منذ نحو نصف قرن، تتبع إسرائيل في الضفة الغربية سياسة التحكم في 2.5 مليون شخص، وتوسع المستوطنات اليهودية في مقابل تقليص حياة الفلسطينيين، لكن الاحتلال لم يكن قادرًا على الاستمرار، حيث لقى انتفاضتي عام 1987، و2000. المستوطنات التي يتم بناؤها من الاحتلال العسكري الأجنبي من الممكن أن تشعل الوضع مرة أخرى، حيث يظهر لنا على أرض الواقع أسباب طعن الفلسطينيين للإسرائيليين، لكن من المؤكد أن الانتفاضة الثالثة ستكون أصعب بكثير. توسع إسرائيل قبضتها على الأراضي المحتلة، حيث أساليب المراقبة الدقيقة والتنصت على المكالمات الهاتفية وقراءة الرسائل النصية، وهو أمر أوسع بكثير مما كانت عليه في العقود السابقة، ووفقًا لطرق المراقبة عالية التقنية، تحدث العديد من المداهمات ليلًا. ويقول مشهور أبو دقة، وزير سابق لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات: مكالمة بسيطة من نابلس إلى بيت لحم لابد أن تتم إعادة توجيهها خارج الضفة الغربية، ويضيف: ليس هناك شك أنهم قادرون على اعتراض أي اتصال بأقل جهد. بعد انتشار عمليات الطعن، بدأت إسرائيل في تصعيد عمليات التوغل اليومية، وعززت مراقبتها لوسائل التواصل الاجتماعي، وأغلقت محطات الإذاعة والجمعيات الخيرية. وبدأت موجة من العنف والمظاهرات وأعمال الشغب والطعن من قِبَل الفلسطينيين، بعد الاستفزازات الإسرائيلية في القدس. في هذا السياق قال إيهود باراك، وزير الدفاع ورئيس الوزراء السابق من حزب العمل: النجاح في توقف العنف، يتطلب الحل الوحيد، وهو الموافقة على قيام دولة فلسطينية وإنهاء الاحتلال، حيث لا يمكنك النجاح في القمع الكامل لمجتمع يقهرك به الملايين لأسباب مبررة، وبالتالي علينا أن نبدأ التعامل مع جذور المشكلة. تستمر الغارات الإسرائيلية بوتيرة مكثفة، نحو 70 غارة في الأسبوع، وفقًا لبيانات الأممالمتحدة، أما الجنرال الذي كان مسؤولًا عن الضفة الغربية حتى وقت قريب فاشتكى من أنه بدلًا من تحقيق تقدم سياسي على أساس حل الدولتين، تصبح إسرائيل الآن بطل العالم في الاحتلال. بلومبرج