بعدما أطاح البرلمان التونسي بحكومة الحبيب الصيد، من خلال حجب الثقة السبت الماضي، كلف الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، الأربعاء رسميًّا، يوسف الشاهد، الذي كان يعمل وزيرًا للشؤون المحلية في حكومة الصيد المقالة، بتشكيل حكومة وحدة وطنية في غضون شهر. تداعيات تكليف الشاهد كانت أحزاب سياسية ضمن الائتلاف الرباعي الحاكم في تونس قد أعلنت موافقتها على مقترح السبسي بترشيح الشاهد لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية، ومنها حركة النهضة، ثاني أكبر أحزاب الائتلاف الحكومي والتي لديها (69 نائبًا من مجموع 217 في البرلمان). كما أعلنت الهيئة التأسيسية لحزب نداء تونس (67مقعدًا) دعمها ترشيح الشاهد، في حين تحفظ أربعة أحزاب من المعارضة التونسية والمشاركة في اتفاق قرطاج على الشاهد، هي (حزب المسار، الحزب الجمهوري، الشعب، حركة مشروع تونس)، وأشار عصام الشابي، المتحدث باسم الحزب الجمهوري، إلى أن أحزاب المعارضة ستحاول فتح نافذة أخرى للمشاورات بشأن التوافق على رئيس الحكومة الجديد. ويشكل نداء تونس وحركة النهضة تحالفًا حاكمًا يسيطر على معظم مقاعد البرلمان التونسي، الأمر الذي يرجح أن الشاهد سيضمن موافقة أعضاء البرلمان على تعيينه عند عرضه للتصويت عليهم في الأيام المقبلة. موافقات مجمل الأحزاب السياسية جاءت بعد تعهد السبسي للأحزاب التسعة والمنظمات النقابية الثلاث "اتحاد الشغل، واتحاد الصناعة والتجارة، واتحاد الفلاحين"، بأنه سيسحب ترشيحه للشاهد في حال وجود اعتراض سياسي ضده واضح وكبير. من هو يوسف الشاهد؟ رئيس الوزراء التونسي الجديد يوسف الشاهد هو أصغر رئيس وزراء سنًّا في تاريخ تونس منذ استقلالها عن فرنسا في 1956. ولد في 18 سبتمبر 1975 بتونس، شغل سابقًا منصب وزير الشؤون المحلية في حكومة الحبيب الصيد. وتبدو الزراعة قاسمًا مشتركًا بين "الشاهد" و"الصيد"، فالحبيب الصيد اقتصادي يحمل شهادة الماجستير من الولاياتالمتحدة في الاقتصاد الزراعي، في المقابل حصل الشاهد في 2003 على درجة الدكتوراه في العلوم الزراعية من جامعة فرنسية، وقد مارس التدريس في جامعات فرنسا واليابان والبرازيل، وعمل خبيرًا في مجال تخصصه مع عدة دول ومنظمات دولية. وهو قيادي في حزب نداء تونس، الذي أسسه باجي قايد السبسي في 2012، وفاز في الانتخابات الرئاسية والتشريعية لسنة 2014. مهمات حكومة الشاهد وعد الشاهد بعد تكليفه بألا تكون حكومته حكومة محاصصة حزبية، وأنها ستضم سياسيين وكفاءات من تيارات متعددة، وقال إن حكومته ستكون حكومة شباب، وستعمل وفق خمس أولويات أساسية، تتمثل في كسب المعركة ضد الإرهاب، والتصدّي للفساد، ورفع نسق النموّ، إلى جانب التحكم في الموازنات المالية، والعناية بالنظافة والبيئة. ومن أهم العقبات التي قد تواجه الحكومة التونسية الجديدة تشكيل حكومة وحدة وطنية، مهمتها إخراج تونس ما بعدَ الثورة من أزمتها الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة للأوضاع الأمنية المضطربة. وحتى يتم تعيين الحكومة الجديدة، ستقوم الحكومة الحالية بقيادة الحبيب الصيد بتصريف الأعمال لمدة شهر ونصف وفقًا لما ينص عليه الدستور التونسي.