تعاني آثار قرية الهمامية، التابعة لمركز البداري بأسيوط، وأحد أقدم حضارات الصعيد الفرعونية، من إهمال المسؤولين، حتى تحولت المنطقة الأثرية إلى مقلب قمامة، وساحة للتنقيب خارج إطار القانون، حيث تحتوي على جبانة أمراء وحكام الإقليم العاشر لمصر العليا المعروف باسم «واجت» في عصر الدولة القديمة، وترجع إلى بداية الأسرة الخامسة 2650 قبل الميلاد في عصر الملك «أوسر كاف»، ومن بعده الملك «ساحورع»، ومن هنا تأتي أهمية المنطقة الأثرية الفريدة، وتعرف الجبانات باسم «قاو الكبير»، وتتميز البداري بأنها من أقدم الحضارات في التاريخ، وأول دليل على نمو الزراعة في مصر وشمال إفريقيا، إلَّا أن المنطقة الأثرية تصرخ من الإهمال والتدهور. وتحولت «الهمامية» إلى منطقة للتنقيب عن الآثار خارج إطار القانون، في ظل عدم تواجد حراسة أمنية كافية لحماية أقدم حضارات الصعيد، بالإضافة إلى انتشار القمامة حول المنطقة الفرعونية، وأدت إلى انبعاث الروائح الكريهة، ما جعلها منطقة نفور سياحي، فضلًا عن وجود خلافات ثأرية، مثلت أيضًا عائقًا كبيرًا أمام تنشيط السياحة في المنطقة. وقال شحاتة عبد الله، من أهالي البداري: المنطقة تشهد تدهورًا كبيرًا من حيث الإهمال، ووجود حارسين فقط غير كاف لحماية المنطقة الأثرية، التي تحولت إلى مرتع للتنقيب عن الآثار، مع وجود أكثر من مائة حالة تنقيب عن الآثار بالقرب وبداخل المنطقة نفسها وتعرضها للسرقة في العديد من المرات. وأضاف عقيل أسماعيل عقيل، رئيس حركة تنميه أسيوط، أن منطقة الهمامية تعاني من إهمال كبير لعدم وجود إضاءة، كما توجد استراحه للمحافظ لم يتم استغلالها، وتم رفع تذكرة السماح للتصوير إلى 500 جنيه، مما يعد عائقًا كبيرًا أمام الزائرين. وأكد أحمد علي بدر، رئيس مدينة البداري، أنه سيتم العمل على إزالة القمامه بالمنطقة المجاورة للمقابر الفرعونية بالهمامية، والعمل على توصيل إضاءة للمنطقة، في محاولة لجذب الاستثمار والسياحة للمنطقة من خلال تنظيم الرحلات المدرسية للمنطقة، مع مخاطبة وزارة السياحة والآثار للعمل على تطوير المنطقة وإزالة العوائق كافة أمام أقدم حضارات الصعيد. وأضاف عثمان الحسيني، مدير الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بأسيوط، أنه تم عمل استراحة بمنطقة الهمامية من أجل جذب السياحة للمنطقة، والعمل بالهيئة على التعريف بها وإقامة الرحلات لأنها من المناطق الأثرية الفرعونية المهمة بالصعيد؛ لكونها تضم أقدم محكمة في التاريخ، كما نناشد وزارة السياحة العمل على الاهتمام وتطوير الآثار الفرعونية المهملة.