* أنصار القاضي يقولون إنه ضحية حملة لوقف التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان خلال فترة الديكتاتور فرانكو في أسبانيا مدريد- وكالات: بدأت محاكمة بالتاسار جارزون أشهر قاض في أسبانيا معروف بتحقيقاته في مجال حقوق الإنسان، وسط احتجاجا بأن الإجراءات مسيسة وغير عادلة. ويواجه جارزون الذي دخل عالم الشهرة الدولية من خلال محاولاته لتسليم ديكتاتور تشيلي السابق أوجوستو بينوشيه، اتهامات باعتراض محادثات هاتفية أجراها المشتبه فيهم بارتكاب جرائم فساد ومحاميهم عام 2009 على نحو غير قانوني. ويعتبر أنصار القاضي وهم من نشطاء حقوق إنسان في أوروبا وأمريكا اللاتينية أنه ضحية حملة جراء محاولته التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت في أسبانيا إبان فترة حكم الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو 1939 – 1975 . وتجمع العشرات خارج المحكمة العليا في لاظهار المساندة للقاضي جارزون. وكان بينهم الممثلة بيلار بارديم والزعيم اليساري المتشدد كايو لارا الذي وصف المحاكمة بأنها ” أكبر ظلم قضائي في القرن الواحد والعشرين”. وسلم أعضاء برنامج مؤيد لجارزون للمحكمة وثيقة تطالب باقالة القضاة الذين يحاكمونه. ودعوا إلى “استجلاء الحقيقة وتحقيق العدل وذكرى ضحايا فرانكو”. وتتناول المحاكمة ما يطلق عليه “قضية جورتيل” وهي شبكة فساد كبيرة تضم مستثمرين وسياسيين من “حزب الشعب” المحافظ الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء ماريانو راخوي. وتقول التحقيقات القضائية الجارية إن سياسيي حزب الشعب الذين يحكمون مناطق وبلديات منحوا المستثمرين عقودا مربحة مقابل رشى. وأمر جارزون بتسجيل المحادثات التي تجرى في السجون لمعرفة ما إذا كان محامو المشتبه بهم متورطين في الفساد. وقاضاه العديد من المشتبه بهم وأحد المحامين بزعم أن التنصت ينتهك حقوقهم الدستورية. واستمرت المحاكمة رغم معارضة هيئة الادعاء لها. وقال وزير الدفاع السابق كارمي شاكون وهو مرشح محتمل لرئاسة الحزب الاشتراكي المعارض الرئيسي “هناك شئ خطا عندما يحاكم قاض لمتابعته قضية فساد” . وفي حال تبين أن جارزون مذنب وهو ما يرى المعلقون أنه أمر محتمل، فسوف يوقف عن مزاولة المهنة لما يصل إلى 17 عاما. وهو ما يعني عمليا نهاية مهنة القاضي،56 عاما. وعند افتتاح المحاكمة اعترض محامي جارزون على وجود قاضيين يحاكمان موكله، قائلا إنهما متحيزان. ورفضت المحكمة اعتراضه. وتأتي المحاكمة قبل أخرى من المقرر افتتاحها الأسبوع المقبل يواجه فيها جارزون اتهاما بسوء التصرف المهني عندما حاول عام 2008 التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها فرانكو. واتهم جارزون الديكتاتور ومعاونيه بقتل أكثر من مئة ألف من المعارضين خلال الحرب الأهلية التي وقعت بين عامي “1936 – 1939 ” والنظام الديكتاتوري الذي نتج عنها. وأجبره الضغط من بعض الخبراء القانونيين والساسة المحافظين على إسقاط التحقيق. كما يواجه جارزون محاكمة ثالثة لاحقة حول مزاعم بانه قبل رشى من بنك سانتاندر عامي 2005 و2006 . وفي أعقاب فشل محاولته لترحيل بينوشيه من لندن عام 1998، حقق جارزون في انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت في دول اخرى. وحصل على حكم بالسجن 30 عاما بحق ادولفو سيلينجو وهو ضابط سابق بالجيش الأرجنتيني في محكمة اسبانية وحتى أمر باعتقال زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن.