على الرغم من مرور ما يقرب من 700 عام على إنشاء منطقة القيسارية بمدينة سوهاج، فلا تزال محرومة من حقها في الاعتراف بها كمنطقة أثرية، ووقف الروتين الحكومي حائلًا بينها وبين تسجيلها بوزارة الآثار. تجسد القيسارية روح التاريخ وأصالة الماضي، وتتجلى فيها الأصول الحقيقية لفن العمارة والبناء الذي ما زالت ملامحه ظاهرة حتى الآن، وتتميز قيسارية سوهاج بتعدد أبوابها، ويجد روادها صعوبة في الخروج منها؛ بسبب كثرة شوارعها ومنحنياتها وتقاطعاتها، والتي تتجاوز أطوالها الكيلو مترات، كما أن القيسارية تتميز بسقف أغلب شوارعها بالألواح والعروق الخشبية منذ مئات السنين، لحماية روادها من حرارة الصيف وأمطار الشتاء، وبسبب تغطية الشوارع؛ يعتمد أصحاب المحال والدكاكين على كشافات الإضاءة ليلًا ونهارًا. سعد محمد عثمان، مدير عام منطقة آثار سوهاج الإسلامية والقبطية، قال ل"البديل" إنه رغم مرور مئات السنين على وجود القيسارية فإنها غير مسجلة أثريًّا، رغم احتوائها على مسجد تاريخي هو مسجد "علي بك الكبير"، الذي يتميز بطابعه المعماري الفريد، وهو غير مسجل كأثر حتى الآن، حيث إن محاولاتهم المستمرة باءت بالفشل، مشيرًا إلى أن القيسارية تشبه الأزهر والحسين وغيرهما من الأحياء المصنفة كمناطق أثرية وسياحية، وأشار إلى أنه "بمرورك فيها تشم رائحة التاريخ القديم والفن المعماري الأصيل". وذكر مصدر بمنطقة آثار سوهاج (فضل عدم ذكر اسمه) ل"البديل" أن المؤرخين يرجعون بتاريخ إنشاء قيثارية سوهاج إلى ما يقرب من 700 عام، وأن هيئة الآثار لم تسجلها ضمن المناطق والأحياء الأثرية الأخرى كالأزهر والحسين؛ بسبب الروتين الحكومي والبيروقراطية، لافتًا إلى أنه "لو ضمت القيسارية للمناطق الأثرية لأصبحت عبئًا على الآثار". وطالب بضمها والاهتمام بها وتطويرها، باعتبارها منطقة تجارية تمثل مصدر رزق ودخل للآلاف من أبناء سوهاج والمحافظات الأخرى ملاك ومستأجري المحال، وشدد على ضرورة الحفاظ عليها من الضياع؛ لتجنيبها الحرائق التي يمكن أن تندلع في أي لحظة دون إمكانية السيطرة عليها؛ لعدم تمكن عربات الإطفاء من دخولها؛ بسبب ضيق شوارعها وممراتها، مؤكدًا أن قيسارية سوهاج من أكبر القيساريات وتشعبها على مستوى الجمهورية. من جانبه أوضح الدكتور أيمن عبد المنعم، محافظ سوهاج، أنه عرض في أواخر يونيو الماضي على الدكتور أحمد عادل درويش، نائب وزير الإسكان، خلال تفقده لمناطق المحافظة العشوائية، تطوير منطقة القيسارية التجارية؛ نظرًا لاحتوائها علي عدد كبير من المحال والمنازل السكنية. وأكد المحافظ ل"البديل" أن منطقة القيسارية التجارية تعاني من انخفاض مستوى السلامة وارتفاع نسبة الخطورة؛ لصعوبة دخول سيارات النجدة والحماية المدنية؛ بسبب ضيق شوارعها وتكدسها بالإشغالات.