تعددت المواقف والتصريحات المناهضة للمسلمين والعرب في قارتي أوروبا وأمريكا الشمالية خلال الفترة الأخيرة، ما يعكس مدى العنصرية التي بدأت تنتشر وتتمدد حتى حملت عدة رسائل خطيرة على نحو يهدد الجاليات الإسلامية والعربية المتعايشة والمندمجة في هذه الدول منذ فترة، نظرًا للغة التحريض الواسعة تجاههم، فضلًا عن الانتهاكات التي تم تعميمها بصورة كبيرة ضد المسلمين. ثلاثة مواقفوتصريح مناهض للجاليات العربية والإسلامية في أوروبا وأمريكا خلال أقل من 48 ساعة، يستنتج منها مستقبل الاستراتيجية الغربية تجاه الدين الإسلامي في العموم، لا سيما وأن أغلب المواقف والتصريحات خرجت بصورة رسمية أو من شخصيات ذات ثقل في مجتمعات هذه الدول. ترامب يحرض ضد الإسلام في تصريح أصبح معتادًا كل يومين أو أكثر خلال الفترة الأخيرة، وجه المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، والمعروف بمواقفه العنصرية، سهام انتقاده واتهامه للإسلام بصفة عامة، فخلال مقابلة معه يوم الخميس الماضي قال : إن الإسلام يكرهنا. وأضاف ترامب في تصريحه العنصري: هناك كراهية لا يمكن تصديقها لنا، متابعًا: لا يمكننا السماح لأشخاص أن يدخلوا الولايات المتحددة، وفي داخلهم كراهية للولايات المتحدة. في إشارة إلى المسلمين. هذا التصريح لم يكن الأول من نوعه، فدائمًا ما اعتاد هذا المرشح أن يزح بالمسلمين في إطار دعايته الانتخابية؛ لحصد عدد أكبر من الأصوات، لكن المثير للجدل وللقلق هو: لماذا يحصد ترامب كل هذا العدد من أصوات الأمريكيين، وهو يحمل مشروعًا متطرفًا وعنصريًّا؟ ويظهر هذا التأييد أن المجتمع الأمريكي بدأت شريحة كبيرة منه تقتنع برؤى ترامب، التي تروج لما يسميه ب "خطر الإسلام" على البشرية، وأنه لا بد من منع جميع المسلمين من الاندماج في حياتهم الاجتماعية والمهنية. وعلى الرغم من أن انتشار وتمدد التطرف في المنطقة العربية أصبح واقعًا على شاكلة تنظيمات داعش والنصرة، إلا أن هذا التأييد يمثل بالفعل خطرًا وقلقًا حقيقيين على المسلمين؛ نظرًا لعدم قدرة علماء العالم الإسلامي على توضيح الحقائق وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وبيان حقيقة الإسلام ومعانيه السامية، في مواجهة مَن يحاولون استغلال ما صدر عن التنظيمات المتطرفة والترويج له ونشره على أنه هو الإسلام الحقيقي. ترحيل مصري من أمريكا أظهرت واقعة أخرى تعرض لها أحد المصريين المهاجرين في أمريكا من أجل الدراسة ممارسات السلطات الأمريكية الرسمية التي وُصفت بالتمييز إزاء الجالية الإسلامية، حيث ضغطت شرطة الهجرة الأمريكية على شاب مصري يُدعَى عماد السيد للموافقة على الترحيل إلى بلاده قبل استكمال دراسته؛ لانتقاده "ترامب" بعد خطاب له، دعا فيه لعدم استقبال المسلمين في أمريكا. وتفاعلت الصحف والوكالات العالمية مع هذا الخبر خلال اليومين الماضيين، بالتزامن مع ترحيل الشاب المصري. إلا أن القصة كما روتها شقيقته بدأت منذ شهر تقريبًا، عندما اختفت جميع المعلومات عنه، وقُطعت الاتصالات به في يوم 12 فبراير الماضي، حتى اكتشفوا بعد أكثر من 6 أيام أنه محتجز لدى السلطات الأمريكية. وتقول الصحف الأمريكية إنه بعدما تم التحقيق مع عماد من قِبَل الخدمة السرية المسؤولة عن تأمين «ترامب»، فصل من مدرسة الطيران التي كان يدرس بها، ما يعني أنه أصبح غير مؤهل للاستمرار في الولاياتالمتحدة، على الرغم من أن الادعاء قرر عدم توجيه الاتهام له، واعتبر المدافعون عن حقوق الإنسان أن قضية الطالب المصري دليل جديد على أن الحكومة الأمريكية تستخدم نظام الهجرة كأداة عقابية ضد الجاليات الأجنبية، خاصة المسلمين الذين يُنظر إليهم بحسب ادعاءات كاذبة على أنهم يشكلون تهديدًا للمجتمع الأمريكي. مواقف مناهضة للمسلمين في كندا في موقف آخر أغضب الجالية الإسلامية بكندا يوضح مدى تمدد الإسلاموفوبيا في هذا البلد، وجهت مجموعة مجهولة نيرانها على المتواجدين في مقبرة للمسلمين أمس خلال جنازة بمدينة كالجاري، وأصيب جراء الحادث 4 أشخاص. وعلى ما يبدو فإن كندا بدأ ينتشر فيها خطر الإسلاموفوبيا، فمنذ أيام أطلق محامون ومختصون في الشؤون القانونية بمقاطعة بريتش كولومبيا الكندية خطًّا ساخنًا؛ من أجل تلقي الشكاوى من المسلمين الذين يواجهون التمييز بسبب الدين، وأكد المحامون أن هذا الخط يعمل على مساعدة مسلمي كندا ضد الإسلاموفوبيا؛ حماية لحرياتهم المدنية. وخلال الأسبوع الماضي في كندا انتشر خبر أثار الكثير من الجدل حول منع طفل كندي مسلم من السفر؛ بسبب تشابه الأسماء بينه وبين شخص كندي آخر يحمل نفس الاسم ومطلوب للعدالة؛ لارتكابه جرائم مختلفة. ورغم الجهود التي بُذلت في كندا لرفع الحظر عن الطفل، وتصريح وزير السلامة العامة رالف جوديل حينها بأن ذلك سيتم، وبأنه سيقوم بمتابعة الأمر، إلا أنه لم يحل الأزمة. جامعات ألمانيا تغلق المصليات في موقف آخر، لكن هذه المرة بقارة أوروبا التي انتشرت فيها ظاهرة الإسلاموفوبيا بطريقة مقلقة، أقدمت جامعة برلين التقنية على إغلاق مصليات وغرف يستخدمها الطلبة المسلمون للصلاة أواخر الأسبوع الماضي، في حين اعتبر مراقبون أن الخطوة تأتي في وقت غير مناسب مع تصاعد حدة الخطاب اليميني المتطرف ضد المسلمين عمومًا في البلاد والمهاجرين وطالبي اللجوء على وجه الخصوص. وأشارت إدارة الجامعة إلى أن هناك جوامع كافية في محيط الجامعة يمكن للطلاب أن يؤدوا صلواتهم فيها، إلا أن الطلبة المسلمين المعنيين بالقرار لم يقفوا مكتوفي الأيدي، وجمعوا مئات التوقيعات في عريضة تحتج على إغلاق المصليات.