التدخلات الغربية في الشرق الأوسط سخيفة وغير مبررة وثمرتها الإرهاب الطريقة الوحيدة لإنهاء معاناة سوريا هي وقف حربنا في الشرق الأوسط كانت مجزرة قرية توخار، شمال مدينة منبج بريف حلب، هي الأحدث في عمليات القتل الجماعي في الحرب التي اجتاحت سوريا منذ أكثر من خمس سنوات. مقتل 85 مدنيا على الأقل على أيدي الضربات الجوية لقوات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة في 18 و 19 يوليو هو تذكير وحشي لاشتداد الحرب التي تشن في الوقت الحالي والرعب الذي يعيشه ضحايا وقعوا في مرمى نيرانها. تم قصف القرويين في توخار بزعم عن طريق الخطأ لأن مسؤولي قوات التحالف اعتقدوا أنه استهداف لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في المعركة من أجل السيطرة على منبج. يتساءل كثيرون لماذا، قريبا بعد الهجوم الإرهابي على نيس، الاستجابة الدولية تجاه خسائر الأرواح في سوريا كانت مختلفة جدا، في حين هجوم نيس (وقبل ذلك، هجمات فرنسا وبلجيكا وفلوريدا) أسفر عن تدفق المشاعر على وسائل الإعلام والتعبير الواسع عن التضامن مع الضحايا، إلا أن الإعراب عن الحزن لضحايا قنابل الولاياتالمتحدة في سوريا كان صامتا أو في كثير من الحالات غير موجود. ازدواجية المعايير ليست حول دعم هذا النوع من العمل العسكري، ولا حول الجهل بعواقبه. إنهم يكذبون بمعنى يجعل المجتمع الغربي يتشبع بفكرة أن بعض الأرواح هي أكثر أهمية من غيرها، ولكن في الحقيقة ليس هناك أي تمييز بين قتل الأطفال خلال عطلة فرنسية وبين قتل هؤلاء الجالسين في قرية هي بالفعل وسط ساحة قتال. من الصعب بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في سلام نسبيا في المجتمع الغربي أن يتخيلوا حال أولئك الذين يشهدون غارات جوية بشكل يومي: الضجيج، والخوف، والمأزق المستمر حول إيجاد مكان للانتقال إليه من أجل أن يكونوا آمنين . هناك سبب آخر لتباين المواقف تجاه القتلى في العراق أو سوريا يتمثل في أن الحروب التي تورطت حكوماتنا الغربية فيها على مدى أكثر من عشر سنوات حتى الآن هي سخيفة وغير مبررة للغاية. أحيانا يحدث جدل متقطع وغضب لحظي حول حدث واحد أو آخر، مثل الهجمات "الخاطئة" على المستشفيات والمدارس. لكن غالبية الوقت لا يوجد نقاش حقيقي أو تفسير، لا شيء سوى صور لأشخاص يعانون البؤس الذي تدخلنا كان من المفترض أن يساهم في تخفيفه. وبطبيعة الحال لم يحدث شيء من هذا القبيل، وبدلا من ذلك ساهمنا في تفاقم حرب مستمرة. يتم تنفيذ هذه الحرب من قبل العديد من القوى المختلفة. ليس فقط حكومة الأسد في مواجهة فصائل المعارضة المختلفة، هذه تشمل داعش وروسيا وحلفاء غربيين وتدخلات من قبل قوى إقليمية مختلفة، الوضع يذكرنا بحرب الثلاثين عاما في القرن ال 17 في ألمانيا، حيث قامت بين عدد كبير من القوى غالبيتهم كان لديه مصلحة في استمرار الحرب. العام الماضي، صوت البرلمان البريطاني للانضمام إلى ضربات التحالف الجوية في سوريا. ودار النقاش البرلماني بحماس من حيث الحاجة للوقوف في وجه الفاشية، على العكس من ذلك، إجراء مثل تفجير قرية توخار هذا الأسبوع يؤدي إلى ارتفاع في المرارة ضد القوى الغربية وزيادة في الإرهاب. من غير المرجح أن أعضاء البرلمان الذين هتفوا بصوت عال سيكون لديهم الآن الأمانة أن يعترفوا بأنهم كانوا على خطأ. لم يكن هناك دقيقة صمت حدادا على قتلى مجزرة توخار. الحقيقة هي أن التدخل الغربي لم يعالج جحيم الحرب السورية ولم يحقق السلام في الشرق الأوسط. في الواقع أدى احتلال الغرب للعراق إلى التشكيل الأساسي لتنظيم داعش، مع حلفاء مثل المملكة العربية السعودية وتركيا يفعلون الكثير للحفاظ على استمراره. حان الوقت لندرك أن الإرهاب هو نتاج تدخلاتنا في الشرق الأوسط، وجماعات مثل داعش تزدهر نتيجة لذلك، وأن إنهاء الحروب في الشرق الأوسط سيكون الطريقة الوحيدة لوقف ذلك. الجارديان