«اتعلموا إشارة».. مبادرة سويفية دشنها بعض الشباب؛ لتكون محافظة بني سويف مركز الانطلاق لتعميمها على مستوي الجمهورية، وتستهدف من خلالها، تخصيص المصالح الحكومية أحد العاملين بها من الملمين بلغة الإشارة للتعامل مع الجمهور من فئة متحدي الإعاقة من الصم والبكم؛ تسهيلا لقضاء احتياجاتهم ومصالحهم بالقطاعات الحكومية. وبدأت المبادرة في تنفيذ أولى خطواتها الجادة بإقامة إحدى الندوات للتعرف على مشاكل الصم والبكم في المجتمع وتعميم تعليم لغة الإشارة كمحاولة لتقليل الفجوة بينهم وبين المجتمع، وتحويل المصلحة الحكومية إلى مكان خدمي أفضل للصم والأبكم، الذى يبلغ عددهم في مصر نحو 8 ملايين نسمة، وفق آخر إحصائية للأمم المتحدة، معظمهم يعاني من الإهمال وقلة الرعاية في معظم المجالات وخاصة التعليم، رغم الكم الهائل من المواد والقوانين الدولية والمصرية التي تكفل لهم الكثير من الحقوق في التعليم. وجاءت المبادرة لمواجهة أهم مشكلات الصم والبكم فى التعليم، وهى توحيد المنهج التعليمي للصم والعاديين، الذي يعد أمرا في غاية الصعوبة، وأيضا ضعف التحصيل الدراسي بسبب قلة عدد المدرسين الذين يستخدمون لغة الإشارة داخل المدارس، ما يؤدي إلى قلة استيعابهم للمشروح، ويترتب عليه انخفاض تحصيلهم الدراسي بالمقارنة مع ذويهم من الأسوياء، فضلا عن رفض بعض أولياء الأمور وجود أطفال من الصم مع أبنائم في المدارس لوصفهم بالغباء والعدوانية، بالإضافة إلى مواجهة إشكالية المنع من دخول الجامعات المصرية؛ فلا يمكن للصم والبكم دخول الجامعات أو القبول بها، وتكتفي الدولة بتقنين دخولهم إلى المدارس الفنية وتعليمهم المهارات الحرفية. وتأتى أهمية المباردة فى تسليط الضوء على مشكلات كثيرة تختص بالصم والبكم، من ضمنها العمل؛ فلا يوجد أماكن تستقبل العاملين من الصم والبكم إلا قليلا، وتقلص فرصهم في العمل إلى بعض المهن المحددة التي يغلب عليها الطابع الحرفي، وفي الخدمات المعاونة، بالإضافة إلى عدم القدرة علي التواصل مع جميع أفراد المجتمع، ومنها المصالح الحكومية والمؤسسات الخدمية. وقالت علياء مصطفى، منسق عام المبادرة، إن الفكرة بدأت عندما وجدت صعوبات كثيرة لدى الصم والبكم في تعاملهم، خاصة بالمصالح الحكومية، متابعة: "عرضت فكرة عمل دورات تدريبية لتعلم لغة الإشارة للموظفين في الدواوين الحكومية المختصة بمقابلة الجماهير، مثل مكاتب خدمة المواطنين؛ عن طريق عمل بروتوكول بين وزارة للتنمية المحلية، حيث أعمل بالمشروع القومى للتنيمة المحلية والمجتمعية والبشرية (مشروعك) ووزارة التربية والتعليم". وأضافت مصطفى ل"البديل": "لا يوجد موظفون علي دراية بلغة الإشارة، وتفشل المصالح الحكومية في قضاء احتياجات ذوي الإعاقة السمعية والنطقية أو حتى فهم مشكلته عند طرحها بلغته، ونحن من خلال المبادرة نحاول مناقشة مشاكل هذه الفئة المهمشة بشكل علمي وعملي وإيجاد حلول لها". وأوضحت أن المبادرة يشارك بها محمود سمير، أحد مترجمي الإشارة والبالغ من العمر 18 سنة في الثانوية عامة، وبدأ تعلم الاشارة في سن العاشرة، واليوم، بات يتقنها بجدارة، بالإضافة إلى محسن صلاح، مدرس إشارة بمدرسة الأمل للصم وضعاف السمع، وتقابلنا خلال الفترة الماضية مع حوالي 20 أصما وأبكما، وناقشنا مشاكلهم، ونتمني تعميم الفكرة في جميع الوزارات، ليجد أي أصم من يلبي احتياجاته في المؤسسة الحكومية". وقال ثابت ملاك، أحد الصم والبكم، من خلال اخيه ل"البديل"، إن المبادرة تعد خطوة مهمة في سبيل التعامل معهم كأناس طبيعيين يمكن التحدث معهم والتواصل معهم بسهولة، مضيفا: "لغة الإشارة تعد جزءا أصيلا للتعبير عن حقوقنا المهدرة، بعد فشلنا في التعامل مع المحيطين بنا، خاصة بالمصالح الحكومية، ونتمنى تعميم الفكرة في جميع المحافظات الأخرى".