جاء يوم الثالث من يوليو عام 2013 يحمل الكثير من المفاجآت بعد التحرك ضد جماعة الإخوان فى 30 يونيو، واحتشاد الشعب المصرى أمام قصر الإتحادية وفى ميدان التحرير ممثلا فى شبابه وقواه الوطنية ومطالبا بعزل محمد مرسى عن سلطة الحكم وإجراء إنتخابات رئاسية مبكرة. وكانت الترتيبات الأخيرة للنزول فى يوم الثلاثين من يونيو فى إجتماع ضمنى أنا ومحمد عبد العزيز ومحمود بدر وكلا من الأستاذ حمدين صباحى والأستاذ خالد يوسف والأستاذ ياسر رزق لوضع الترتيبات النهائية قبل لحظة التحرك والانطلاق فى يوم الثلاثين من يونيو مع العلم أن الشارع وقتها بدأ التحرك بالفعل من يوم 28 يونيو، وأعلنا غلق جميع مقار حملة تمرد بعد الإعلان عن أكبر عدد تم جمعه من التوقيعات على سحب الثقة من محمد مرسي، وبدأت مجموعات من الشباب تنزل إلى الميادين فى مسيرات شعبية وأمام مقار المحافظات الأخرى وأعلنا أن من يريد تسليم استمارات أخرى يسلمها فى الميادين. وكانت أماكن المسيرات الشعبية قد أعلن عنها، وكان المستهدف لدينا هو الحشد بقوة للاعتصام أمام قصر الإتحادية وداخل ميدان التحرير واستمرار الاعتصام أكبر فترة بأكثر قوة ممكنة لكى تجبر سلطة الإخوان على الرحيل وتنفيذ خارطة الطريق. وانطلقت أنا ومحمد عبد العزيز ومحمود بدر بمسيرة من ميدان الحجاز إلى قصر الإتحادية وتحركنا مرة أخرى لتجهيز البيان الأول لثورة 30 يونيو التى كانت جزء أصيل من ثورة 25 يناير ثم عدنا مرة أخرى إلى المعتصمين أمام قصر الاتحادية وألقينا البيان الأول وكان يدعو للتمسك بمطالبنا فى رحيل محمد مرسي وتحقيق خارطة الطريق التى اتفقت عليها القوى الوطنية، وتحدثت عنها فى السابق ودعوة للتصعيد بعد مهلة 48 ساعة ثم التحرك لحصار قصر القبة وكان الرد علينا من الجماهير المحتشدة هو "دلوقتى" ثم تحركنا مرة أخرى لميدان التحرير لإلقاء البيان ذاته. وفى اليوم الثانى بعد اشتعال الأحداث فى الشارع واحتشاد الشعب المصرى أمام قصر الإتحادية وداخل ميدان التحرير وفى كل ميادين ومحافظات مصر أعددنا بيانا آخر بالتوجه للوقوف أمام مقر الحرس الجمهورى لمطالبته بالوقوف مع مطالب الشعب المصرى وليس لحماية سلطة حكم الإخوان، وأكدنا على مهلة ال48 ساعة لجماعة الإخوان للرحيل وتنفيذ مطالب الشعب المصرى. وجاء يوم الثالث من يوليو مفاجأ لنا كممثلى حملة تمرد ولكل القوى الوطنية ولكن كنا نترقب ذلك اليوم التى ستجمعنا فيه طاولة المفاوضات مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد نزولنا الشارع ونجاح حركة العصيان المدنى ضد جماعة الإخوان وبعد أن بدأت الجماعة فى النزول هى الأخرى لتكون قوى مضادة من تنظيمها لتلك الحشود الشعبية. وكان من المتفق عليه بيننا كممثلى حملة تمرد فى يوم الثالث من يوليو هو الذهاب للأستاذ محمد حسنين هيكل لبحث تصاعد الأوضاع على كل المستويات الداخلية والخارجية بعد 30 يونيو وبعد أن أمهل الجيش سلطة الحكم المتمثلة فى جماعة الإخوان مدة 48 ساعة للرحيل عن الحكم وإجراء إنتخابات مبكرة. وقد نظمنا فى صباح يوم الثالث من يوليو مؤتمرا صحفيا فى مقر جريدة الوطن لعرض ما وصلنا إليه من تحركات تصعيدية ضد الجماعة على الرأى العام والثبات والرد عليهم فى إستمرارنا فى الشارع حتى تنفيذ المطالب التى أولها رحيل محمد مرسى. وفوجئنا بعد المؤتمر باتصال من المجلس الأعلى للقوات المسلحة يدعونا لحضور اجتماع للقوى الوطنية بدعوة من المجلس مما دعنا إلى إعادة ترتيب التحركات وتحركت أنا والإعلامى حسين عبد الغنى للأستاذ محمد حسنين هيكل وتحرك محمد عبد العزيز ومحمود بدر إلى اجتماع المجلس الأعلى داخل سيارة الأستاذ مجدى الجلاد. وبدأت المفاوضات والترتيبات مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة وعلى رأسهم الفريق أول وقتها عبد الفتاح السيسي والفريق صدقى صبحى و اللواء محمود حجازى للخروج بحل لما يحدث فى الشارع المصرى وحضر تلك المفاوضات شيخ الأزهر والبابا تواضروس والدكتور محمد البرادعى وجلال مرة ممثلا عن حزب النور، قدم الدعوة لأحد ممثلى جماعة الإخوان المسلمين، وهو سعد الكتاتنى لحضور الاجتماع لكنه رفض وأكد وقتها أن الإخوان معهم السلطة ولا يستطيع أحد أن يأخذها منهم أبدا. وقد طرح أمر من اثنين إما الدعوة للاستفتاء على رحيل محمد مرسي أو عزله عن الحكم وتنفيذ خارطة الطريق التى وضعتها القوى الوطنية، وكان الرأى الغالب من كافة الحضور هو الإصرار على رحيل محمد مرسى عن الحكم، والإعلان عن خارطة الطريق وبدأ السير فيها لأن الوقت حينها كان قد تجاوز فكرة الاستفتاء. ومن هنا بدأت الترتيبات السياسي تظهر على الساحة، وبدأت قيادات من تمرد تبحث عن مصالحها الشخصية ك محمود بدر ومحمد نبوى على حساب جيل الشباب بالكامل وهذا ما رفضناه داخل حركة تمرد.