يبدو أن التعاطف الشعبي الغربي تجاه القضية الفلسطينية بات يفوق التعاطف العربي، وعلى مدى سنوات، يتوافد إلى قطاع غزة عدد من السفن التي تحمل متضامنين في محاولة لكسر الحصار، منها ما يصل، ومنها ما تعترضه البحرية الإسرائيلية في عرض البحر بالهجوم على المتضامنين وقتلهم أحيانا كما حدث مع سفينة مرمرة التركية. هذه المرة الأمر مختلف، فضمن أسطول الحرية الرابع، بدأت سفن نسائية رحلتها لقطاع غزة من شواطئ إيطاليا، وتضم السفن المتوجهة للقطاع أكثر من 30 ناشطة من جنسيات مختلفة منها التركية والكندية والإسبانية والأمريكية والنرويجية والأسترالية، إضافة لجنسيات أخرى جاءت لدعم الشعب الفلسطيني المحاصر منذ أكثر من 10 سنوات. وتتحرك السفن وسط مناشدات فلسطينية بضرورة حمايتها من التهديدات الإسرائيلية التي تترقب كل من يقترب من قطاع غزة، رغم إصرار المتضامنين على الوصول للقطاع، مع علمهم بالمخاطر التي تنتظرهم من همجية وإرهاب الاحتلال الإسرائيلي. وأشاد عصام يوسف، رئيس الهيئة الشعبية العالمية لدعم غزة، بإصرار المتضامنات، مؤكداً ترحيبه وتضامنه مع أسطول الحرية الرابع الذي انطلق، حتى يحقق هدفه من كسر الحصار المفروض على قطاع غزة. والتقى صحفيون مع المجموعات النسائية المشاركة في التضامن على متن سفينة "زيتونة"، حيث أعرب عدد منهن عن شوقهم للوصول لقطاع غزة، وقالت السويدية إلين هانسون، إحدى المشاركات، إن الإعلام الغربي لا يعطي اهتماما كبيرا للمرأة الفلسطينية ونقل معاناتها إلى الرأي العام، مشيرةً إلى أن حضورها ضمن الأسطول يأتي دعما للمرأة الفلسطينية ومن أجل توصيل صوتها للعالم. وأضافت المغنية السويدية: نعلم بالمخاطر التي تنتظرنا من الإسرائيليين، ومستعدون لمواجهتها، مؤكدةً أن الحراك سلمي، وأن المتضامنات لن يخرجن عن مبدأ السلام حتى لو اعتدى الجنود عليهن، مشيرة إلى ثقتهن الكبيرة في الوصول لقطاع غزة ولقاء النساء والأطفال. وقالت الناشطة الأمريكية ليسا هاميلتون، إن حصار إسرائيل لقطاع غزة لا يوافق القوانين الدولية ويجب إنهاؤه، وشبهت القطاع بالسجن الكبير. وأعربت الناشطة الكندية ويندي غولدثميث، عن خوفها من هجوم جنود الاحتلال الإسرائيلي على السفن المتجهة لقطاع غزة، حيث الذاكرة الإنسانية مازالت تحفظ الاعتداءات الهمجية على النشطاء الذين حاولوا كسر الحصار سابقا. وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة منذ فوز حركة حماس في الانتخابات عام 2006، وتمنع وصول أهم الأدوات وأساسيات الحياة إلى القطاع، فيما تشير الأممالمتحدة إلى أن أكثر من 80% من سكان القطاع يعتمدون في حياتهم على المعونات الخارجية، كما تتضخم البطالة والفقر بسبب الحصار. ويتوقع أن يصل الأسطول الرابع لكسر حصار غزة في الرابع من أكتوبر المقبل.