في الوقت الذي اعتبر فيه الكيان الصهيوني أن التقسيم الطائفي لسوريا أفضل خيار لها، زار المعارض السوري البارز كمال اللبواني تل أبيب، حيث أفادت الإذاعة العبرية العامة أنّ المعارض السوري كمال اللبواني زار مقر الكنسيت الإسرائيلي والتقى بنائب وزير الشؤون الإقليمية للكيان الصهيوني أيوب قرا 15 فبراير الجاري. اللبواني الذي يزور الكيان الصهيوني للمرّة الثالثة طالب بشكلٍ علني من الحكومة الإسرائيلية مساعدة الشعب السوري في إسقاط النظام. وخلال لقاءاته مع المسؤولين الصهاينة، عرض اللبواني خطة لإقامة منطقة آمنة وخالية من التنظيمات المسلحة في الجنوب السوري، ولا سيما في قرية حضر الدرزية الواقعة بالجانب السوري من هضبة الجولان، بتزويد أهالي المنطقة الآمنة المقترحة بتسهيلات ميدانية عبر الحدود الإسرائيلية، بما في ذلك إقامة مستشفيات ميدانية داخل الأراضي السورية، بدلًا من نقلهم إلى المستشفيات داخل الكيان، كما هو الحال اليوم. من جانبه أكد نائب الوزير الإسرائيلي أيوب قرا، أنه سينقل مبادرة اللبواني إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدراستها واتخاذ قرار حيالها. مخطط اللبواني له ما يؤكده على أرض الواقع، فالباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إيهود يعاري قال: إن إسرائيل تدعم المتمردين في جنوبسوريا، وذلك على طول الحدود مع جبهة الجولان السورية المحتلة. وأضاف أن المساعدات الإسرائيلية بدأت مجرد مساعدات إنسانية، لكن مع السماح بدخول مئات المصابين من المسلحين إلى الكيان الصهيوني للعلاج في المستشفيات الإسرائيلية، بجانب المستشفى الميداني العسكري في الجولان، ازداد شكل المساعدات الإسرائيلية، موضحًا أن تلك المساعدات تشير إلى إقامة نظام للاتصالات مع المتمردين السوريين منذ إتمام علاجهم وعودتهم إلى سوريا، ويؤكد ضابط كبير بالجيش الإسرائيلي لموقع «واللا» الإخباري وجود اتصالات مع ممثلي المتمردين السوريين لنقل جرحاهم من أجل تلقي العلاج في إسرائيل، مضيفًا أن العدد تجاوز 1600 جريح. http://i.alalam.ir/news/Image/Original/2014/09/23/alalam_635470683710793536_25f_4x3.jpg وكان اللبواني قد شكر الكيان الصهيوني على عنايته بجرحى المعارضة السورية، حيث نقلت الصفحة الرسمية لإسرائيل على موقع التواصل الاجتماعي عن اللبواني خلال جولة تفقدية له بأحد المشافي التي تعالج المسلحين الذين يقاتلون الجيش السوري: «لقد جئت إلى المركز لأشكركم» وتابع اللبواني: إن الرئيس السوري بشار الأسد يدّعي بأنّ الإسرائيليين هم العدو، لكن هنا في المستشفى نرى إسرائيل على حقيقتها، وأنا أتساءل: من هو العدو الحقيقي؟ ودافع رئيس المعارضة في الكنيست الإسرائيلي، رئيس حزب العمل اسحاق هرتسوج، عن المعارض السوري كمال اللبواني، ووصف موقفه بالأخلاقي للمعارض الذي يطالب بضرورة التعاون بين سوريا وإسرائيل ضد حزب الله وإيران. وفي مقابلة مع صحيفة مع «تايمز أوف إسرائيل» قال كمال اللبواني: إن إسرائيل أملنا الأخير، مطالبًا إياها بالتدخل العسكري في سوريا، عن طريق مقايضة يتم بها التخلي عن الجولان، مقابل احتلالها مؤقتًا جنوبسوريا وإقامة منطقة محمية للمعارضة بسلاح الجو الإسرائيلي حتى عمق 80 كم. وخلال عام 2014 نشرت الصفحة الرسمية لكيان الاحتلال على موقع فيس بوك «إسرائيل تتكلم بالعربية» تقريرًا عن نشاطات المعارض اللبواني، والموفد من قِبَل ما يسمى ب«الائتلاف السوري المعارض» إلى تل أبيب حيث منحته لقب «مانديلا سوريا»، وأثناء مشاركة اللبواني في مؤتمر هرتسليا لمكافحة الإرهاب 11 سبتمبر 2014، طلب من حكومة الاحتلال مساعدة الشعب السوري على إسقاط النظام. تحركات اللبواني سلطت الضوء على مواقف المعارضة السورية التي بدأت تنتقل من مرحلة الغزل السياسي لإسرائيل إلى التماهي معها، وظهور علاقات المعارضة السورية مع الكيان الصهيوني إلى العلن، تزامنًا مع تقارب مواقف بعض الدول العربية الأخرى مع الكيان الصهيوني.