محمود دوير – محمد ربيع – سيد عبد اللاه – محمد الحسيني – عمار عبد الواحد استقبل العديد من أهالي قرى ومراكز محافظات مصر شهر رمضان بمعاناة انقطاع مياه الشرب من جهة، والتيار الكهربائي من جهة أخرى، فيقضى المواطنون معظم اليوم فى نقل احتياجاتهم من مياه الشرب تحت حرارة الصيف ومعاناة الصيام، بعد لجوءهم إلى الطلمبات الحبشية، واستخدم الأهالي الجراكن وحملوها على العربات الكارو من المدن القريبة إلى قراهم العطشى، فضلا عن محاطرة الظلام في الليل؛ نظرا للانقطاع الدائم للكهرباء. قري البحيرة دون مياه منذ 10 أيام تعاني قرى مراكز كفر الدوارودمنهور وحوش عيسى بالبحيرة من انقطاع شبه دائم لمياه الشرب، وأكد عدد من أهالي قرية نديبة بدمنهور أن مياه الشرب لم تصلهم منذ 10 أيام متواصله، ما اضطرهم إلى نقل المياه فى جراكن لتوفير احتياجاتهم منها. قال سعيد قاسم، مزارع بقريه نديبة، إن منزله لم تصل إليه مياه الشرب منذ عدة أيام، ويؤجر بمشاركة أهالي القرية سيارات "كارو" تحمل الجراكن لنقل المياه من قرى الأبعادية أو دمنهور المجاورة، مؤكدا أنهم تقدموا بعشرات الشكاوى إلى مسؤولي شركة مياه الشرب دون جدوى. وأوضح علاء مصباح، أحد أهالي قرية سيدي غازي، أن القرية لم تصلها مياه الشرب منذ أسوعين، وتضاعفت الأزمة مع قدوم شهر رمضان، مضيفا أن معظم المساجد لا يوجد بها مياه لاستخدامها في الوضوء، ما يضطر المصلين والأهالي إلى ملء خزانات المساجد بواسطة الجراكن حتى يتمكنوا من أداء الصلوات. ولم تتوقف الأزمة عند انقطاع مياه الشرب، لكن تعاني أيضا قرى مركز الرحمانية وشبراخيت وغيرها من انقطاع متواصل للكهرباء، خاصة فى فترة المساء، ما يؤدي إلى مشكلات فى الوحدات الصحية وخسائر مادية كبيرة للمواطنين، بحسب رجب النجار، أحد أهالي الرحمانية، مؤكدا أن الكهرباء يتم قطعها يوميا فى بعض القرى لمدة ساعة أو ساعتين. على الجانب الآخر، قال وهدان السيد، المتحدث باسم محافظة البحيرة، إن أزمة انقطاع مياه الشرب فى بعض المناطق تم التعامل معها على الفور من خلال التنسيق مع مسؤولي شركة المياه، وتم ضخ سيارات تابعة للشركه لتوفير احتياجات المواطنين لحين الحل النهائي للأزمة خلال أيام قليلة. انقطاع يومي للمياه والكهرباء بقرى الغربية وتتعرض مدن بسيون وكفر الزيات والسنطة بمحافظة الغربية من انقطاع يومي لمياه الشرب، يستمر أحيانا إلى ثلاثة أيام متتالية، دون إعلان مسبق من الشركة، بالإضافة إلى عودة مشكلة انقطاع الكهرباء لمدة طويلة، وسط تجاهل تام من المسؤولين، وعدم الرد على أرقام الهواتف الخاصة بمشاكل المواطنين فى شركتي المياه والكهرباء ومجلس المدينة. وطالب الأهالي اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، بسرعة التحرك والتدخل لإعادة المياه باعتبارها عاملا أساسيا فى حياتهم اليومية، ووضع حل للقضاء على مشكلة قطع التيار الكهربائي باستمرار. ومن جانبه، قال المهندس محمد عسل، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة جنوب الدلتا لتوزيع الكهرباء، إن شركة الكهرباء تجري الصيانة الدورية لمواجهة ارتفاع درجة الحرارة وتجنب عدم حدوث أعطال داخل المحولات الكهربائية، ورفع كفاءة بعضها لتلبية احتياجات شهر رمضان، ولمنع تكرار الأعطال بهذه المدن خلال المرحلة المقبلة. وأكد عسل ل«البديل» أن شركة جنوب الدلتا لتوزيع الكهرباء تبنت وضع وتنفيذ خطة للنهوض بمستوى الخدمات وتحسين جودة التغذية الكهربية؛ فوضعت تقديم خدمة متميزة لعملائها في مقدمة أهدافها وبؤرة اهتمامها، وتم تسخير جميع الإمكانيات المادية والبشرية وتطبيق أحدث التقنيات في عالم الاتصالات بجميع المجالات لتحقيق الهدف. أزمة الكهرباء تفاقم مشاكل انقطاع المياه في بني سويف ولم تنج قرى ومراكز بني سويف من معاناة العطش والظلام، وشهدت بعض القرى انقطاعا لمياه الشرب فترة تجاوزت ال6 أيام متتالية، فضلا عن الانقطاع الدام للتيار الكهربي، وحاول بعض الأهالي التواصل مع الجهات التنفيذية في المحافظة، دون جدوى. قال ياسين ناجي، أحد أهالي مركز ناصر، إن المياه مقطوعة منذ 6 أيام، والمسؤولين وعدوا بحل الأزمة قبل شهر رمضان، وهو ما لم يحدث، ما اضطروا إلى حمل الجراكن لملئها من القرى المجاورة، الأمر الذي يكبدهم جهدا وعناء مضاعفا، خاصة مع