"مشروع رئاسي مبني على التعليم والمساواة والوحدة الوطنية تحتضنه مجموعة من خيرة شباب قوى 25 يناير، لتقديم رؤية بديلة في 2018 لرسم دولة مدنية حديثة بخطى واقعية، مستعينة بخبرات مصر الشابة بالداخل والخارج". ذلك أبرز ما جاء بالمبادرة التي أعلن عنها الدكتور عصام حجي، المستشار العملي للرئيس السابق عدلي منصور، لتكوين فريق رئاسي لتحقيق أهداف المبادرة. مبادرة حجي، كباحث مصري لوضع خريطة مشروع رئاسي، اعتمدت على أن "مصر اليوم تحتاج لتكاتف كل الأيادي الشابة في إرادة موحدة لمحاربة الجهل والفقر والمرض لرد كرامة كل مصر،.. لم يتم تحديد أي أسماء حتى الآن لخوض انتخابات 2018، والأسماء خارج نطاق اهتمامي ولست عضوًا أو رئيسًا بأي كيان، ولكنني مؤمن كل الإيمان بأن العلم والتعليم هما المخرج الحقيقي لمصر". دعوة حجي، التي أعلن عنها أمس على صفحته الشخصية على الفيسبوك، هل تلقى قبولا بين المصريين، ولماذا جاءت الدعوة من حجي دون غيره، وما أهمية تلك الدعوة؟. السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخاجية الأسبق، قال إن دعوة حجي أشبه بالحجر الذي يتم إلقاؤه في بحيرة مياه راكدة، وهو أمر مطلوب بعد أن تجمدت السياسة في مصر خلال الأشهر والأعوام السابقة، موضحا أن المبادرة شبيهة بأفكار طرحت في الفترة الماضية من ضمنها ما طرحه التيار الديمقراطي لصنع البديل. وأضاف أن المبادرة تصب في الصالح العام، متوقعا أن تلقى قبولا داخل المجتمع رغم توقعات الهجوم عليها من "المطبلاتية" الذين يرفضون كل ما هو جديد، مشيرا إلى أن المجتمع المصري بدأ يبحث عن مخارج للوضع الحالي، وأن نتيجة المبادرة لن تظهر مباشرة وإنما خلال الشهور القادمة. وقال الدكتور أحمد دراج، إن الدعوة تعبر عن مشروع هام، لأن عدم وجود بديل للحكام يكون سببا لسقوط الدول، والاطمئنان للبقاء في السلطة يجعل الرؤساء يتوقفون عن البذل وتقديم ما هو جديد، متوقعا، أن تلقى مبادرة حجي قبولا، خاصة وأن الرئيس السيسي أعطى أملا للمصريين بأن الأوضاع ستتغير للأفضل بعد عامين من حكمه، وهو ما لم يشعر به الكثير من المواطنين. وأرجع دراج عدم طرح حجي لأسماء معينة في مبادرته لانتخابات 2018 إلى رؤيته أن الإتفاق على المشروع أهم من الشخصيات لأن الأفكار يصعب استهدافها أما الأشخاص فيمكن استهدافهم وتشويهم بأكثر من وسيلة وهو ما يقتل الفكرة قبل أن تولد، كما أن دعوته قائمة على تبني مشروع التعليم كقاطرة للمستقبل وهو ما تؤمن به الدول المتقدمة وتسعى إليه. وأضاف دراج أن حجي يحظى بثقة الكثيرين كما أنه بعيد عن رحى التشويه التي طالت الجميع، كما أنه رجل علمي وصريح خاصة عندما تحدث عن جهاز "الكفتة" باعتباره عبثا علميا، مما فتح باب الهجوم عليه حتى اتضح صدق ما تحدث به، وهو ما أكسبه ثقة أكبر، لذلك فربما يكون طرحه للمبادرة سببا في قبولها، إضافة إلى أن حجي لا يسعى لمكاسب شخصية ولكنه يرى وطنه ينزلق إلى الأسفل.