في شهر يونيو الماضي ترددت معلومات إعلامية تفيد بأن خالد مشعل، الزعيم السياسي لحركة حماس والمقيم في قطر، أبلغ مقربيه بأنه لن يترشح من جديد لرئاسة المكتب السياسي لحركة حماس، خلال الانتخابات الداخلية القادمة للحركة، المقرر أن تعقد قبل نهاية العام الجاري. ويرجح محللون سياسيون فلسطينيون، أن مغادرة القيادي البارز في حركة "حماس" إسماعيل هنية، قطاع غزة عبر معبر رفح المصري، متجهًا إلى السعودية لأداء فريضة الحج، جاءت بغرض الاستعداد للتنافس على رئاسة المكتب السياسي للحركة، خلفاً لخالد مشعل. قانونية مشعل على خلاف المرة السابقة التي أجريت فيها الانتخابات الداخلية لحركة حماس في العام 2002، فإن قرار مشعل، من المفترض أن يكون نهائيًا، وألا يتراجع عنه هذه المرة كما حدث في المرة السابقة، حيث كان قد أعلن قبل الانتخابات الأخيرة أنه لن يترشح ثم عدل عن قراره في اللحظات الأخيرة، خاصة أنه أمضى أكثر من 5 فترات على رأس قيادة حماس، في وقت يتكهن فيه مراقبون أن النظام الداخلي للحركة يسمح بالتمديد لرئيس المكتب السياسي لولايتين متتاليتين فقط، وفي الانتخابات الأخيرة عام 2012 التي عقدت بشكل سري في أحد مقار المخابرات المصرية فترة تولي الرئيس السابق محمد مرسي، تم التمديد لمشعل. وتجري الانتخابات الداخلية لحركة حماس كل 4 سنوات، بطريقة سرية، ويتم خلالها اختيار أعضاء ورئيس المكتب السياسي، ولم يعلن حتى اليوم عن الأسماء المتنافسة على شغل تلك المناصب بشكل رسمي من جانب الحركة. هنية في السعودية يرى مراقبون أن تواجد هنية في المملكة السعودية لأداء مناسك الحج، قد يمهد الطريق له للحصول على الكرسي السياسي لمشعل في حركة حماس، خاصة أن على هنية، أو أي قيادي آخر يرغب في رئاسة المكتب السياسي للحركة، أن يقيم خارج فلسطين، كي يكون قادرا على التنقل بحرية، وأن يتواجد في مكان آمن نسبيا بعيدا عن خطر الاستهداف الإسرائيلي، وبما أنه من الصعب على هنية مغادرة غزة مجددا في ضوء القيود المصرية على حركة المسافرين في معبر رفح مع قطاع غزة وتوتر العلاقات بين القاهرة وحماس، فمن المرجح أن يبقى في الخارج لحين إجراء الانتخابات، كما أنه، وفي حال انتخابه رئيسا لحماس، سيقيم في الخارج بشكل دائم. المنافسة على المنصب صدرت تلميحات أولية حول من سيخلف مشعل في رئاسة المكتب السياسي للحركة على هامش بيت العزاء الذي أقامه خالد مشعل في العاصمة الأردنيةعمان لوالدته المتوفاة قبل 3 أيام في الأردن. وفقا لمصادر في جماعة الإخوان المسلمين، فالأسماء التي تتردد لخلافة مشعل في موقعه تشمل الآن اسمين فقط هما، الدكتور موسى أبو مرزوق، من الخارج وإسماعيل هنية، من الداخل في قطاع غزة، وتشير التوافقات الأولية إلى أن هنية أقرب للمنصب من أبو مرزوق. وعلى الرغم من حظوظ هنية الكبيرة لتولي المنصب في حال خروج مشعل من المشهد السياسي للحركة، إلا أنه تتردد أنباء بأن هنية قد يلقى منافسة من داخل قطاع غزة نفسه، ومن قبل شخصية تلقى رواجًا كبيرًا داخل القطاع، وهي يحيى السنوار، حيث ذكر إيهود يعاري، المحلل الإسرائيلي للشؤون العربية في القناة الثانية العبرية، أنّ خالد مشعل سيضطرّ إلى مغادرة منصبه كزعيم حماس قريبا، كما يبدو خلال أشهر معدودة، وفقا للتقديرات، أصبح يحيى السنوار، مسؤول حماس في القطاع ومن محرّري صفقة شاليط، بعد هذا الخبر الرجل الأقوى في القطاع، ويعد السنوار أحد مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس، كتائب عزّ الدين القسّام، ومقرّب جدا من قادتها، وتربطه علاقة جيدة أيضًا مع القيادة السياسية في القطاع ويحافظ على علاقات طيبة مع إسماعيل هنية، رغم أنّ هناك توترا بينهما بسبب تنافسهما داخل الحركة، وهناك من يعتبر السنوار مسؤولا يربط بين الجناح العسكري والسياسي في الحركة، مما يزيد من تعزيز مكانته. الجدير بالذكر أن مصدرا مطلعا في حماس قال إن هناك شبه اتفاق داخل قيادة المكتب السياسي على انسحاب أي مرشحين محتملين كالقيادي موسى أبو مرزوق من الانتخابات، والإبقاء على ترشح إسماعيل هنية ليصبح في زعامة الحركة، لكن المصدر حذر من أن مثل هذا المخطط قد يفشل في حال لم ينجح هنية في مغادرة قطاع غزة قريبا، وهو الأمر الذي نجح فيه بخروجه إلى السعودية، ومن المفترض أن يتوجه منها إلى قطر للاستقرار هناك، حسب المصدر نفسه.