أغرقت المياه مناطق ومباني أثرية بقرية البهنسا مركز بني مزار بالمنيا الأسبوع الماضي، بعد كسر خطين رئيسيين للمياه أحدهما أمام جامع سيدي علي الجمام، والآخر بالطريق الرئيسي للقرية، لتتراكم المياه أمام المباني الأثرية، ما يهدد جدرانها المشيدة من الطوب اللبن بالانهيار وفقدان آثار لها قيمتها التاريخية. ورغم تدفق المياه الذي أغرق المنطقة لم تتحرك الوحدة المحلية لإنقاذ الموقف، رغم تكرار شكاوى الأهالي والأثريين، وسط مطالب بسرعة إنجاز مشروع الصرف الصحي. وقال حسن الجلاد، إمام وخطيب، إن الكسرين موجودان منذ الخميس الماضي، وتم مخاطبة الوحدة المحلية لقرية البهنسا من قبل الأهالي، وكان عليها التحرك سريعًا؛ نظرًا لقدسية وطبيعة الموقع، الذي يشهد زيارات لوفود مصرية وعربية ودولية، وخوفًا من تصدع المباني الأثرية، وأن تتسبب المياه في تشقق جدارنها المبنية بالطوب اللبن، لكن دون جدوى. وأوضح محمود النبراوي، الخبير السياحي بالمنيا، أن المياه الجوفية والصرف يهددان المباني الأثرية بمنطقة البهنسا بالهدم، خاصة أنها بنايات من جير وطوب لبن، واقترح عمل أرضية منحدرة أمام المواقع والمباني الأثرية بحيث تمنع المياه من التسلل إلى داخلها، كما اقترح في خطة الصرف الجديدة بالبهنسا تعديل مسار خطوط المياه والصرف الرئيسية؛ لتبعد عن المواقع الأثرية بمسافة لا تقل عن ألف متر مربع. وكشف موظف بمجلس قروي البهنسا – رفض ذكر اسمه- عن عدم توافر المعدات اللازمة من جرارات وسيارات كسح وآلات رفع بالوحدة القروية، رغم توافر العنصر البشري بما يزيد على الحاجة. وتضم البهنسا قرابة 76 ضريحًا للصحابة ممن شاركوا في غزوة بدر، و5 آلاف ضريح للصحابة والتابعين والأولياء من شهداء الفتح الإسلامي، كما تضم معالم أثرية شهيرة مثل شجرة مريم ومقام علي الجمام قاضي قضاة ولاية البهنسا إلى جانب التل الأثري.