لا يزال المنهج المتعمد الذي تتعامل به قوات الاحتلال الصهيوني مع الأطفال الفلسطينين متواصلًا، بل ويترسخ يومًا بعد يوم، حيث يدرك الاحتلال جيدًا أن مستقبل أي دولة يتمثل في أطفالها وشبابها، وبالنسبة للكيان الصهيوني فإن الأطفال الفلسطينيين هم وقود أي انتفاضة أو عملية مقاومة، وهو الأمر الذي يؤرق الاحتلال، ويزيد مخاوفه، ما دفع قوات العدو إلى انتهاج أسلوب استهداف الأطفال. استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي طفلًا فلسطينيًّا يدعى "عبد الله أبو نظيف"، ويبلغ من العمر 10 سنوات، مساء أمس الأربعاء، حيث أطلقت عليه الرصاص؛ لتودي بحياته. وقال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة، إن الطفل استشهد متأثرًا برصاصة أصيب بها مساء الأربعاء، قرب موقع "كيسوفيم" العسكري ببلدة القرارة شرق خانيونس بقطاع غزة، وأوضح أن قوات الاحتلال أطلقت النار بشكل عشوائي تجاه منازل المواطنين وأراضيهم، ما أدى لإصابة الطفل أبو مضيف الذي كان ينام في بيت بلاستيكي بالقرب من منزله المهدوم خلال العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة، وأضاف القدرة أن أبو مضيف أصيب برصاصة في ظهره، ونقل إلى المستشفى لتلقي العلاج من إصابة خطيرة جدًّا، إلا أنه ارتقى شهيدًا بعد وقت قليل. استهداف الأطفال منهج صهيوني منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، والتي اغتالت فيها القوات الصهيونية براءه الطفل محمد الدرة، وهي الخطوة التي أثارت ردود فعل وموجة انتقادات غير مسبوقة ضد الكيان الصهيوني لدى العديد من الحكومات والشعوب العربية والغربية وحتى المنظمات الدولية، أصبح ذلك منهجًا إسرائيليًّا متعمدًا لدى قوات الاحتلال، ناهيك عن عمليات القتل بدم بارد، وعمليات الخطف والتعذيب والاعتقال؛ لتشكل استهدافًا آخر بطريقة مختلفة لأطفال فلسطين، الذين ترغب إسرائيل في إبادتهم تمامًا؛ حتى تنهار روح المقاومة والفدائية لدى الشعب الفلسطيني، باعتبار أطفال فلسطين وقود الثورات والانتفاضات وعمليات المقاومة التي يتم تنفيذها بشكل فردي أو جماعي. تكشف الإحصائيات أرقامًا مفزعة بشأن عمليات استهداف القوات الإسرائيلية للأطفال الفلسطينيين، حيث كشفت إحدى الإحصائيات قبل أيام قليلة أن حصيلة الأطفال الذين تم استشهادهم على أيدي الاحتلال الإسرائيلي تبلغ حوالي 2000 طفل في الفترة بين عام الانتفاضة الثانية 2000 وحتى العام الحالي 2016. وأظهرت الإحصائية ارتفاع عدد الشهداء من الأطفال خلال عامي 2009 و2014، وذلك تزامنًا مع حرب إسرائيل على قطاع غزة، والتي بدأت في 2 ديسمبر عام 2008، واستمرت لمدة 22 يومًا، وسقط خلالها ما يقرب من 412 طفل، وحرب إسرائيل على غزة في 8 يوليو عام 2014، واستمرت لما يقرب من 50 يومًا، وسقط خلالها ما يقرب من 530 طفلًا. أطفال من الذاكرة الفلسطينية لا تنسى الذاكرة والشعوب الفلسطينية شهداءها، لكن هناك العديد من الأطفال الذين يعتبرون علامة مميزة في تاريخ المقاومة الفلسطينية، أمثال محمد الدرة "12 عامًا" الذي استشهد في سبتمبر عام 2000 في قطاع غزة برصاص جنود الاحتلال وهو يحتمي في أحضان والده، والطفل فارس عودة "14 عامًا" الذي استشهد في نوفمبر من نفس العام برصاص جنود الاحتلال، بعدما ظهر في صورة شهيرة متحديًا الدبابات الصهيونية، والطفلة الرضيعة إيمان حجو، "3 أشهر"، التي استشهدت في عام 2001، عندما اخترقت شظية قذيفة دبابة إسرائيلية جسدها الضعيف في منزل أهلها، والطفل محمد أبو خضير "16 عامًا"، الذي يعتبر استشهاده الشرارة التي أشعلت الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة عام 2014، حيث تم خطفه وتعذيبه وحرقة وهو على قيد الحياة على أيدي قطعان مستوطنين وبدعم وتواطؤ من القوات الصهيونية. يأتي ذلك إلى جانب استهداف القوات الصهيونية عائلات بأكملها بما فيها أطفالها، مثل استهداف أطفال عائلة الدلو في يوليو عام 2012، عندما قصف الاحتلال منزلًا به خمسة أطفال؛ ليسقطوا جميعًا شهداء من عائلة واحدة تتراوح أعمارهم بين عامين و7 أعوام، وعائلة الرضيع على دوابشة "عام ونصف"، الذي قتله المستوطنون في يوليو عام 2015، عندما أضرموا النار في منزل عائلته؛ ليسقط شهيدًا وسط عائلته على مرأى ومسمع من قوات الاحتلال.