ما زالت أزمة نقص المحاليل قائمة, بل ازداد الأمر سوءًا، حيث اختفت جميع أنواع المحاليل الطبية، سواء من المستشفيات أو الصيدليات؛ مما تسبب في توقف العديد من العلاجات المختلفة للكثير من المرضي، أبرزهم مرضي الغسيل الكلوي، الذين توقف علاجهم تمامًا. وبالرغم من نداءات المستشفيات والمرضى على حد السواء، إلا أن المأساة مستمرة؛ مما يهدد حياة 62 ألف مريض يقومون بعمل غسيل كلوي بالمستشفيات الحكومية وفي الانتظار 55 ألفًا آخرين. وفي نفس الوقت تتوفر المحاليل الطبية في السوق السوداء بكميات كبيرة وبأسعار خرافية، تبدأ من 35 وحتى 40 جنيهًا للعبوة, مما اضطر المرضي إلى التوجه إليها؛ حتى يتمكنوا من العلاج أو إكمال الغسيل الكلوي. ورغم إعلان عدد كبير من المستشفيات اختفاء المحاليل الطبية منها بصورة تامة، إلا أن وزارة الصحة نفت الأمر برمته على لسان الدكتور خالد مجاهد المتحدث باسم وزارة الصحة، الذي أكد أن الوزارة قامت بتشكيل لجنة لفحص المحاليل التي تخرج من الشركات المنتجة والموزعة على المستشفيات الحكومية، وتأكدت من عدم وجود أزمة في نقص المحاليل، مضيفًا أن الوزارة تتابع الأمر، وأن هناك مخزونًا كبيرًا من المحاليل لديها. وعلق محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، بأن هناك مأساة حقيقية يجب أن تنتبه لها وزارة الصحة، حيث إن هناك آلاف المرضى في انتظار عبوة محلول واحدة، خاصة أن مريض الغسيل الكلوي يقوم بعمل 3 جلسات أسبوعيًّا، الجلسة الواحدة تتراوح بين ثلاث وخمس عبوات محلول. وأضاف فؤاد، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، أن مرضى الغسيل الكلوي يواجهون الموت؛ بسبب نقص المحاليل، وأصبحوا يعانون الأمرين؛ بسبب قيامهم بتوفير العلاج على نفقتهم الخاصة، خاصة أن العبوة وصل سعرها في السوق السوداء إلى 35 جنيهًا؛ مما يعني إرهاق المرضى وأهاليهم. وحذر الدكتور أحمد راضي، إخصائي أمراض الكبد، من أن اختفاء المحاليل الطبية يمثل خطورة بالغة على مرضى الكبد والغسيل الكلوي، خاصة أن الغسيل الكلوي يعتمد بصورة تامة على المحاليل, حيث يحتاج كل مريض إلي ما يقرب من خمس عبوات في المرة الواحدة؛ مما يعني أنهم بحاجة إلى عدد كبير من المحاليل يجب توافرها بالمستشفيات بصورة دائمة. وأضاف راضي أن خطورة الأمر لا تتوقف عند مرضى الكبد أو الكلى فقط، ولكن مرضى الأورام أيضًا بحاجة إلى المحاليل الطبية والأطفال بالحضانات والأطفال المصابين بالجفاف وغيرهم من الذين تتوقف حياتهم بأكملها على نقص عبوات المحاليل، التي أصبحت تمثل كارثة كبرى، يجب أن يتم إيجاد حل لها في أسرع وقت. وأشار إلى أن الفترة السابقة شهدت وفاة عدد كبير من المرضى، خاصة مرضى الأورام، الذين لقوا مصرعهم بسبب نقص المحاليل الطبية، وللأسف وزارة الصحة لم يتحرك لها ساكن حتى الآن، بل تنفي الأزمة برمتها.