يعيش أهالي الإسكندرية حالة من الحزن والحسرة علي هدم مسرح السلام، أحد أهم معالم المحافظة، الذي عرض الكثير من المسرحيات، ليذهب بلا عودة تاريخ من التمثيل المسرحي لنجوم الفن الكبار. يبدو أن الثقافة أصبحت بلا قيمة في مصر، لذا تعتزم هدم مسرح له قيمة فنية وأثرية بدلا من ترميمه وفتحه لعرض مسرحيات تعبر عن أفكار هادفة تساعد في تطوير وخدمة المجتمع وتوعية الشعب المصري. قال الشاعر زين العابدين فؤاد، إن هدم مسرح السلام بالإسكندرية، أحد الجرائم المستمرة في حق الثقافة والتراث بمصر، فهناك أفعال إجرامية تمارس ضد الثقافة فهدم مسرح بهذا الحجم محاولة للقضاء علي الفن والثقافة. واستنكر محمود كامل، مقرر اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين، عملية هدم مسرح السلام، الذي استقبل عروضاً مسرحية كبيرة، مثل "ريا وسكينة"، و"الواد سيد الشغال"، في فترة الثمانينات والتسعينات، كما قديم عروضاً لكثير من الفنانين، أبرزهم عادل إمام وسمير غانم وشادية وسهير البابلي وعبد المنعم مدبولي، مضيفا: «لم يكن بأي حال من الأحوال أن يؤول مصيره إلى الهدم، خاصة بعدما تعرض المبنى لحالة من الإهمال الشديدة على مدار السنوات الماضية». وطالب كامل وزارة الثقافة بتأدية دورها في حماية التراث الثقافي والفني، خاصة أنا هدم مسرح السلام يأتي مواكبا لجريمة تشهدها الإسكندرية تخص التراث الحضاري، متمثلة في هدم العديد من الفيلات والقصور الأثرية، مشددا على ضرورة حماية تراثنا الثقافي والفني والحضاري وعدم تكرار مثل هذه الجريمة، خاصة أن المسرح "أبو الفنون" وأولها منذ عهد الإغريق والرومان، وكان يجب التعامل مع مسرح السلام بطريقة تليق بتاريخه. وتداولت معلومات عن تخصيص الأرض لبناء فندق ضخم محل مسرح السلام، ما أغضب كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، حيث قالت عبير أحمد، أحد سكان سيدي جابر: "لا يوجد اهتمام بالمسرح، ولذلك تدهورت حالته، وبدلا من تجديده وترميمه، تم هدمه وكان من قبله محطة الرمل لدرجة أن معالم إسكندرية تغيرت".