صيام رمضان. ومن جانبه، قال المحاسب خالد عويس، رئيس مركز ومدينة ناصر، إن ضعف المياه بالمركز يرجع إلى انخفاض جهد الفولت الكهربائي الواصل لمحطات المياه، ما يتسبب في عدم قدرة مواتير ضخ المياه داخل المحطات على العمل، ولا تستطيع المولدات الكهربائية العمل بصفة مستمرة. محافظات الصعيد تصرخ.. والمسؤولون يكتفون بالمتابعة وتعاني محافظاتالمنيا وأسيوط وقنا والأقصر وأسوان من انقطاع شبه دائم للمياه والكهرباء، واستغاث أهالي العديد من القرى والمدن بشركات المياه من أجل إيجاد حل لمشكلة ضعف وانقطاع المياه عن المنازل والعمارات السكنية، ما اضطرهم لشراء المياه المعدنية من المحال، الأمر الذي ضاعف أعباءهم المادية. في محافظة سوهاج، سادت حالة من الاستياء الشديد بين قطاع كبير من الأهالي؛ بسبب الانقطاع والضعف الشديد للمياه مع استقبال شهر رمضان، والحاجة الماسة للمياه، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة وزيادة طلب الأسر علي المياه لتجهيز وجبات الإفطار والوضوء لتأدية الصلوات، الأمر الذي دفع بعض الأهالي إلى تعبئة الجراكن من مناطق أخرى واللجوء إلى الطلمات الحبشية ومواتير المياه الارتوازية، فضلا عن الانقطاع شبه الدائم للكهرباء، دون تحرك من مسؤولي شركة المياه. وقال الدكتور أيمن عبد المنعم، محافظ سوهاج، إن أزمة الكهرباء التي تشهدها المحافظة وأثرت بدورها علي محطات المياه، سببها عطل في شبكة الكهرباء بنجع حمادي، وإنه يتابع الموقف مع مسؤولي شركة كهرباء الوجه القبلي. أهالي السويس يستقبلون رمضان بالشموع شهدت محافظة السويس انقطاع الكهرباء والمياه عن 90% من المناطق، التي بدأت منذ الأول لشهر رمضان، واستمرت حتى اليوم الثاني، ما سبب خسائر فادحة للمواطنين والتجار، ليتقدم بعضهم بآلاف الشكاوى وتحرير المحاضر ضد المحافظ وعدد من المسؤولين. واستقبل معظم الأهالى شهر رمضان في شرفات المنازل وأعلى الأسطح؛ هربا من حرارة الجو داخل منازلهم، والجلوس على ضوء القمر والشموع والتسحر لليوم الأول والثاني، وتكرر الأمر في الإفطار، حيث انقطعت الكهرباء في اليوم الأول من شهر رمضان عن 60 ألف وحدة سكنية بحي الأربعين، و70 ألف وحدة بحي فيصل و15 آلاف وحدة بحي عتاقة و25 ألف وحدة بحي الجناين، بحسب بيانات شركة توزيع الكهرباء. وقال محمد عزام، أحد سكان مدينة السلام بالسويس، إن انقطاع الكهرباء والمياه عن المدينة بدأ منذ عدة أشهر، وكانت المياه والكهرباء تأتى على فترات، لكن مع الليلة الأولى لشهر رمضان، انقطعت المياه والكهرباء بشكل دائم، واستمرت حتى اليوم الثاني، وتوجه عدد كبير من السكان والتجار بالمنطقة إلى المحافظة، لكنهم لم يستطعوا لقاء المحافظ أو الدخول، الأمر الذى تسبب في حالة من الغضب، ونشوب المشادات مع أفراد الأمن. وأكدت نسرين صبحي، ممرضة بمستشفى التأمين، أن الكهرباء والمياه مقطوعان عن المستشفى منذ أول ليلة في رمضان، ما تسبب في العديد من المشكلات والاعتداءات من قبل أهالى المرضي عليهم؛ لعدم تمكنهم من نجدة ذويهم، وأخطرت المستشفى وحدات الإسعاف بضرورة نقل الإصابات والمرضي إلى أقرب مستشفى آخر، بعد أن فشلت كل محاولاتهم في توصيل المياه والكهرباء للمستشفى، بعد نفاد مياه الخزانات الاحتياطي، بجانب تعطل مولدات الطوارئ. وأوضح محمد صبري، مهندس بمحطات كهرباء عتاقة، ثاني أكبر محطة لتوليد الكهرباء بالسويس، أن هناك مشكلات فنية بالمحطات ووحدات التشغيل متهالكة، ومع ذلك يصر مسئولو المحكمة ومديرية الكهرباء بالسويس على تشغيلها رغم كثر الأعطال. وعلى الجانب الآخر، قال اللواء أحمد الهياتمي، محافظ السويس، إن أزمة انقطاع الكهرباء جاءت نتيجة الخطة الموضوعة لتخفيف الأحمال؛ بقطعها بشكل يومي عن بعض المناطق بناء على تعليمات أصدرتها وزارة الكهرباء، لافتا إلى خفض التيار الكهربائي في السويس بمحطات «عتاقة، وعيون موسى، والشبكات» بقيمة 45 ميجا وات من طاقة المحافظة، خلال شهر رمضان لتخفيف الحمل الزائد على فترات متفاوتة طوال اليوم. وعن مشكلة مياه الشرب، أكد المحافظ أن الانقطاع جاء نتيجة أعمال التطهير لترعة السويس وقلة منسوب الترعة، مضيفا أنه أبلغ وزارة الرى بضخ المزيد من المياه في الترعة؛ لضمان استمرار نقل الخدمة للمواطنين، وأنه شكل غرفة عمليات لمتابعة الموقف.