مشروعات الطلاب المكلفة ملقاه فى البدروم وحديقة الكلية أدرس لطلبة الإعدادي فى البدروم تعد كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية من أقدم وأعرق كليات في الجمهورية، وتخرج فيها أشهر فناني النحت والتصوير والرسم بمصر والوطن العربي، لكنها تعاني الآن من الإهمال الشديد الذي انعكس بالسلب عن طلبة الكلية وساء مستواهم. من جانبها، التقت «البديل» بفنان النحت الدكتور سمير شوشة، رئيس قسم النحت بالكلية؛ للتعرف على الوضع الراهن والمشاكل والتحديات التي تواجهها «الفنون الجميلة» بالإسكندرية.. وإلى نص الحوار.. يتقدم ل«الفنون الجميلة» أعداد كبيرة.. هل تستوعبهم الكلية؟ بالطبع لا تستوعبهم، ووصلنا لمرحلة أن كل قسم الآن يحول طلابه إلى قسم آخر؛ فى محاولة لتخفيض العدد؛ بسبب عدم توافر المكان المناسب لطالب الفنون الجميلة، فى ظل مبانى متهالكة وبالية، ونحتاج إلى كلية أكبر بإمكانيات أكبر، والمسؤولون فى وزارة التعليم العالي يعلمون المشكلة جيدا، ولهذا يشرعون في إنشاء كليات بمحافظات أخرى، مثل المنصورة ومطروح؛ لخفض الأعداد التي تأتي إلى الإسكندرية. هل تجبر الكلية طلابها على تأجير أماكن بنادي المهندسين لعمل مشاريعهم؟ بالفعل، الكلية هدمت أحد مبانيها، دون توفير البديل لطلابها؛ كي يجدوا أماكن لعمل مشروعات التخرج الخاصة بهم، وتم الاتفاق مع نادي المهندسين لدخول الطلبة في إحدى القاعات بها لتنفيذ مشاريعهم الفنية، مقابل 30 جنيها يوميا، وأعتبر الأمر ظلما للطالب بتحميله أعباء مالية إضافية، دون ذنب له في هدم مبنى الكلية، وهناك بدائل كثيرة لم تلتفت إليها إدارة كلية فنون جميلة، مثل كلية الزراعة بسابا باشا المجاورة لنا، فيمكن الاستفادة منها بعد خروج الطلاب الأساسيين، ليذهب إليها طلاب فنون جميلة من أجل الدراسة والعمل بها، لحين الانتهاء من بناء المبنى المهدوم، وبذلك يتوفر العبء المادي على الطلاب. وأنا أقوم بالتدريس للطلبة فى السنة الإعدادي فى البدروم، وأيضا يدرس الأساتذة لطلبة الدراسات العليا في البدروم، فلابد من توفير مكان آدمى لهؤلاء الطلبة. ما مصير مشروعات التخرج لطلبة فنون جميلة؟ مشروعات التخرج المهدرة كارثة، فأنا حاربت كثير جدا حتى تخرج هذه المشروعات للنور وتستفاد منها الدولة، حتى حضر محافظ جنوبسيناء خلال الأعوام الماضية حفل تخرج الطلاب؛ لاختيار أفضل مشروعاتهم من أجل تنفيذها، كما حضر أيضا رئيس الأكاديمية العربية وأكاديمية الدفاع الجوي حفل تقديم مشروعات الطلاب منذ عدة سنوات لشراء كل اللوحات؛ لأن الفكرة التى عمل بها جميع الطلاب كانت بعنوان "الحرب والسلام"، وبالفعل قدموا مشروع رائع "جداريات ضخمة"، لكن للأسف الآن، مشروعات الطلاب المكلفة عشرات الآلاف من الجنيهات، ملقاة فى البدروم وحديقة الكلية. لماذا لا تستغل الكلية المشروعات لتجميل المدينة؟ أنا ناديت وطالبت بهذا، لكن لا مجيب، وللأسف، قدرات طلابية وأموال مهدرة، توضع فى النهاية داخل أكوم القمامة. كم عدد الطلبة بأتيليه النحت فى فنون جميلة؟ كان في الماضي أتيلية قسم النحت يضم 15طالبا وطالبة، ويتيح للطالب مساحة العمل وإنتاج أفضل الأعمال، أما الآن الأتيليه الواحد يجلس به 40 طالبا وطالبة، ولا يوجد أي إمكانية للتعلم والشغل اليدوى أو التجربة العلمية داخل الكلية، فلابد من تدخل جامعة الإسكندرية فى بناء مبنى بديل حتى لا نقتل روح الإبداع لدى الطلبة. بعد تدهور حال الفنون الجميلة بالإسكندرية.. هل مازالت تستقبل باحثين عرب؟ رغم الحال السيئ والمتردي للكلية، لكنها مازالت قبلة للباحثين العرب، فيوجد باحث عراقي يعمل على بحث عن التربة وأنواع الطين الخاص بمحافظة أربيليا العراقية، واستورد أطنانا من الطينة لبحثه، فالكثيرون من الوافدين العرب مازالوا متمسكين بالكلية بما فيها من علماء فى النحت والتصوير والرسم، وكل باحث يدرس هنا لخدمة وتطور بلده. ماذا عن رسائل الماجستير والدكتوراة للطلاب المصريين؟ مصير الرسائل البحثية للطلاب المصريين، الوضع فى الأدراج، ولا تهتم بها مصر، وللأسف من يهتم بأبحاث المصريين هى إسرائيل، وكل الأبحاب الموجودة هنا، تمتلك إسرائيل منها نسخة وتستفاد بها، وهناك اعتراف بذلك للرئيس السادات، فعندما ذهب للكيان الصهيوني في كامب ديفيد، انبهر بأسلوب الزراعة الحديث «الرى بالتنقيط»، وقال لهم أنا أريد تطبقه في مصر، فكان ردهم أنه بحث لمصري يدعى الدكتور القصاص، وأنهم طبقوه عندهم، فنحن نضع علمنا في الإدراج لتنمية وتطوير إسرائيل!.