«إذا أراد المرء أن يعلم نفسه، فعليه أولا أن يشك، إذ أنه من خلال الشك، سيعثر على الحقيقة»، هكذا قال الفيلسوف أرسطو طاليس، ومن باب الشك فالرئاسة المصرية لم تنف رسميا خبر صحيفة "La tribune" الفرنسية، الذي أكدت فيه أن مصر وقعت على عقود شراء 4 طائرات مدنية من طراز "Falcon 7X" من شركة داسو للطيران الفرنسية، والبالغ قيمتها 300 مليون يورو "بما يعادل 3 مليارات جنيه بحسب سعر صرف اليورو في مصر". أثار ذلك الخبر الكثير من الجدل والانتقادات بين أطياف الشعب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أنها تتزامن مع دعوات الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى التقشف؛ بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وانتشرت على صفحات ال"فيس بوك" صورا للطائرات المزمع شرائها لخدمة الرئاسة، وعلق ساخرون "نفس الحكومة ونفس الرئيس اللي بيطالبوا الناس بالتقشف". وفي ضوء ما سبق ترصد لكم «البديل» قصة الخبر منذ البداية حتى النهاية، ولكن تطرح الاحتمالات من باب الشك وليس اليقين طالما لم تنف أى جهة سيادية. مصر تشترى 4 طائرات حكومية ب 300 مليون يورو قالت صحيفة "La tribune" الفرنسية يوم الثلاثاء الماضي، إن مصراشترت 4 طائرات مدنية من طراز Falcon 7X"" من شركة داسو للطيران الفرنسية، مضيفة أن مصر وقعت على عقود شراء تلك الطائرات البالغ قيمتها 300 مليون يورو، وذلك من خلال عملية إحلال وتجديد تقوم بها الحكومة المصرية لطائراتها الأمريكية. وأكدت الصحيفة، أن تلك الصفقة ستساعد الشركات التي عانت من خسارة سريعة في مجال طائرات رجال الأعمال خلال الفترة الأخيرة، موضحة أن مصر تستبدل أسطول طائراتها الحكومية أمريكية الصنع إلى الفرنسية. والجدير بالذكر، أن شركة داسو قد وردت إلى مصر 24 طائرة عسكرية من طراز رافال في فبرايرعام 2015 بحضور وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان في القاهرة. ادعاءات فارغة أم حكومة فارهة؟ نشرت صحيفة الأهرام المصرية الحكومية في أبريل الماضي خبراً عن تفاوض بين مصر وشركة داسو على شراء طائرات Falcon 7X، "ذات الاستخدامات الحكومية" وفقا للتقرير، تدور قيمتها حول 300 مليون يورو وهو ما يزيد عن 3 مليارات جنيه مصري، لتحل محل الطائرات أميركية الصنع. ونقلت الخبر جريدة "الأهرام" عن وكالة سبوتنيك الروسية، وهو مترجم عن تقرير لموقع لاتريبون الفرنسي، وهوأحد أهم المواقع الاقتصادية. وقال تقرير "لاتريبون" في أبريل الماضي، إن مصر تنوي تحديث أسطولها من الطائرات المخصصة للاستخدام الحكومي، بالاستغناء عن الطائرات أميركية الصنع، وشراء أربع طائراتFalcon 7X، وأكدت أن المفاوضات اقتربت من الحسم، ولم يتبق تقريباً إلا التوقيع. السيسي يرث أسطول طائرات مبارك. وكانت صحيفة الوطن المصرية قد نشرت تقريراً استقصائياً عام 2012، تتحدث فيه عن تفاصيل أسطول الطائرات الذي شكله مبارك طوال 30 عاماً من الحكم. وأوضحت الصحيفة أن الأسطول الرئاسي يتكون من 24 طائرة بخلاف طائرات أخرى تابعة للقوات المسلحة تعاون السرب الرئاسى الذى يحمل اسم "RF99" شخصيات مهمة "vip"، ويتمركز دائماً في قاعدة ألماظة الجوية، ويتضمن 9 طائرات من طراز (4Gulfstream)، و3 طائرات من طراز (3Gulfstream)، و3 طائرات (Dassault Falcon)، التى يطلق عليها بالقوات المسلحة اسم (المستير)، بجانب طائرتين للإسعاف السريع من طراز (Station)، و7 طائرات هليكوبتر من طراز (BlackHawk)، علاوة على الطائرة الرئاسية من طراز (Airbus A320-200)، وتوجد في مطار القاهرة بقاعدة مطار شرق وتتولى قوات الحرس الجمهوري حمايتها. وذكرت الصحيفة أن إجمالي ما أنفقه مبارك على هذه الطائرات بلغ 507 مليون دولار أميركي. أحمد موسى: هنشغلهم وتدر دخل للبلد آثار الإعلامي أحمد موسي، جدل واسعا بسبب تأكيده حول صفقة الطائرات، عبر برنامجه "على مسؤوليتي" على قناة صدى البلد، حيث قال موسي، إن الطائرات لا يزال التفاوض حولها مستمرا، مؤكدًا أنها ليست مخصصة للرئاسة كما تردد. وأضاف موسى، "إحنا هنشغلهم وتدر دخل للبلد، مصر للطيران أو غيره ياخدها يشغلها، إحنا البلد الوحيدة اللي في العالم اللي بتتكلم عن صفقات وقعها الجيش محدش بيعمل ده في العالم حتى أمريكا وفرنسا وبريطانيا، الجيش عمل إيه ومعملش إيه، إحنا وصلنا لحالة من العته". شركة داسو الفرنسية تنفي الخبر والشروق تؤكده أعلنت شركة "داسو" الفرنسية لصناعة الطائرات فى بيان لها على الوكالة الفرنسية للأخبار حسب ما زعمته بعض الصحف المصرية عدم توقيعها على أى عقود لتوريد طائرات "فالكون" للحكومة المصرية كما نشر فى أحد الصحف الفرنسية، وأن الشركة الفرنسية لها علاقات طويلة مع القوات المسلحة المصرية وتفخر بها، بينما أكدت جريدة «الشروق» بحسب مصادر مطلعة لها، أن هناك مفاوضات جارية مع شركة «داسو» الفرنسية الخاصة بصناعة الطائرات لشراء 4 طائرات من طراز «فالكون 7 اكس». وأضافت المصادر فى تصريحات خاصة ل«الشروق» أن توقيع الصفقة لم يتم بالفعل، والجانب المصرى لم يتخذ قرارا رسميا بشرائهم، موضحة أن هناك اتصالات جارية حتى الآن للاتفاق على شرائها، وأشارت المصادر إلى أنه فى حالة توقيع الصفقة ستكون هذه الطائرات مخصصة على المستويين الرئاسى والحكومى.