وادي الحجير.. معركة شاهدة على انتصار حزب الله وانهيار المعنويات الإسرائيلية، خلال حرب لبنان الثانية مع الكيان الصهيوني في يوليو عام 2006، التي مر على ذكراها 10 أعوام، وكشفت الأكاذيب والمزاعم الصهيونية، حول دبابة «ميركافا» رمز الصمود الإسرائيلي، وفخر صناعة الاحتلال، بعدما سقطت بصواريخ مقاتلي الحزب. حرب تموز تفضح الادعاءات الصهيونية الدور الذي لعبته حركة حماس في فضح مزاعم الاحتلال الصهيوني في عام 2001، لعبه حزب الله في عام 2006 خلال حرب تموز؛ حيث تمكن مقاتلو الحزب من تكبيد مدرعات الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، بعدما تعرضت الميركافا «فخر الصناعة الإسرائلية»، كما يدعون، لانتكاسة كبيرة خلال معركة وادي الحجير، وأثبتت كذب الادعاءات العسكرية الإسرائيلية بعدما تهاوت الواحدة تلو الأخرى أمام صواريخ حزب الله، ليسقط أكثر من 47 دبابة خلال الحرب جراء صواريخ حزب الله المضادة للدروع. في ذات الإطار، نشر موقع "واللا" العبري، قبل أسابيع قليلة مقالًا توقف خلاله عند معركة وادي الحجير بمناسبة حلول الذكرى العاشرة لعدوان تموز 2006 على لبنان، مشيرا إلى أن قوافل دبابات الميركافا في حرب 2006 سلكت طريقها نحو الحدود اللبنانية، ورُميت مباشرة في المياه الباردة أي تحت مرمى نيران حزب الله، وأضاف الموقف الإسرائيلي أنه بعد 34 يومًا من القتال الدامي خلال حرب لبنان الثانية، تباينت الآراء حول موقع دبابة المركافا، ما أضر بهيبة الدبابة التي توجت آنذاك كأفضل دبابة في العالم. وتابع في معرض سرده لهزيمة الصهاينة في هذه المعركة: نجح مقاتلو المدرعات بالوصول إلى قمة الجبل، لكنهم فعلوا ذلك بعد أن دفعوا ثمنُا باهظًا، فقد قتل جنود الجيش الإسرائيلي ومنظر الدبابات المتضررة، كل ذلك حطم الأسطورة التي رافقت لسنوات عديدة هذا السلاح الصلب. جراء الانتكاسة الصهيونية التي تكبدتها على يد حركة حماس ثم حزب الله، سارعت الصين لإلغاء عقد كبير لشراء مئات الدبابات من هذا الطراز كانت أبرمته حينها مع الاحتلال، كما أوقفت المصانع إنتاجها لمدة أربع سنوات من أجل إعادة تطويرها لتلافي نقاط الضعف بها، الأمر الذي جعل القادة السياسيين والأمنيين وحتى الخبراء وأشد الداعمين لإسرائيل يقرون بفشل الصناعة العسكرية الإسرائيلية في حمايتها وبطلان الادعاءات الصهيونية بعد أن تحول وادي الحجير من ممر رأى فيه الصهاينة الطرق نحو تصفية المقاومة، إلى مقبرة لغزاة الاحتلال تفوح منه رائحة الخيبة. دبابات الميركافا إسرائيلية الصنع، تتسع لطاقم مكون من 4 جنود، ويبلغ طول الدبابة 7,6 متر وعرضها 3,72 متر وارتفاعها 2,6 متر، وتبلغ من الوزن حوالي 63 – 65 طن، وتبلغ أقصى سرعة لها 60 كم في الساعة. قررت إسرائيل في عام 1970، البدء في صناعة دبابة محلية، ومضت في خططها واستفادت من حروبها السابقة في صنع "ميركافا" لتوائم الاحتياجات الإسرائيلية فيما يختص بالسرعة والقدرة النيرانية، وخلال عمليات التصنيع ركز الاحتلال على تأمين سلامة طاقم الدبابة نظرًا لقلة عدد سكان إسرائيل. في عام 1979، خرجت أول دبابة "ميركافا-1" إلى النور، بعدما تم تسليحها بمدفع من عيار 105 ملم، وصممت لتناسب الطبيعة الوعرة لشمال فلسطين ومرتفعات الجولان السورية، وشاركت في غزو لبنان عام 1982، وتميز الطراز الأول من الدبابة بمحرك ديزل مثبت في جزئها الأمامي، بينما حجرة القتال تقبع في مؤخرتها، ما وفر لها حماية طاقمها. وفي عام 1983، انتجت إسرائيل هذا النوع من الدبابات لتخرج "ميركافا-2" التي ركز مصمموها على ملاءمتها لحروب المدن بعد خبرة حرب لبنان من خلال إضافة مدفع رشاش مضاد للأفراد عيار 60 مللي، وإدخال بعض التحسينات على تدريعها ونظام السيطرة على النيران. وفي عام 1990، تطورت ميركافا-2 إلى ميركافا-3، التي شهدت زيادة القدرة النيرانية لها بمدفع من عيار 120 ملم ذي البطانة الملساء، مع بعض التحسينات الأخرى على تدريعها وبرجها، ويتمثل الاستخدام العسكري الأبرز للطراز الثالث في اقتحام المدن والمخيمات الفلسطينية، إلا أنه في 21 إبريل عام 2001، نجح مقاتلون من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في كشف حقيقة ادعاءات الاحتلال الصهيوني وقياداته الأمنية التي أكدت مرارًا أن "ميركافا" فخر الصناعة الإسرائيلية والدرع الحامي لجيش الاحتلال، حيث نشر مقالو الوحدة "103" في كتائب القسام عملية تفجير مصورة بالفيديو في سابقة تعد الأولى من نوعها لعبوة ناسفة بدبّابة صهيونية من نوع "ميركافا" شرق الشجاعية شرق مدينة غزة، ما أدى إلى إعطابها بعد إصابتها بشكل مباشر، وإصابة جنديين صهيونيين. نجاح المقاومة الفلسطينية في إعطاب هذا الطراز الصهيوني عجل بنزول الطراز الرابع إلى الخدمة في عام 2004، مستخدمة ذات المدفع من عيار 120 ملم، مع المزيد من التحسينات على نظام السيطرة على النيران والتدريع وبعض المساعدات الدفاعية.