يعاني أقدم تمثال لرائد العلم والتنوير، رفاعة الطهطاوي، في مسقط رأسه بمدينة طهطا شمال محافظة سوهاج، من إهمال شديد وعدم اهتمام من قِبل الوحدة المحلية، رغم وقوعه في منطقة حيوية ومهمة، بجوار محطة السكة الحديد وموقف سيارات سوهاج والسنترال. تظهر على الملامح العامة للتمثال تأثير عوامل الطبيعة المختلفة، فالتآكل ينخر في منتصف جسم "رفاعة الطهطاوي" من الناحية الغربية، ولم يسلم التمثال من عبث الشباب والمارة الذين لا يقدرون قيمة صاحبه، الذي أثرى الحياة العلمية في شتى مجالاتها وفنونها، فكتب بعضهم عليه عبارات تشويهية باللون الأسود "الإسبراي". وقال هيثم حسن، محاسب من مدينة طهطا: «كلما مررت على التمثال، وأنا في طريقي للعمل ونظرت إليه، أشعر بالحزن الشديد والمأساة لما آل إليه من تهميش وتجاهل من المسؤولين». على الجانب الآخر، أوضح علي رفاعي، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة طهطا: «خاطبت أحد الفنانين المعمارين الأكفاء بالمحافظة لترميمه ورفع كفاءته علي أحسن حال»، مضيفا أن التمثال قديم ومتهالك ولا يصلح أي شخص من الوحدة المحلية أن يقوم بترميمه بمفرده دون إشراف متخصص في هذا الشأن حتى لا يتم تشويهه وطمس معالمه. التمثال مشيد من الخرسانة العادية ومفرغ من الداخل منذ عام 1964م ، ويوجد في مساحة أرض حوالي 100 متر مربع في مواجهة محطة سكة حديد طهطا مزروعة بالأشجار أطلق عليها «حديقة رفاعة»، لا توليها الوحدة المحلية أي اهتمام، ففروع الأشجار تغطي أجزاء من التمثال وقاعدته، رغم مرور جميع المسؤولين والزائرين لمدينة طهطا عليه. ومثبت علي قاعدة التمثال لوحة من الرخام مكتوب عليها: المغفور له رفاعة رافع الطهطاوي، رائد النهضة العلمية الحديثة ولد عام 1801 م وتوفي عام 1873 م، وأقيم التمثال في عهد رائد القومية، الرئيس جمال عبد الناصر، وبتوجيه اللواء عبد الحميد خيرت، محافظ سوهاج، والعقيد حنفي عبد الرحمن ، رئيس مدينة طهطا في 11 نوفمبر 1964 م. ولرفاعة رافع الطهطاوي بدائرة محافظة سوهاج 4 تماثيل، الأول منها أمام مقر جامعة سوهاج القديمة بمدينة ناصر، والثاني في مدخل مدينة طهطا الشمالي، والثالث في مدخل مدينة طهطا الجنوبي، والرابع الذي يشكو الإهمال، والثلاثة تماثيل الأولى لرفاعة حالتهم المعمارية جيدة بخلاف الأخير.