فيما يبدو رغبة في تحسين العلاقات، تعمل السودان ومصر في الفترة الأخيرة على تنحية الخلافات جانبًا، وتنعقد، غدا الأربعاء، اللجنة العليا المصرية السودانية المشتركة بحضور الرئيسين عبد الفتاح السيسي، وعمر البشير، بعد أن عقدت على مستوى النائب الأول لرئيس الوزراء في البلدين خلال السنوات الماضية، وهو ما يشير بوضوح إلى الرغبة المشتركة في توطيد العلاقات الاقتصادية والتعاون في المجال الأمني بين الحين والآخر تظهر بعض المماحكات بين مصر والسودان، خاصة فيما يتعلق بحلايب وشلاتين، وسد النهضة، وارتباط النظام السوداني بالأيدلوجية الاخوانية، ليكون التساؤل المطروح: هل تنجح القمة في حسم الملفات العالقة، أم تبقيها جانبًا للحد من تجدد التوترات في العلاقات بين البلدين؟. حلايب وشلاتين يجدد السودان كل فترة الحديث عن حلايب وشلاتين، ورغم أن المستقر تاريخيًا أنها أرض مصرية، فإن الخرطوم تثير من حين لآخر الخلافات حول تبعية هذه المنطقة، ومن ذلك، الشكوى التي أودعتها أخيرا لدى مجلس الأمن الدولي تتصل بإجراء مصر انتخابات بالمثلث، وهو أمر يؤدي بطبيعة الحال إلى توتر العلاقات بين الجانبين. القاهرة من جانبها، كانت تتبع في الأعوام الماضية طريقا مختلفا للرد بخصوص حلايب، كأن تطبع وزارة التربية والتعليم على أغلفة الكتب الدراسية خريطة مصر متضمنة المنطقة ضمن حدودها، ويؤكد مراقبون أن اللجنة التي ستنعقد على مستوى رئاسي ستتجنب الحديث عن تلك الأزمة المصطنعة، وذلك بسبب انشغال القاهرة بملفات عدة لها جوانب إيجابية يمكن البناء عليها، وتوجيه جدول اللجنة العليا لتفعيل المزيد من الاتفاقيات المشتركة بين الجانبين، خاصة في مجالات الاقتصادية. سد النهضة أحد الملفات المهمة التي أثيرت بشكل واسع في الفترة الأخيرة وكان له تأثيره على العلاقات السودانية المصرية هو ملف سد النهضة الإثيوبي، ويتهم الخبراء المصريون الخرطوم بأنها تقف بجانب إثيوبيا بشكل يضر القاهرة. ويتصدر جدول أعمال الاجتماع الوزاري ولقاء القمة التنسيق بين البلدين بشأن السد بغية التوصل لاتفاق مصري سوداني قبل عقد القمة الثلاثية المصرية السودانية الإثيوبية المقررة نهاية العام الجاري، فيما يرى خبراء أن قمة السيسى والبشير غدا تعتبر شكلية، ويؤكد الدكتور هاني رسلان، أن موقف السودان معروف ولن يتغير. البشير والإخوان تعتقد القاهرة أن نظام الرئيس عمر البشير، يتبع أيدلوجية جماعة الإخوان المسلمين، وهو أمر يثير حساسية خاصة في العلاقة بين البلدين، خاصة وأن السودان يستضيف الكثير من أعضاء الجماعة دائمي الهجوم على الإدارة المصرية. ثمة تحليلات تؤكد أن مصر دائمًا ما ترى أن التحركات السودانية الخارجية الموجهة ضدها تتم بإيعاز من التنظيم الدولي للإخوان للضغط على الإدارة المصرية وخلق المشاكل والأزمات، فيما يقول المتخصص في الشأن الإفريقي عطية عيسوي، إن العلاقات الاقتصادية دائمًا ما تكون ضحية للخلافات السياسية، متابعًا: "نريد من اللقاء الذي يجمع بين الرئيسين الخروج من هذه الأزمات والتي أبرزها حساسية العلاقات نتيجة هروب بعض قادة الإخوان إلى الداخل السوداني".