يشهد سوق الدواجن في الآونة الأخيرة موجة من ارتفاع الأسعار؛ بعدما وصل سعر الكيلو إلى 24 جنيها للمستهلك، و17 في المزرعة، وكان وراء الزيادة عدة أسباب، أبرزها، انتشار الأمراض، وزيادة أسعار العلف، وعشوائية الإدارة. يقول الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بالغرفة التجارية، إن أسعار الدواجن ارتفعت بشكل كبير؛ لتراجع حجم الإنتاج اليومي إلي مليون و300 ألف طائر، بدلا من مليون و900 ألف، فضلا عن ارتفاع معدلات النفوق في المزارع بسبب انتشار الأمراض الوبائية الخاصة بفصل الشتاء، بالإضافة إلى ظهور سرطان الدواجن الذي دمر حوالي 50% من الثروة الداجنة، ما سينتج عنه استمرار ارتفاع أسعار الدواجن خلال الفترة المقبلة؛ في محاولة من المربين لتعويض خسائرهم. وأضاف السيد ل«البديل» أن وزارة الزراعة تعمل في جزر منعزلة عن أصحاب مزارع الدواجن التي تعدت استثماراتهم 45 مليار جنيه في السنة، مطالبا الحكومة بتخصيص جزء من مشروع المليون ونصف فدان لإقامة مزارع دواجن جديدة، تعمل بالنظام الآلي لزيادة السعة الإنتاجية. وأوضح الدكتور صلاح محمد، أستاذ بمركز أبحاث رعاية الدواجن، أنه وفقا للدراسات الاقتصادية، فلا يجب أن تزيد نسبة نفوق أي مزرعة دواجن عن 6%، وخلال الفترة الماضية تعدت النسبة إلى أكثر من 7 أضعاف المسموح به، ما أدى إلى قلة المعروض من الدواجن فترتب عليه ارتفاع الأسعار بالمزارع. وتابع محمد أن الاعتماد على استيراد الأعلاف من الخارج بأسعار مرتفعة جدا بعد تأثرها بارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه المصري، يعد أيضا من أهم الأسباب التي أدت إلى تضاعف أسعار الدواجن بالأسواق، فوصل طن العلف إلى 3 آلاف و600 جنيه؛ لغياب الرقابة على منتجيه، مضيفا أن الأعلاف تمثل 70% من تكلفة الإنتاج، ولو استطاعت الدولة توفيرها محليا لأمكن تشغيل جميع المزارع بكامل طاقتها، ما يؤدي إلى توفير ما يزيد على 2 مليار طائر سنويا، تساهم في سد الفجوة الغذائية من البروتين الحيواني بأسعار تناسب المواطن البسيط. وأكد الأستاذ بمركز أبحاث رعاية الدواجن أن الإحصائيات الصادرة عن وزارة الزراعة تشير إلى وجود حوالى 29 ألفًا و300 مزرعة قادرة على إنتاج مليار و300 مليون دجاجة، إلا أنها تعمل بنصف كفاءتها، وبعضها متوقف، فيصل الإنتاج الفعلي لها إلى 615 مليونًا؛ بسبب خروج بعض المزارع من المنظومة؛ تخوفًا من الأمراض الوبائية وارتفاع تكلفة الإنتاج. وطالب محمد الدولة باتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل المزارع العشوائية إلى المناطق الصحراوية المجهزة بالمرافق الرئيسية؛ حتى يمكن القضاء على الأمراض المستوطنة المصاحبة للمزارع العشوائية؛ نظرا لعدم اتخاذها وسائل الأمان الحيوي والاحتياطات الوقائية، لأنها أحد الأسباب المؤثرة بشدة في إنتاجية المزارع.