حصلت هيلاري كلينتون الاثنين على العدد الكافي من المندوبين للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي؛ لتصبح بذلك أول امرأة تمثل حزبًا كبيرًا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث إن هذه المرة هي الثانية التي تترشح فيها كلينتون في الانتخابات الأمريكية بعد عام 2008، حين خسرت في الانتخابات التمهيدية أمام باراك أوباما. ووفقًا لتعداد وكالة أسوشيتد برس، أعلنت وسائل إعلام أمريكية فوز هيلاري كلينتون بغالبية 2383 مندوبًا، ما يضمن ترشيح الحزب الديمقراطي لها للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل. هذا ولم يتأخر رد منافس كلينتون الوحيد عن الحزب الديمقراطي بيرني ساندرز، حيث رفض ساندرز في مؤتمر صحفي، الإقرار بخروجه من السباق، مؤكدًا أن "حظوظه ما زالت قائمة" في انتخابات الثلاثاء، وأكد أنه لا يمكن لهيلاري كلينتون أن تعلن فوزها بالترشيح قبل التصويت في المؤتمر العام للحزب الديمقراطي، حيث من المفترض أن يعقد الحزب الديمقراطي مؤتمره العام في فيلادلفيا في يوليو المقبل للإعلان رسميًّا عن مرشحه لانتخابات الرئاسة، التي ستجرى في الثامن من نوفمبر. أبرز مواقف هيلاري كلينتون بما أن كلينتون أصبحت قريبة عن أي وقت مضى من منافسة المرشح صاحب الحظوظ الوفيرة لنزع بطاقة التأهل عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته على مقعد الرئاسة الأمريكية، أصبح من الضروري التركيز على أهم مواقفها: كلينتون والقضية الفلسطينية هاجمت كلينتون منافسها الجمهوري ترامب؛ لتعهده بالبقاء «حياديًّا» في مسألة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، متهمة إياه بعدم الالتزام لإسرائيل، ووصفت وزيرة الخارجية السابقة ترامب كشخص «لا يمكن أن يكون رئيسنا المقبل». كما أدانت كلينتون موجة الهجمات الجارية في إسرائيل، وانتقدت القادة الفلسطينيين ل«التحريض على العنف، ودعتهم للتوقف عن تكريم الإرهابيين كشهداء ووقف دفع المكافآت المالية لعائلاتهم» على حد وصفها، وقالت: إن هناك عقبات أدت إلى شعور العديد من الإسرائيليين بأن الفلسطينيين ليسوا شركاء للسلام، إلَّا أنها أضافت أنها لن تتخلى عن الأمل في التوصل إلى حل متفاوض عليه للنزاع بين الطرفين ينتح بحل دولتين، الذي قالت «إنه ضروري لمستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية»، وعارضت كلينتون بشدة أي محاولة من مؤسسات دولية ل«فرض حلول»، ومن ضمنها الأممالمتحدة، وأكدت أنها ستسعى كرئيسة للمفاوضات المباشرة. وانتقدت كلينتون بشدة حركة المقاطعة، وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد إسرائيل، ودعت للتصدي لجميع المحاولات لعزل وتقويض إسرائيل. كلينتون والكيان الصهيوني رأت كلينتون أن هناك ثلاثة أخطار تهدد التحالف الأمريكي الإسرائيلي، الأمر الذي يجعل هذا التحالف ضروريًّا أكثر من أي وقت مضى، وهي: إيران، وازدياد التطرف على مدى واسع من الاضطرابات، والجهود المتنامية لإلغاء شرعية إسرائيل على المسرح العالمي، في إشارة إلى الحملات في الجامعات لمقاطعة الكيان الصهيوني وبضائعها وجامعاتها وسحب الاستثمارات منها. وقالت كلينتون: إنها ستتعامل مع الخلافات بين الحلفاء أي الكيان الصهيوني «باحترام»، وأشارت إلى أنها ستبقي هذه الخلافات خلف أبواب مغلقة، في إشارة للخلافات الأخيرة بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي انتقلت للعلن. كلينتون والملف السوري تقول المؤشرات الأولية إنه في حال فوز هيلاري كلينتون بالرئاسة، فلن تشهد السياسة الأمريكية تعديلًا كبيرًا، حيث لا يختلف موقف كلينتون عن موقف الرئيس الأمريكي باراك اوباما، فكلينتون تدعم خيار عزل الرئيس السوري بشار الأسد والتخلص من تنظيم داعش، وقد دعت باستمرار إلى دعم المعارضة المسلّحة "المعتدلة" في سوريا، وأعلنت أن عزل الأسد هو عملية "سياسية"، في حين أن التخلص من تنظيم "داعش" عملية "عسكرية". كما دعت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، منذ إعلان ترشّحها للرئاسة، إلى إنشاء منطقة محظورة الطيران لحماية المدنيين في سوريا. في المناظرة الديمقراطية الأولى في 13 أكتوبر 2015. لكن في 6 أكتوبر قالت كلينتون، في دافنبورت بولاية إيوا، إن إنشاء منطقة محظورة الطيران يقتضي تعاونًا من الجانب الروسي. وأعربت كلينتون عن تأييدها لتشكيل اتحاد كونفدرالي على أساس الانتماء المذهبي أو العشائري في سوريا في مرحلة ما بعد الأسد. وقالت في هذا الإطار في مقابلة مع رايتشل مادو في 23 أكتوبر الماضي: "إذا لم يتم التوصل إلى اتفاقٍ يؤدّي إما إلى إنشاء اتحاد كونفدرالي وإما إلى التقسيم على أساس جغرافي وعشائري أو ديني داخل سوريا، يصعب التأسيس على شيء بنّاء بعد الأسد". كلينتون وإيران أكدت كلينتون على موقفها بالنسبة لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية على أنه موقف «عدم ثقة»، وتعهدت أمام مؤتمر الإيباك بأنها ستراقب نوايا النظام الإيراني للهيمنة على الشرق الأوسط عن كثب. وأضافت كلينتون أنه تحت إدارتها ستتم محاسبة النظام الإيراني على أي مخالفة للاتفاق النووي، وفي حال الضرورة سترد الولاياتالمتحدة عسكريًّا على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك في حال عملها على تطوير برنامج نووي، وتابعت أنه يجب الرد على تجارب الصواريخ البالستية الإيرانية «بسرعة وبحزم» وبالعقوبات. كلينتون والصين على الرغم من قيام المسؤولين في الصين بشجب تصريحات ترامب التي تتناول موضوع الانتقام الاقتصادي، غير أن العديد من المراقبين يرون في خطابه جانبًا مشرقًا يرتكز على استبعاده شبه الكامل لحقوق الإنسان والحريات السياسية، على عكس منافسته كلينتون، التي تنتقد النظام الشيوعي في الصين، حيث يمتلك العديد من الصينيين هواجس حيال كلينتون، ويستذكر هؤلاء خطابًا ألقته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، في مؤتمر للأمم المتحدة في بكين عام 1995، وركزت فيه بشكل كبير على حقوق الإنسان، كما أنها تدعم وبشدة تقوية الوجود العسكري لبلادها في منطقة شرق آسيا؛ لتوثيق العلاقة مع محور "حلف واشنطن".