغله فى اللعب على مشاعر هذه الفئات، كما استفز هذا الأسلوب – أيضا – بعض البسطاء الذين وجدوا فى الاصرار على ازالة هذا الملصق أمر غريب ومستفز فى حين أن مظاهر الفوضى الأولى بالازالة فى الشارع المصرى لا حصر لها ابتداء من الباعة الذين احتلوا الشوارع والميادين الى المقاهى التى احتلت الأرصفة الى مواقف الميكروباص العشوائية التى تعوق حركة المرور. وكان على وزارة الداخلية أن تطبق القانون بحسم وأن تشن حملتها لازالة جميع الملصقات التى تشوه المظهر الحضارى سواء على المبانى العامة وعلى وسائل المواصلات وعلى الجدران فى اطار حملة انضباط وتجميل سواء كانت ملصقات تحمل عبارات دينية أو غيرها وأن تطبق القانون بحسم على كل من يقوم بلصق هذه الملصقات دون أن تقع فى "الفخ" بالاعلان عن حملة لازالة ملصق بعينه يحمل عبارة الصلاة على النبى ولاسيما أن الداخلية لا يغيب عنها أنها تخاطب شعب نصفه أمى وأكثر من 75% منه من البسطاء ومحدودى الثقافة والتعليم يعيشون فى العشوائيات وهؤلاء من وجهة نظرهم وثقافتهم المحدودة لا يجدون غضاضة أو عيب أو خطأ فى تعليق ملصق مثل هذا على الجدران ووسائل المواصلات ولا يستوعبون معنى تشويه المظهر العام . والحقيقة أن الاسلام برئ من جهل البعض ومتاجرة البعض الآخر بالدين من خلال مظاهر جوفاء لا تمت للاسلام واخلاقياته بصلة ولا تنتشر الا فى المناطق العشوائية وفى أوساط اجتماعية وثقافية متدنية لا يرقى أهلها للاحساس بالجمال ولا الذوق منها مشهد الملصقات التى تشوه سيارات الاجرة والأتوبيسات وجدران المساجد من الخارج وكبائن المصاعد وغيرها وتحمل عبارات تضم آيات قرآنية أو أحاديث نبوية شريفة أو أدعية . وأصبح من المألوف أن تجد أتوبيس هيئة نقل عام جديد أو مينى باص ومنذ أول يوم تشغيله يقوم سائقه بكل جهل وغباء بتشويه مظهره بلصق عشرات الملصقات التى تحوى هذه العبارات الدينية معتبرا أنها "بركة " ..ونفس السلوك يرتكبه سائق ميكروباص كتعبير عن التدين والاسلام فى الوقت الذى لا يتوقف لسانه عن الشتم بأفظع الألفاظ وسب الدين على مدار اليوم واستغلال الركاب فى مظهر من مظاهر التدين الشكلى الأجوف. وفى كل مكان تطاردك سلوكيات تشكل تشويها للمظهر العام والذوق باسم الدين ..والاسلام برئ منها .. ومن هذه المظاهر المشهد العشوائى لاحتلال أرصفة المشاة أمام المساجد وافتراش الأرض لبيع كتب التراث والسبح باسم الدين ..والدين برئ من نشاط متهرب من الضرائب ويمارس من خلال احتلال الرصيف واعاقة حركة الناس وتشويه المظهر الحضارى . بالاضافة لآلاف الميكروفونات الصاخبة والمزعجة الخاصة التابعة لزوايا صغيرة أسفل المنازل تحولت لمساجد بشكل غير قانونى ولا يصلى فيها سوى نفر قليل يوم الجمعة ويأتيك صوت الآذان منها بصوت منفر يتداخل ويشوش على أصوات الآذان القادمة من المساجد الكبرى فى مشهد لا يمت للاسلام ولا الذوق بأى شكل بل ينفر الناس ويشوه صورة الاسلام عند غير المسلمين. ويستفزنى بشدة هذا المظهر العشوائى الذى يعتبر مثالا للتلوث البصرى الذى يرتكب باسم الدين حيث يقوم البعض بتركيب مظلة من الصفيح الردئ "المصدى" بعرض الشارع بالكامل أمام المساجد لتكون مظلة للمصلين خارج المسجد أيام الجمعة ويتم هذا ليس فى الأحياء الشعبية والعشوائية فقط بل فى ما يسمى الأحياء الراقية. وللاسف ترتكب هذه التشوهات باسم الاسلام وهو برئ منها وكان الأولى أن تكون المساجد - -وهى بيوت الله- فى أرقى مظهر عمرانى وجمالى وحضارى من الداخل والخارج وأن يتم أنشاؤها تحت اشراف الدولة من خلال شركات مقاولات كبرى متخصصة على غرار مسجد الرحمن الرحيم بشارع صلاح سالم ومسجد النور بالعباسية وأن يكون لها اشتراطات بنائية ومعمارية وجمالية محددة – كما يتم فى اشتراطات البناء فى القاهرة الجديدة مع فارق التشبيه - بدلا من ترك انشاء المساجد للأهالى وسكان العشوائيات وللجمعيات التابعة للجماعات الدينية المتطرفة التى يميز أفرادها غياب الذوق العام والاحساس بالجمال.