أصبح علم زراعة الأنسجة من أهم التقنيات الحديثة المستخدمة في مجال الزراعة؛ وذلك لما له من فوائد عديدة في مواجهة المشاكل الزراعية على المستوى المحلى في مصر، ومن أهمها إكثار النباتات التي يصعب إكثارها بالطرق المعتادة في وقت قصير. وفى السنوات الأخيرة أنتشر استخدام تكنيك زراعة الأنسجة تجاريًّا على نطاق واسع، وأهم النباتات المستخدمة هي الفراولة والموز والتفاح من الفاكهة، والبطاطس والبطاطا والباذنجان من الخضر، واللافندر والنعناع من النباتات العطرية. ومن جانبه قال الدكتور محمد أسعد، أستاذ الهندسة الوراثية بزراعة العريش، إن زراعة الأنسجة النباتية تُستخدَم في إنبات بعض الأصناف معمليًّا على بيئات صناعية وفي ظروف بيئية يتم التحكم بها، كالرطوبة ودرجات الحرارة؛ وذلك بغرض تطوير الإنتاج الزراعي والتغلب على العديد من المشاكل التي تواجه إنتاج تقاوي الحاصلات الزراعية الاقتصادية الهامة، لافتًا إلى أن زراعة الأنسجة تتميز بإكثار النباتات التي يصعب إكثارها بالطرق المعتادة في وقت قصير، وتربية النباتات المرغوب فيها والحصول على طفرات أو هجن جديدة ذات صفات جيدة، والحصول على سلالات خالية من الفيروسات المرضية، كما تُستخدَم الهندسة الوراثية في إدخال أو نقل صفات جيدة مرغوب فيها كمادة إلى نواة الخلية الأم، بالإضافة إلى إنتاج المواد العطرية والطبية النادرة بطريقة اقتصادية في المعمل. وأكد الدكتور أسعد أن زراعة الأنسجة وفرت كثيرًا من الوقت الذي كانت تستغرقه طرق التكاثر التقليدية، والتي كانت لا تفي بالطلب المتزايد على التقاوي والشتلات؛ مما دفع الكثير من الدول ومن بينها مصر إلى استيراد هذه التقاوي والشتلات من الخارج، بالإضافة إلى أن بعض أنواع هذه الشتلات صعبة وبطيئة الإكثار، وعلى هذا فقد أدى استخدام زراعة الأنسجة إلى إنتاج أعداد كبيرة جدًّا من تقاوي النباتات وفى مساحة محدودة، مقارنة بالطرق التقليدية لإنتاج هذه النباتات، مع الحفاظ على صفاتها الوراثية ومطابقتها لنباتات الأم، بجانب إنتاج شتلات خالية من المسببات المرضية، أهمها الفيروسات، فمن المعروف أن بعض النباتات التي تتكاثر خضريًّا مثل البطاطس والفراولة والموز والثوم وغيرها تصاب بالفيروسات العديدة التي تؤدى إلى ضعف النباتات ونقص الإنتاجية ورداءة التقاوي والشتلات. وحيث أن هذه الإصابة تنتشر في جميع أجزاء النباتات؛ فإن هذه الأمراض يمكن أن تنتقل عن طريق التكاثر بالطرق التقليدية، الأمر الذى يؤدى إلى تدهور التقاوي عامًا بعد عام، ويؤدي أيضًا إلى ضرورة استيراد العديد من النباتات من الخارج؛ مما يكلف الدولة ملايين الجنيهات سنويًّا. ولكن باستخدام أسلوب زراعة الأنسجة يمكن إنتاج نباتات خالية من هذه المسببات المرضية، سواء كانت فطرية أو بكتيرية أو نيماتودية أو حتى فيروسية؛ وبالتالى ينعكس ذلك على جودة وكفاءة التقاوي والشتلات الناتجة من زراعة الأنسجة. وأشار أستاذ الهندسة الوراثية إلى أن الشتلات المنتجة بتقنية زراعة الأنسجة تتميز بخلوها من الأمراض، وبذلك يمكن توفير المبيدات التي يتم استخدامها في مقاومة الآفات، كما أن الشتلة الناتجة تتميز بالقوة والتماثل، وزيادة إنتاجيتها من 10 – 20 %، وتوافرها في الأوقات الملائمة للزراعة وبالكمية الكافية وبالسعر المناسب، كما أنه يمكن استغلال مساحة المشاتل في زراعات أخرى في تلك الفترة الاستغلال الأمثل للأرض.