يعاني سكان القرى بمركز السنطة بمحافظة الغربية من مشاكل عديدة، أهمها اختلاط مياه الشرب بالمجاري وانتشار مكامير الفحم، التي أصابتهم بالأمراض، وفشل المسؤولين فى مواجهة تلك المشاكل. وقال فوزى عثمان (مزارع) إن شبكة المياه والصرف الصحي بقرية "تاج العجم" على وشك الانهيار، والمنازل غرقت في مياه الصرف، بعد انفجار غرف الصرف بالشوارع، دون تدخل حقيقي من مجلس المدينة". وأضاف علاء بركة ( نجار) أن مياه المجاري ملأت الشوارع والأزقة، وطالت حتى المحلات التجارية التى يُرزَق منها أصحابها،كما أن الشوارع أصبحت مقالب للقمامة، ولم تعد تصلح حتى للسير، مشيرًا إلى أن الأهالي يئسوا من المسؤولين الذين لا يهتمون باستغاثاتهم. ولفت محمد عبد الحافظ (محاسب) إلى أن قرية "بلاي" تشتهر بزراعة العنب وتصديره للخارج، وأن المحصول تعرض لخسائر فادحة؛ بسبب ريه بمياه المجاري، حتى أصبح غير صالح للتصدير؛ مما يضطرهم لبيعه لتجار التجزئة بالمراكز والقرى المجاورة بأقل الأسعار، كما أن كثيرًا من الأهالي أصيبوا بالأمراض السرطانية وأمراض الكبد؛ بسبب شربهم مياهًا مختلطة بالصرف الصحى، دون تحرك أحد من المسؤولين. وأكد محمد شفيق (عامل) أن معظم قرى مركز السنطة ما زالت حتى الآن تعتمد على المياه الجوفية؛ بسبب التعطل الدائم بمحطة المياه العملاقة، التى تم افتتاحها رسميًّا منذ أشهر قليلة، لافتًا إلى أنها عملت لمدة عشرين يومًا من تاريخ الافتتاح، بعدها لم تصل أي مياه للمنازل حتى الآن، متهمًا المسؤولين بإهدار المال العام، متسائلًا "لماذا توقفت المحطة التى تكلفت مليار جنيه؟"، مشيرًا إلى أن قرى "إشناوي وبكيم وكفر ميت حواي والبندرة وطوخ ومنية طوخ وشبرابيل" محرومة من توصيل الصرف الصحي للمنازل، التي تهددها المياه الجوفية بالانهيار. وطالب شباب قرية القرشية بترميم وتجديد مدرسة القرية، وتحجير الطريق بجوار كوبري الرضوان، والمرور على الوحدات الصحية والمحلية بالقرية، وتطوير مزلقان القرشية، والقضاء على مشكلة موقف الميكروباص. وقال محمد الزغبى (طالب جامعي) إن قرية "الرجبية" يقطنها 14 آلاف نسمة، تعاني من تجاهل المسؤولين بمجلس المدينة، وإن طريق القرية لطنطا والمارَّ بالسنطة تم تكسيره؛ نتيجة إنشاء محطة مياه السنطة الرئيسية، ولم يقم المقاول، بعد الانتهاء من البناء، برد الشيء لأصله كما هو المعتاد، مؤكدًا أنهم خاطبوا جميع الجهات المعنية، سواء مجلس المدينة، أو الطرق، ولم يستجب أحد لهم، فناشدوا اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، إصلاح الطريق الرئيسي للقرية، والذي يتحول في فصل الشتاء إلى بركة من الطين، فيعزل بذلك القرية عن العالم الخارجي، فلا يستطيعون الذهاب إلى كلياتهم، ويضطرون أيام الامتحانات للسير على الأقدام. وكشف رامي الجندي (مُحامٍ) اعتداء المواطنين على بحر شبين المار بالمركز، وإنشاء مكامير الفحم على جسره؛ مما أدى إلى تدهور صحتهم وصحة أطفالهم، وإصابتهم بالأمراض، لافتًا إلى أنهم تقدموا بشكاوى كثيرة، ولم يحصلوا إلا على قرارات، هي مجرد حبر على ورق، مطالبًا بإزالة تلك المكامير غير المرخصة. واشتكى سامح العياري (من أهالي قرية الجميزة) من تلوث مياه الشرب، وإهمال العاملين وممرضات الوحدة الصحية، بالإضافة إلى انهيار أجزاء كبيرة من الكوبري الرئيسي الموصل للقرية، محذرًا من انهياره ووقوع كارثة، والتي لا يتحرك مسؤولو مجلس المدينة إلا بعدها. وأكد خالد سلامة (إمام وخطيب) أن تلال القمامة بقرية كفر كلا الباب أصبحت مصدرًا رئيسيًّا لانتشار الأوبئة والأمراض، قائلًا "من الواضح إهمال المسؤولين لما يحدث بهذه القرية، التي لا حول لها ولا قوة، وكأنها منعزلة تمامًا عن العالم، ولا يشعر بهمومها إلا سكانها، الذين لا يملكون غير قوت يومهم والشكوى لله". من جانبه قال اللواء ممدوح هجرس، رئيس مركز ومدينة السنطة بالغربية "إن مشكلات السنطة في قطاعات النقل والمواصلات والتعليم والطرق والمشروعات المتوقفة نعمل جاهدين – حسب إمكانياتنا – على التغلب عليها"، لافتًا إلى أن معظم قرى السنطة غير موجود بها خدمات الصرف الصحي، وأنه التقى محافظ الغربية، وطالبه بمخاطبة المسؤولين بالقاهرة لسرعة تنفيذ المشروعات المعلن عنها مسبقًا بقرى المركز. وأكد أنه في تواصل مستمر مع كل الأهالي بالقرى؛ للاستماع إلى مشاكلهم، والعمل على حلها، وأن تلقي طلبات وشكاوي المواطنين مفتوح عن طريق إدارة خدمة المواطنين بالمجلس؛ لفحصها وعرضها على الجهات المختصة، ثم تتم مقابلة أصحابها في لقاء المواطنين؛ لإعطاء التأشيرة النهائية. ولفت إلى أنه أحال مؤخرًا 170 موظفًا من العاملين بقطاع قرية القرشية بالوحدة المحلية ومركز صحة الأسرة للتحقيق؛ لتركهم العمل في المواعيد الرسمية، بالإضافة إلى إصداره القرار رقم 268 بإزالة مكامير الفحم، التي يتضرر الأهالي من وجودها، وأنه بالفعل نزلت حملة الإزالة إلى أماكن تلك المكامير الموجودة على جسر بحر شبين، وتم تنفيذ القرار.