في الوقت الذي يهتم فيه العالم بأبطاله الموهوبين في شتى المجالات؛ على اعتبار أنهم أهم ثرواتها وعماد نهضتها وأملها في المستقبل، تجد الوضع في مصر مختلفًا، فلا رعاية ولا اهتمام. وهو ما حدث مع بطل العالم المصري ابن محافظة الغربية، والذي يعاني تجاهلًا إعلاميًّا وماديًّا. محمد نجا الدسوقي، طالب بالفرقة الرابعة بكلية التربية الرياضية بجامعة طنطا، عشق رياضة الكيك بوكسينج، فقرر ممارستها، ولكن بشكل محترف، عاندته الظروف الصعبة من المعيشة والدراسة، إلا أنه أصر أن يكمل مشواره؛ ليصبح بطل العالم، بعد حصوله مؤخرًا على الميدالية الذهبية، التي اختتمت فاعلياتها باستاد 6 أكتوبر الرياضي، بعد فوزه في المباراة النهائية على بطل العراق بالضربة القاضية. عبر البطل عن حزنه ل "البديل" لعدم وجود أي اهتمام إعلامي بالرياضيات الفردية. ولفت إلى أن البطولة التي أقيمت هي أول حدث عالمي لهذه اللعبة يقام على أرض مصر، وشاركت فيها 3 قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا، بحضور رئيس الاتحاد الدوليونائبه، وأنه لعب البطولة باسم استاد طنطا الرياضي التابع لمديرية الشباب والرياضة بالغربية، وأصبح لاعب منتخب مصر لمنظمة wkfالعالمية. وأشار اللاعب إلى أنه حصل أيضًا على المركز الأول في بطولة إفريقيا بتاريخ 18/11/2015 وأول عرب، مؤكدًا "أنا حزين لعدم تكريمي حتى الآن من أي جهة حكومية أو رياضية، بينما كرمت العراق اللاعب الذي فزت عليه، وحصل على المركز التاني بقطعة أرض و20 مليون دينار عراقي". معقبًا "ودي العراق اللي فيها خراب ودمار، أما مصر أم الدنيا فلم تكرمني بأي شيء رغم أني رفضت عرض اللعب بأسماء دول أخرى، مثل الإمارات التي عرضت عليَّ اللعب باسمها نظير مليوني جنيه لمدة أربع سنين، والتكفل بكل شيء، وفضلت أن أرفع علم بلدي أمام العالم". وأشار البطل إلى أن الألعاب الفردية تم تجاهلها من الجميع، ولو كان الاهتمام بها مشابهًا لاهتمامهم بكرة القدم مثلًا، لكانت لنا بصمة في جميع المحافل الدولية، مؤكدًا أن مصر تملك البنية التحتية والمادة والمواهب في أغلب الألعاب، خاصة الفردية، التي تعتبر كنز الميداليات المدفون تحت كثبان الإهمال والتجاهل، لافتًا إلى أنه "مش معنى إن اللعبة ما لهاش اتحاد في مصر يبقى ما نعترفش بأبطالها. فمهما كان هم بيلعبوا باسم مصر أمام العالم. وأناشد كافة المسؤولين عن الرياضة أن يهتموا بالمواهب بطريقة تدفعهم لتمثيل الوطن بجدارة"، متمنيًا بأن يكون بمصر اتحاد للعبة الكيك بوكسينج، وأن تنتشر اللعبة على نطاق واسع، وأن يساهم الإعلام في ذلك كباقي الدول الأوروبية. من جانبه قال محمد إسماعيل، وكيل وزارة الشباب والرياضة بالغربية، بأن القيادة السياسيه والسيد المهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، واللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، يضعون أيديهم مع جميع الأبطال الممثلين لمصر في كافة المحافل القارية والدولية؛ لتوفير كافة الإمكانيات المعنوية والمادية لهم، وهنأ إسماعيل بطل العالم بالفوز التاريخي، ووعده بتكريم يليق به قريبًا.