حالة من الركود تشهدها قرية "نزه" التابعة لمركز منفلوط بمحافظة أسيوط، والتي تشتهر كواحدة من أكبر قرى الصعيد في تجارة الأخشاب المستعملة والمعاد تصنيعها، وهي مهنة معظم سكان القرية، وتحولت كافة المحلات إلى ورش تشتري الأخشاب من المنازل والعمارات القديمة وتعيد إصلاحها أو تصنيعها وبيعها مرة أخرى مستعملة. توارث سكان قرية "نزه" المهنة عن آبائهم وأجدادهم منذ أكثر من 50 عاما، وتشبه كل ورشة بالقرية خلية النحل، إذ تمتلئ بالعمال يتوزعون الأدوار، ما بين عامل يقطع الأخشاب ويُهذبها، وآخر يجمع الألواح ليصنع منها المنتجات الخشبية، وثالث ممسك بأدوات الدهان، وتباع المنتجات للقرى والمراكز المجاورة لتميزها وشهرتها بالجودة والإتقان على مستوى الصعيد، إذ يأتى المشترون من سوهاج والمنيا والوادى الجديد وقنا، من أجل شراء المنتجات الخشبية المستعملة، كما تتميز القرية ببيع وشراء المنتجات والتحف الأثرية التى يتم استخراجها من القصور المهدومة. الركود الذي يشكو منه أهل القرية تسبب في تسريح العديد من العمال من ورش إعادة التصنيع التى أغلق كثير منها بعد موجة ارتفاع أسعار الأخشاب متأثرة باضطرابات حركة الاستيراد. محمد علي، صاحب إحدى الورش، قال ل"البديل": توارثنا المهنة عن أجدادنا ونقوم بشراء كافة أخشاب وأبواب وشبابيك المنازل التي سيتم هدمها، وبعدها تتم إعادة تنظيف كافة القطع الخشبية، وهناك أكثر من 90 ورشة تعمل في مجال إعادة تصنيع الأخشاب وتحويلها إلى منتجات جديدة، إلا أن الفترة الحالية لا توجد مبيعات، وكثير من الورش أغلقت أبوابها بعد تكبد الخسائر. وقال عبد الناصر بكر، رئيس الاتحاد المحلي لعمال أسيوط، ونائب رئيس النقابة العامة للعاملين بالبناء والأخشاب، إن السوق يعاني حالة ركود عامة متأثرا بالأزمة الاقتصادية التى تشهدها البلاد وأزمة الدولار، مشيرا إلى أن قرية نزه من أكبر قرى الصعيد التي تعمل في مجال الأخشاب المصنعة والمستعملة وتأثرها بالسوق شيء طبيعي.