قال مرشح الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب، التابع للحزب الجمهوري لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إنه قد يوقف استيراد النفط من السعودية ما لم تشارك الأخيرة بجيشها في قتال تنظيم داعش، أو تعوض الولاياتالمتحدة عن الجهود التي تبذلها في محاربة التنظيم. وأضاف: ينبغي على الدول التي تتمتع بحماية الولاياتالمتحدة أن تدفع ثمن هذه الحماية. موضحًا: لن تبقى السعودية طويلًا دوننا. وعكس ترامب في مقابلته مع الصحيفة رغبته في إعادة النظر في تحالفات الولاياتالمتحدة "التقليدية" إذا أصبح رئيسًا للبلاد، ما يعني أن علاقة واشنطن بالرياض من الممكن أن يضعها ترامب تحت مجهر التقييم حال تمكنه من الرئاسة. ترامب لم يتراجع عن انتقاده للمملكة تصريحات ترامب التي وجه من خلالها انتقادات لاذعة للمملكة السعودية لم تختلف كثيرًا عن تصريحات سابقة أطلقها في أغسطس من العام الماضي، والتي قال فيها إنه ليس من كبار المعجبين بالمملكة العربية السعودية، ودعا لإرغامها على دفع أموال نظير حماية أمريكا لها، وأضاف أن السعودية دولة ثرية، وعليها أن تدفع المال لأمريكا مقابل ما تحصل عليه منها سياسيًّا وأمنيًّا. وفي مقابلة مع قناة إن بي سي قال ترامب: "سواء أحببنا ذلك أم لم نحببه، لدينا أشخاص دعموا السعودية. أنا لا أمانع في ذلك، ولكننا تكبدنا الكثير من المصاريف دون أن نحصل على شيء في المقابل. عليهم أن يدفعوا لنا". كما انتقد ترامب الموقف الاقتصادي الأمريكي حيال السعودية بقوله: "السبب الرئيسي لدعمنا للسعودية هو حاجتنا للنفط، ولكننا الآن لا نحتاج كثيرًا إلى نفطهم. وحال تغيّر الحكم بأمريكا قد لا نحتاج نفطهم على الإطلاق، ويمكننا ترك الآخرين يتصارعون حوله". كما ركز ترامب على أنه لولا دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية للرياض لما استطاع آل سعود البقاء، قائلًا "إن المملكة قد تجد نفسها قريبًا هدفًا أساسيًّا لتنظيم داعش، إلى جانب الأوضاع التي تواجهها في اليمن"، مضيفًا: "السعودية ستكون في ورطة كبيرة قريبًا، وستحتاج لمساعدتنا، لولانا لما وجدت، وما كان لها أن تبقى". ردود أفعال السعودية أثارت تصريحات ترامب تعليقات غاضبة من قِبَل مثقفين وأكاديميين سعوديين، حيث أكدت مجموعة من الخبراء والإعلاميين السعوديين أن هيلاري كلينتون، المرشحة المحتملة للرئاسة عن الحزب الديمقراطي، ربما تكون الخيار الأفضل للعرب، مقارنة بالمرشح المحتمل عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، الذي اعتبروا أنه يمثل نموذجًا للعنصرية والإثارة. رئيس تحرير صحيفة عكاظ، جميل الذيابي، قال إن كلًّا من كلينتون وترامب "سيئ"، لكنه في الوقت نفسه يرى في كلينتون أفضل السيئين، والسبب وفقًا لوجهة نظره أن المرشحة الديمقراطية تحاول التصرف برصانة وهدوء، وربما تكون أول امرأة أمريكية تُنتخب كرئيسة، في حين أن منافسها الجمهوري ترامب شخصية تحاور بالشتم والتهكم وتسويق العنصرية. وقال الذيابي: "لا يتمنى العرب والمسلمون وصول شخصية تزيد عليهم المآسي والآلام". وهو ما أكده الدكتور عبد الله الحمود، عميد كلية الإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود، بأن خيار السعوديين الأفضل مع كلينتون، مبررًا موقفه بأن ترامب يعبث بالتصاريح، وبالتالي نحتاج لسنتين؛ لنعرف حقيقة تصريحاته "هل هي حقيقة أم إعلامية فقط؟". ويعتقد أستاذ علم الاجتماع السياسي، الدكتور خالد الدخيل، أن تواجد ترامب برئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهي الدولة القوية التي تحكم العالم، سيكون له تأثير سلبي وخطير. وأرجع تفضيل كلينتون لعدة أسباب، منها أن كلينتون تتبع السياسة الأكثر توازنًا، كما أنها ليست عنصرية، وأكثر تفهمًا لقضايا الشرق الأوسط، فيما رأى أن ترامب شخصية غير متزنة، وتصريحاته مليئة بالعنصرية والعنجهية والعدوانية. ويرى مراقبون أن السعوديين متخوفون من مزاجية ترامب الذي غيّر من لهجته تجاه السعودية عدة مرات. ففي خطاب ألقاه في يونيو الماضي، قال "أنا أحب السعوديين. إذا كانوا يواجهون مشاكل، فعلينا أن نقدم المساعدة"، مؤكدين أن هذا التقلب الحاد في تصريحات ترامب الذي يصل إلى حد النقيض جعل السعوديين يفضلون شخصية أكثر قابلية للتنبؤ، مثل كلينتون، والتي خبروها، وعملوا معها لعدة سنوات.