ثقافات صورة مسرح مصر لعبت الأحداث السياسية دورًا كبيرًا في اشتداد الحاجة إلى البحث عن تجارب جديدة تكسر حدة الصراعات الملتهبة على مدار السنوات الأخيرة، بعد أن مل المصريون واختفى كل ما يدعو إلى البهجة من على شاشات التليفزيون لصالح السيل الإخبارى الذى لا يتوقف؛ ليأخذ الفنان أشرف عبد الباقي زمام المبادرة ويخرج علينا معلنًا مولد تجربة فنية جديدة أطلق عليها "تياترو مصر" هدفها إعادة الضحكة إلى القلوب. تجربة عبد الباقي المطعمة بشباب مغمور، التف حولها عدد كبير من المشاهدين بمختلف أعمارهم وأطيافهم، وامتلأت لها صالة العرض لمتابعة عروضها من داخل المسرح مباشرة، ونقلت عبر شاشات التليفزيون محققة نجاح فائق – ربما لم يتوقعه القائمون عليها- يتسارع معه عدد من القنوات الفضائية على اقتباس التجربة وتكرارها بفرق مسرحية مختلفة، لكن يبقى للفنان أشرف عبد الباقي الريادة في هذا النوع المسرحي الذي دمج مقومات خشبة المسرح بشاشة التليفزيون بطريقة مبدعة، مقدمًا نموذجًا جديدًا أقرب إلى المسلسلات في قالب مسرحي مبهج. وكعادة كل التجارب الجديدة، لم يحظ هذا القالب الخليط بين المسرح والتليفزيون باستحسان وترحاب الجميع، وما بين متفق ومختلف مع التجربة، لا يمكن إنكار دور الفنان أشرف عبد الباقي الثابت في إحياء روح المسرح، وفتح أبوابه من جديد لعودة الجمهور في وقت سُلمت أضوائه للظلام. أشرف طلبة: تجربة عبد الباقي لن تستمر قال الفنان أشرف طلبة، مدير فرقة المسرح الحديث، إن تجربة عبد الباقي لن تستمر؛ لأنها جاءت بعد أحداث 25 يناير 2011 التي دمرت البلد وأشعرت المصريين بالضياع والتخبط وعدم فهم أي شىء من الأحداث السياسية، ما تسبب في تعب المواطنين وعدم قدرتهم على التفكير، مضيفا: كل ما يحتاجون إليه "أي نكته لإضحاكهم فقط"؛ فمن هنا ظهر هذا المسرح الذي قدمه أشرف عبد الباقي وغيره من الفرق التى حاولت تقليد التجربة، لكنها تنتهي بانتهاء الحالة القائمة حاليا؛ لأنه لا يصح إلا الصحيح فى النهاية. حسن يوسف: عبد الباقي خلق نوعًا من المنافسة وقال حسن يوسف، مدير المسرح القومي للطفل، إن الفنان أشرف عبد الباقي استشعر حاجة المصريين للضحك فقدمه لهم في مسرحه، وهذا ما عجزت عنه الهيئة المسؤولة عن مسارح الدولة حاليا، فنجح عبد الباقي في إضحاك الجمهور، لكن دون قيمة فنية وتقديم رسالة وقيم تعيش مع الجمهور. وأضاف يوسف ل«البديل»: يحسب للفنان أشرف عبد الباقي إحياء المسرح من جديد، وخلق المنافسة مجددا؛ حيث بدأ البعض تقليده وتقديم عروض مسرحية منافسة له، ما عمل على إثراء الحركة المسرحية التي كنا نفتقدها، لكن يجب انتقاء الأعمال التى تقدم للجمهور؛ لأن الضحك يدخل القلب فقط، أما المعلومة والقيم والنصيحة تدخل العقل؛ وهذا ما نريد أن يحصل عليه الجمهور بجانب الضحك، حتى يكون الجمهور من رواد المسرح بشكل دائم. أحمد السيد: أشرف عبد الباقي أعاد للمسرح بريقه أوضح أحمد السيد، مدير مسرح الطليعة: تعتبر التجربة نوعا من أنواع المسرح؛ ولا نستطيع أن نستخف بها؛ لأن الفنان أشرف عبد الباقي كان له دور كبير فى تعميم تلك التجربة، بالإضافة إلى إعادة بريق المسرح ورونقه من جديد، فضلاً عن عودة الجمهور مرة أخرى إلى المسرح، لكن في بعض الأحيان يكون هناك (تقليد من تقليد)، لينتج مسخا لأن بعض التجارب المسرحية التى حاولت تقليد مسرح أشرف عبد الباقي فشلت. وتابع: ليست ضد هذه التجربة، ففي أحد السنوات ظهرت ما يسمي ب(مسرحيات التليفزيون) المقصود بها مسرحيات الفيديو التي كان يتم تصويرها في يوم ويتم تعليبها وبيعها، ويوجد منها حوالي ألفي مسرحية لأشهر النجوم. ويعتبر مسرح عبد الباقي نوعا جديدا من المسرحيات على شكل "حلقات"، ولكل حلقة اسم ومضمون مختلف في إطار كوميدي ترفيهي ساخر، ظهر لأول مرة فى يناير 2014، وتوالت العروض أسبوعيا على المسرح إلى أن وصل إلى 21 عرضا، ولاقت التجربة إقبال من الجمهور على المسرح، ما حفز الفرقة على عرض موسم ثاني على نفس المسرح في نوفمبر 2015، وعرض الموسم الأول والثاني على قناة الحياة تحت اسم "تياترو مصر". وجاء الموسم الثالث الذى عرض فى أغسطس 2015، بعد أن قامت قناةmbc مصر بشراء حقوق البث مع تغير الاسم إلى "مسرح مصر"، فيما عرضت الفرقة في الموسم الرابع الذي بدأ أول أيام عيد الفطر 6 يوليو 2016 على نفس المسرح. العروض من بطولة الفنانين "أشرف عبد الباقي، علي ربيع، مصطفى خاطر، حمدي الميرغني، محمد أنور، دينا، محسن وكريم عفيفي، وعدد من الوجوه الشابة"، ومن تأليف وإخراج السيناريست نادر صلاح الدين.