احتفت الصحف والكتاب السعوديون بقرار مجلس الوزراء المصري بإعلان جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين في البحر الأحمر أراضى سعودية، مؤكدين أن لهاتين الجزيرتين أهمية استراتيجية تمكنهم من غلق الملاحة في اتجاه خليج العقبة. وفي هذا السياق، نشرت صحيفة عكاظ تقريرًا عن جزيرتي «تيران وصنافير» تحت عنوان «بعد استعادتهما للسيادة السعودية تعرف على جزيرتي تيران وصنافير أجمل جزر العالم» وأكدت الصحيفة أن هاتين الجزيرتين تمتازان بكثافة شعبهما المرجانية والأسماك النادرة، ومن أكثر الجزر حول العالم جذبًا للسائحين، وكان موقعهما النائي في البحر الأحمرجنوبسيناء هدفًا دائمًا لمطامع الاحتلال الإسرائيلي الذي تمكن بعد حرب 67 من فرض سيطرته على مضيق تيران الواقع بين جزيرة تيران وصحراء سيناء. وادعت الصحيفة أن استعادة الجزيرتين للمملكة نتيجة للجهود الكبيرة التي بذلها مجلس التنسيق السعودي المصري، الذي يرأسه كل من الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، ورئيس مجلس الوزراء المصري المهندس شريف إسماعيل، وقادت تحركات المجلس إلى ترجمة رؤية القيادة السياسية في البلدين الشقيقين خلال زمن قياسي، حيث قادت تحركات المجلس إلى توقيع 17 اتفاقية جديدة خلال الزيارة الأخيرة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. أبرزت صحيفة الوطن أيضًا بعض المميزات في جزيريتي تيران وصنافير، حيث أكدت أن تيران تقع في مدخل مضيق تيران الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، ويبعد 6 كيلو مترات عن ساحل سيناء الشرقي، وكانت الجزيرة نقطة للتجارة بين الهند وشرق آسيا، وكانت بها محطة بيزنطية لجبي الجمارك للبضائع. وأضافت الوطن أن الجزيرتين تصنعان ثلاثة ممرات من خليج العقبة وإليه، الأول منها يقع بين ساحل سيناء وجزيرة تيران، وهو أقرب إلى ساحل سيناء، وهو الأصلح للملاحة، ويبلغ عمقه 290 مترًا، ويسمى ممر «إنتربرايز»، والثاني يقع أيضًا بين ساحل سيناء وجزيرة تيران، ولكن أقرب إلى الجزيرة، ويسمى ممر «جرافتون»، ويبلغ عمقه 73 مترًا فقط، في حين يقع الثالث بين جزيرتي تيران وصنافير، ويبلغ عمقه 16 مترًا فقط. وفي الوقت الذي أبرزت فيه الصحف السعودية الأخرى بيان مجلس الوزراء المصري بشأن التنازل عن الجزر للسعودية، مكتفية في تناولها الصحفي للحدث، أكدت الصحف أن الزيارة حققت نجاحًا غير متوقع وما كانت تطمح إليه المملكة، خاصة فيما يتعلق بالجسر الذي سيربط البلدين، وقال الكاتب الصحفي خالد أبو علي: إن زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز للقاهرة تاريخية، والاتفاقيات التي تمت سيكون لها انعكاس كبير على الجانبين. من جانبه اتخذ الكاتب الصحفي جاسر الجاسر، مستشار جريدة الجزيرة السعودية، من قرار مجلس الوزراء المصري إثباتًا على أحقية السعودية للجزيرتين، مؤكدًا أن «جزيرتي تيران وصنافير سعوديتا أصلًا، وقد وضعتهما المملكة تحت تصرف القوات المسلحة المصرية لمواجهة العدو الصهيوني، وتم الاستيلاء عليهما، لكنهما عادتا مرة أخرى بعد اتفاقية كامب ديفيد». وكان قد أعلن مجلس الوزراء المصري أن لجنة مصرية سعودية مشتركة انتهت إلى هذه النتيجة «بعد 11 جولة من الاجتماعات لتعيين الحدود البحرية بين البلدين»، وجاء هذا الإعلان خلال زيارة يقوم بها الملك سلمان بن عبد العزيز، عاهل السعودية، لمصر، جرى خلالها توقيع عدة اتفاقيات لدعم مصر اقتصاديًّا. وأثار القرار جدلًا واسعًا في مصر، حيث عارضه الكثير من السياسيين والخبراء والإعلاميين، معتبرين أنه تنازل عن الأرض المصرية، وأن التاريخ يثبث أنهما مصريتان، في حين تزامن الإعلان عن ترسيم الحدود، وإقرار مصر بتبعية الجزيرتين للسعودية، مع توقيع البلدين اتفاقًا لإنشاء صندوق مشترك للاستثمار برأسمال 16 مليار دولار.