أكد المتحدث بلسان الخارجية الإسرائيلية، عمانوئيل نخشون، أن السفير الإسرائيلي الجديد، ديفيد جوفرين، قدم أمس الأربعاء، أوراق اعتماده إلى الرئيس، عبد الفتاح السيسي، فيما قال السفير الإسرائيلي الجديد في القاهرة، ديفيد جوفرين، إن العلاقات الثنائية بين القاهرة وتل أبيب حيوية محورية من أجل تحقيق السلام، وأعلن أمله في أن يسود السلام والأمن والأمان في منطقة الشرق الأوسط، وأكد أن "السلام والأمن هو مبتغانا جميعًا". مَن هو سفير "السلام الدافيء"؟ جوفرين، ولد عام 1963 بمدينة القدسالمحتلة، وحصل على شهادة الدكتوراة في فلسفة وتاريخ الشرق الأوسط من جامعة إسرائيل العبرية، وقد عمل سفيرًا لإسرائيل في النمسا ورومانيا، وخدم في سلاح الجو الإسرائيلي، كما يتقن جوفرين اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية ناهيك عن العبرية، وقد شغل لسنوات طويلة مناصب تختص بشؤون الشرق الأوسط، ومؤخرًا كان يشغل منصب رئيس قسم شمال إفريقيا والأردن التابع لوزارة خارجية الكيان الصهيوني، كما أنه خدم في تسعينيات القرن الماضي في سفارة الكيان بالقاهرة ونيويورك، ويعمل بصفة باحث زميل في معهد "هاري ترومان" لأبحاث السلام والتعليم بالقدسالمحتلة، كما أنه حائز على شهادات فخرية من بعض مراكز الأبحاث الإسرائيلية والعالمية. "جوفرين" هو السفير رقم 13 في قائمة سفراء تل أبيب والقاهرة، منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد، مقابل 6 سفراء لمصر فقط خلال نفس الفترة، آخرهم السفير الحالي، حازم خيرت، الذي عينه الرئيس السيسي في يونيو الماضي، كما أن "جوفرين" هو السفير الثاني في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث سبقه "حاييم كورين" الذي طلب إنهاء مهامه في القاهرة بعد سنتين فقط من تولي منصبه، والدافع وفقًا لصحيفة هآرتس العبرية، هو الظروف الصعبة التي تواجهه في مصر، لا سيما الحالة الأمنية. نشر "جوفرين" العديد من المقالات في صحف إسرائيلية من بينها هآرتس وإسرائيل هيوم، ومن أبرز ما كتبه "تحطم حلم الشرق الأوسط"، و"الحوار الديمقراطي العربي"، كما أنه صاحب كتاب "رحلة إلى الربيع العربي" الذي يعد من أبرز ما كتبه حول الشرق الأوسط ومقاربته لثورات الربيع العربي، وفي أعقاب اندلاع ثورات الربيع العربي عام 2011، كتب جوفرين مقالة في صحيفة هآرتس، بعنوان "الطريق الطويلة للثورة"، تنبأ فيها بفشل الربيع العربي، وبأن التغييرات الدراماتيكية التي تحصل من شأنها دمقرطة السياسة العربية، لكنها ليس بالضرورة ستفضي إلى الديمقراطية بالسرعة التي يتوقعها الكثيرون. كما كتب السفير الصهيوني الجديد دراسة حول الربيع العربي عام 2014، نشرت في موقع "strategic outlook"، وأشار فيها إلى التعويل الغربي والإسرائيلي على الليبراليين العرب، الذين تنحوا لصالح الإسلاميين مما ساهم في إفشال أهداف الربيع العربي. احتفاء صهيوني تناولت الصحف الإسرائيلية هذا الحدث باهتمام بالغ، حيث قالت القناة الثانية العبرية إنه بعد سنوات من اقتحام المتظاهرين المصريين لمبنى السفارة الإسرائيلية في القاهرة، ثم عدد من التحديات التي واجهت البلدين، تقدم ديفيد جوفرين، سفير تل أبيب الجديد، بأوراق اعتماده للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتم تعيينه سفيرًا في القاهرة، ونقلت القناة عن "جوفرين" قوله: كان موقفًا مثيرًا للانفعالات، عبد الفتاح السيسي صافحني بحرارة وود، وأكد الأهمية الكبرى التي يوليها للعلاقات مع إسرائيل، لافتة إلى أن السيسي تمنى النجاح لجوفرين. وتابعت القناة على لسان السفير الصهيوني الجديد، أن مراسم تقديم أوراق الاعتماد جرت في قصر الاتحادية، شملت عزف النشيد الوطني الإسرائيلي على يد فرق مصرية، هذا الموقف كان مثيرًا جدًا للانفعالات، ومع الانتهاء من عزف النشيد، توجهت إلى صالون القصر، وهناك وقفت أمام الرئيس المصري وقدمت له أوراق اعتمادي موقعة من قبل رئيس الدولة رؤبين ريلفين، ولفتت القناة إلى أن وزير الخارجية، سامح شكري، كان من بين الحاضرين في المراسم، مضيفة أن جوفرين الذي أصبح سفيرًا بشكل رسمي، مكث في مصر لمدة شهر وأدار الاتصالات بين القاهرة وتل أبيب في فترة حساسة جدًا فيما يتعلق بالعلاقات بين الدولتين. في الوقت نفسه تناولت صحيفة جيروزاليم بوست، الحدث بعنوان: السفير الإسرائيلي الجديد يتسلم منصبه في مصر في ظل علاقات دافئة بين القاهرةوالقدس، وقالت الصحيفة أن جوفرين وصل القاهرة الشهر الماضي في مرحلة تشهد تنامي العلاقات الثنائية، حيث لا يهتم الجانب المصري فحسب بالتعاون الأمني مع إسرئيل، لكنه يرغب في لعب دور للمضي قدمًا في عملية دبلوماسية بين إسرائيل وفلسطين. علاقات تتوطد في عهد "السيسي" يأتي تعيين سفير إسرائيلي جديد في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين القاهرة وتل أبيب تقاربا وتعاونا وتنسيقا غير مسبوق، حيث بدأت العلاقات المصرية الإسرائيلية تنتقل من محطة البرود والفتور التي سادت فترة حكم الرئيس الأسبق، محمد مرسي، إلى الدبلوماسية عندما تمت إعادة السفير الإسرائيلي إلى القاهرة، وقدوم السفير المصري إلى تل أبيب في فبراير الماضي، وإعادة فتح السفارة الإسرائيلية في مصر من جديد في سبتمبر 2015، وتبع ذلك تصريحات متعددة توحي بتحول العلاقات بين الطرفين من الدبلوماسية إلى الحميمية، كان أبرزها تلك التي أطلقها الرئيس السيسي في مايو الماضي، وأعرب فيها عن تطلعه إلى علاقات أكثر دفئًا مع إسرائيل. منذ تولي الرئيس، عبد الفتاح السيسي، مهام منصبه، وخاصة خلال السنة الثانية لحكمه، شهدت العلاقات بين القاهرة وتل أبيب تقاربا غير مسبوق وتصريحات أوحت بوجود علاقات مصرية إسرائيلية تاريخية حميمية بين الطرفين، وقد ظهر هذا الأمر جليًا خلال الفترة الأخيرة على الأخص، حيث زار وزير الخارجية، سامح شكري، تل أبيب في يوليو الماضي، والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في أول زيارة لمسؤول مصري منذ 9 أعوام.