سيطر الخوف والرعب على أهالي قرية وعزب القصير التابعة لمركز القوصية بمحافظة أسيوط؛ بسبب تجدد الخلافات الثأرية التي تشهدها منطقة شرق وغرب النيل، المصحوبة بإطلاق النار العشوائي يوميا من الصباح حتى المساء، ما أدى إلى إغلاق مدارس القرية، وتوقف حصاد محصول الذرة؛ لخوف الفلاحين من مغادرة منازلهم. القرية التي تعتمد على الصيد والزراعة، كان للخلافات الثأرية النصيب الأكبر في انتشار الجهل بين الأهالي، وحل السلاح محل التعليم، واهتم الأهالي بتنشئة أبنائهم على حمل السلاح، ويظل شراء قطعة سلاح أهم من الطعام والشراب. قال عبد العظيم محمد، أحد أهالي القرية: "نعيش حالة خوف وفزع بسبب الخلافات الثأرية الموجودة منذ سنوات طويلة ولم تنته رغم محاولات الصلح المستمره كل عام"، مؤكدا أن الخلافات الثأرية كانت السبب في تدهور الحالة الاقتصادية للآلاف من الأهالي؛ بعدما أصبح شاغلهم الأول شراء السلاح والذخيرة دون النظر إلى باقي متطلبات الحياة من مأكل وملبس، ترتب عليها تعطيل الحياة اليومية من عمالة وطلاب وموظفين. وأوضح صلاح فتحي، وكيل وزارة التربية والتعليم بأسيوط، أنه تم تشكيل غرفة عمليات بكل إدارة، والتنسيق مع مديرية التربية والتعليم وقطاع الداخلية والصحة والمحافظة؛ لمتابعة الأحداث أولا بأول، ومدى انتظام الدراسة في المدارس المختلفة والعمل على حل آية مشكلة تظهر. ومن جانبه، قال اللواء أسعد الذكير، مدير المباحث الجنائية، إن قوات مديرية أمن أسيوط بالتنسيق مع مصلحة الأمن العام تشن حملات متعددة لاستهداف البؤر الإجرامية وضبط المتهمين على مدار الشهر، بينها قرية دير القصير. وتعد الخلافات الثأرية داخل قرى القصير من أقدم الخلافات الثأرية الموجودة فى مركز أسيوط، ولم تهدأ نهائيا رغم محاولات التوافق والتصالح بين الأفراد المتنازعة، وتنشب الخلافات الثأرية بين كبار العائلات الموجودة في العزب، وهى "الجوايده، والمصادفة، والعكارمة، وبيت عبد الوارث، واللطايفة، والضواهر، وبيت علم الدين"، منذ أكثر من 60 عاما حسب رواية كبار القرية.