أعلنت إيران اليوم "الثلاثاء"، أنها ستسمح لمحققي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بزيارة موقع عسكري كانت قد رفضت دخولهم إليه للتحقق من معلومات تشير إلى أن طهران أجرت فيه أبحاثا بشأن متفجرات مرتبطة بالأسلحة النووية. ورفض دبلوماسيون غربيون البيان الإيراني ووصفوه بأنه مناورة لكسب الوقت وليس تحولا حقيقيا للشفافية النووية مع زيادة حدة الحديث الإسرائيلي عن عمل عسكري كخيار أخير ضد طهران. وأشار دبلوماسيون إلى أن البيان يتضمن شرطا يقول أن الوصول إلى "بارشين" لا يزال متوقفًا على التوصل لاتفاق أوسع بشأن كيفية تسوية القضايا المُعلقة وهو مالم يتمكن الجانبان من تحقيقه منذ فترة طويلة الأمر الذي يمثل مأزقا وضع الغرب وايران على طريق المواجهة. وذكرت مصادر مقربة من المحادثات التي أجراها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الامريكي باراك اوباما في واشنطن الاثنين أن نتنياهو أكد لاوباما أن اسرائيل لم تتخذ قرارا بمهاجمة المواقع النووية الايرانية، غير أنه لم يشر إلى العدول عن احتمال توجيه ضربات عسكرية. وحثت روسيا اليوم "الثلاثاء" القوى الكبرى على إحياء المحادثات مع ايران بشأن برنامجها النووي في أقرب وقت ممكن قائلة ان نهج طهران في الشهر الماضي أظهر أنها مستعدة للمشاركة في مفاوضات جادة. لكن الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا لا تشارك موسكو في هذا التصور. وكانت آخر محادثات أُجريت قبل نحو عام قد فشلت حتى في الاتفاق على جدول اعمال. وترجع الشكوك الغربية بشأن الانشطة الجارية في بارشين الى عام 2004 على الاقل حين قال خبير نووي بارز ان صورا التقطت بالاقمار الصناعية تظهر انه ربما يكون موقعا للابحاث والتجارب المرتبطة بالاسلحة النووية. وزار مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية موقع بارشين عام 2005 لكنهم لم يروا المكان الذي تعتقد الوكالة ان غرفة اختبار المتفجرات بنيت فيه. وقال دبلوماسيون غربيون مطلعون على القضية لرويترز بشأن البيان الايراني انهم يرونه حيلة ايرانية لكسب الوقت وربما "لتطهير" موقع بارشين لمحو أي دليل على الانشطة المشتبه بها قبل قدوم المفتشين. وقال دبلوماسي غربي حضر اجتماعا هذا الاسبوع لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكون من 35 دولة ان الاعلان الايراني "لا يقدم شيئا جديدا وبالقطع ليس" تحولا في السياسة. وفي جنيف قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو الاثنين "لدينا بعض الدلائل التي تشير الى أن ثمة انشطة جارية في موقع بارشين. وهذا يدعونا الى الاعتقاد بأن الذهاب الى هناك عاجلا أفضل من ان يكون آجلا." وقال ان الوكالة لا تزال تساورها "مخاوف جادة" بشأن أبعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الايراني. وتقول ايران انها تخصب اليورانيوم لاغراض الطاقة السلمية فقط. وورد اسم موقع بارشين في تقرير مفصل للوكالة الدولية في نوفمبر الماضي أعطى ثقلا من جهة مستقلة للمخاوف الغربية من ان ايران تعمل على تطوير قنبلة ذرية وهي مزاعم ينفيها مسؤولون ايرانيون ويقولون انهم يسعون فقط للحصول على الطاقة النووية المدنية.