هددت طالبات الفترة المسائية بمدرسة الشهيد محمد السيد حفني الثانوية التجارية بالمندرة في الإسكندرية، بالتظاهر اعتراضًا على نقلهن من المدرسة التي تضم طالبات المرحلة الثانوية بنوعيها العامة والتجاري، إلى مدرسة فؤاد محيي الدين المواجهة لمدرستهن، بزعم من مدير المدرسة أن طالبات التعليم العام أقيم سلوكيًّا. ومع استمرار رفض الطالبات الانتقال إلى المدرسة الجديدة، ولا سيما أنها لا تستوعب عدد الطالبات بالفرقتين الأولى والثانية، تعرضن للاعتداء بالضرب من قِبَل شخص غريب ادعت مدير المدرسة أنه مخبر يتبع قسم الشرطة، بحسب نعمة فكري، والدة إحدى الطالبات. وقالت نعمة فكري، والدة مارتينا ماجد جورج، الطالبة بالمدرسة التجارية: مدير المدرسة قرر يوم الأربعاء الماضي نقل ابنتها وزميلاتها إلى مدرسة فؤاد محيي الدين المقابلة لها؛ للفصل بين طالبات المرحلتين، بحجة أن سلوكياتهن تقتضي التدخل للفصل بينهن. وأضافت فكري ل«البديل» أن الطالبات استجبن في البداية لقرار المدير «الفردي» وتوجهن إلى مدرسة فؤاد محيي الدين، لكن عدم استيعابها الطالبات كافة بسبب ضيق مساحتها جعلهن مستاءات، وطلبن من مديرها عودتهن إلى مدرستهن المقيدات بها، وبالفعل غادرتها الفتيات في الواحدة بعد الظهر إلى الأخرى بموافقة من مديرها. وتابعت: فوجئت طالبات الصف الأول والثاني رغم كثافة أعدادهن، بغلق مدير مدرسة الشهيد محمد حفني أبوابها أمامهن، كما رفضت المدرسة الأخرى عودتهن إليها مرة أخرى، وبالتالي توقفت الفتيات أمام البوابتين لا يعلمن أي متجه يتجهن، ومع ذلك فوجئن برجل غريب، ادعت مدير المدرسة أنه مخبر يتبع قسم الشرطة، يعتدي عليهن بالضرب مستخدمًا عصا غليظة، ما أدى إلى إصابة إحداهن بنزيف في الأنف، وأخريات بالإغماء وتم نقلهن إلى المشفى بواسطة سيارة الإسعاف، كما استدعت المدير الشرطة. وأشارت فكري إلى أن أولياء الأمور توجهوا مسرعين إلى المدرسة للاستيضاح والاطمئنان على الطالبات، واجتمعن بالمعلمين، لكنهم فوجئوا باللهجة المتعالية منهم على بناتهن، بعد تمييز طالبات الثانوية العامة عليهن، والادعاء بأن سلوكهن متغاير وأنهن من طبقة أدنى من زميلاتهن، وأن النقل تم بناءً على خشية المدير على طالبات الثانوية العامة من زميلاتهن ممن يدرسن الثانوي التجاري. وقالت: إن الشرطة تدخلت وأجبرت المديرة على عودة الفتيات إلى مدرستهن الأصلية؛ لأنها لا تملك أي قرار إداري، مشيرة إلى ان أولياء الأمور اجتمعوا بالمدير وسمير النيلي، مدير إدارة المنتزه التعليمية بمقر الإدارة التعليمية، ووعدهم باتخاذ قرارات حاسمة، مضيفة: «وبالنسبة للسلوك فالمدرسة نظمت في الفترة الصباحية التي تضم طالبات الثانوي العام السنة الماضية، عرض رقص شرقي على أغنية انت معلم، فأي سلوك يتحدثون عنه». وأضافت مريم إبراهيم، طالبة بمدرسة محمد حفني الثانوية التجارية، أن مجموعة من الشباب الذين لاحظوا تكدس الفتيات أمام المدرسة تدخلوا وقفزوا أعلى السور وفتحوا بوابتها للطالبات، اللاتي رددن هتافات: «عايزين نتعلم» مشيرة إلى أن الضابط الذي تدخل لحل المشكلة أكد أنه لا يوجد أي قرار إداري بنقل الطالبات، وذلك بعد اجتماعه بمدير المدرسة. من جانبه قال الدكتور سمير النيلي، مدير إدارة المنتزه التعليمية: قرار نقل الطالبات من مدرسة محمد السيد حفني إلى مدرسة فؤاد محيي الدين، كان محل دراسة وصدر عنه شخصيًّا ولا علاقة لمديرها بالأمر، والسبب في ذلك هو أن وزارة التربية والتعليم أرسلت أجهزة خاصة بالقدرات التفاعلية وال«داتا شو» إلى مدرسة محمد السيد حفني، التي ستستقبلها في 8 فصول، وبالتالي فيجب إغلاقها في فترة ما بعد الظهيرة، وهو ما تطلب نقل الطالبات إلى المدرسة المواجهة لهن مباشرة، وهي مدرسة فؤاد محيي الدين، باعتبارها المدرسة الأصلية للطالبات. واتهم النيلي في تصريح ل«البديل» بعض العناصر ذات الانتماءات الدينية بتعمد إثارة الهرج بين صفوف الطالبات بعد أن استقررن بالمدرسة الجديدة، وتحريضهن على الخروج للشارع للاحتجاج، مضيفًا أن الشرطة تعاملت مع من وصفهم ب« البلطجية» ممن تدخلوا في الأمر. وتابع: «المندرة متبهدلة ومدارسها متبهدلة وتحتاج لقرارات جريئة لإعادة الأمور لطبيعتها» مشددًا على أهمية أن تقضي طالبات لثانوية العامة يومهن الدراسي كاملًا، وهذا يقتضي إلغاء الفترة المسائية، موضحًا أن سبب التمسك بمدرسة محمد حفني هو أنها كانت في الأصل تجارية، لكن بعد إلغاء الثانوي التجاري وتقليص أعداد طلابه تم نقلهن إلى مدرسة فؤاد حلمي، ثم عادوا إليها مرة أخرى، لكن بسبب الأجهزة الوافدة إليها فإن قرار فتح بقية الفصول لاستقبال طالبات الفترة الثانية يستعصى على المدرسة. وأكد النيلي أن مدير مدرسة محمد حفني لا علاقة لها بأي من الأحداث التي وقعت منذ صدور القرار، نافيًا الاعتداء على أي طالبة أو إصابة إحداهن بنزيف وأخريات بإغماءات بحسب ادعاء زميلاتهن، مضيفًا: «كله هجص وشغل بنات» مضيفًا أن الطالبات كانت تدبرن لعمل وقفة احتجاجية أول أمس بمشاركة العنصر الإخواني الذي أشار إليه، لكنه سيقف لهن بالمرصاد، مشددًا على أن القرارات كلها صادرة من الإدارة وأن الأمور تجري بشكل طبيعي وتحت السيطرة، محملًا نفسه المسؤولية كاملة عن أي قرار اتخذه وتسبب في حدوث تداعيات.