أصبحت السيطرة على السدود سلاحًا يستخدمه تنظيم داعش لا يختلف كثيرًا عن امتلاك منابع وحقول النفط، كورقة ضغط على الدول المحاربة له، قد يلجأ التنظيم إلى فتح السدود أو تفجيرها لإغراق الأرض بمن فيها، بجانب استخدامها في التحصن وتخزين أسلحته؛ لقناعته بأن الدول الكبرى ستتجنب قصفه خشية إطلاق العنان لفيضان عملاق يقضي على الأخضر واليابس. ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، الأحد الماضي، نقلاً عن تقارير استخباراتية، أن داعش يستخدم سد الفرات في مدينة الطبقة بمحافظة الرقة كمخبئ لسجنائه ومستودعًا لسلاحه وملاذًا لقادته، موضحة أن المعتقلين المهمين بالنسبة للتنظيم الإرهابي يتم احتجازهم في سد الفرات، إذ يعتبرون أنه من العسير على أجهزة المخابرات الأجنبية معرفة هويات المعتقلين هناك، وتحدث ناشطون من محافظة الرقة، نقلا عن معتقلين أفرج عنهم من سد الفرات، أن الأب باولو الذي اختطفه التنظيم في العام 2013 ضمن المعتقلين الموجودين حتى الآن في السد. ويأتي خطر تفجير السد أو انهياره ليضيف المزيد من الصعوبات والتحديات، فأوردت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلا عن أستاذ مساعد في معهد فيرجينيا الفني ومختص بالسدود المائية، أن تدمير سد الفرات سيتسبب في كارثة إنسانية بسورياوالعراق، فمياهه ستغمر الرقة ودير الزور وصولًا إلى أجزاء من العراق. وكتبت الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين على دراية بعمليات التنظيم في مدينة الطبقة، وينتابهم قلق بشأن استخدام التنظيم لسد الفرات مركزًا لعملياته، وأن هناك تخوفًا لدى بعض المحللين والمسؤولين الأمريكيين من أن تنظيم داعش قد يعمد إلى تفجير السد، إذا شعر بالخطر في المنطقة. وأضافت «وول ستريت جورنال» أن السدود فى المناطق القاحلة بالعراقوسوريا تمثل قوة، فيتحكم ما لا يقل عن 11 سدًا رئيسيًا فى تدفق نهر الفرات إلى تركياوسورياوالعراق، وكثير منهم يدعم عملية الرى وإنتاج الطاقة فى مناطق عدة. وفي السياق، قال عبيد الرجب، بالمعارضة السورية، إن سد الفرات الذي يقع في مدينة الطبقة على مسافة 40 كلم إلى الغرب من مدينة الرقة، يعتبر أكبر سد في سوريا ويحتجز خلفه أكبر مستودع مائي، إذ يشكل بحيرة يبلغ طولها 80 كيلومترًا، ومتوسط عرضها 8 كيلومترات، مؤكدا أن البحيرة تشكل خطرًا كبيرًا، وإذا ما استهدف سد الفرات فستكون هناك صدمة مائية تجرف محافظة الرقة بالكامل خلال زمن يقدر ب13 : 15 دقيقة. وأضاف الرجب أن أهم مرحلة في تدابير السلامة تقع على عاتق الحكومة التركية في تخفيض ضخ المياه باتجاه سوريا، مما يجبر القائمين على سد الفرات لفتحه، وسيؤدي ذلك لانخفاض منسوب المياه في البحيرة، وبالتالي تقل قوة الصدمة المائية إلى حد كبير، مؤكدا اتخاذ تدابير للسلامة في محافظتي دير الزور والرقة، بالتنسيق مع المجالس المدنية والعسكرية لتوعية الناس. وتوضح تقديرات كل المحللين والمطلعين على الجغرافيا، أن تفجير السد أو انهياره لأي سبب سيهدد بشكل فعلي ما يقارب ثلث المساحة السورية بالغرق، ما سيكون كفيلا بحرمان سوريا من أهم المنتجات الزراعية الأساسية كالقمح والقطن، كما أن السد المبني على النهر يغذي جميع المدن الأساسية في القطر السوري بالكهرباء. سد الفرات أو سد الطبقة، يقع في محافظة الرقة على نهر الفرات في سوريا، يبلغ طول السد أربعة ونصف كم، وارتفاعه أكثر من 60 مترًا، تم تشييده بمساعدة روسية فى سبعينات القرن الماضي، واستمر بناؤه نحو خمس سنوات تقريبًا، ويتحكم فى تدفق نهر الفرات جنوب شرق سوريا وشمال العراق، ونتج عن إنشاء السد على مساحة 200 قدم وارتفاع حوالى 3 أميال، بحيرة الأسد ويبلغ طولها 80 كم ومتوسط عرضها 8 كم، وتعتبر أكبر خزان للمياه فى سوريا، فتخزن بحيرة الأسد ما يزيد على 11,6 مليار متر مكعب من المياه، ويبعد السد 25 ميلا إلى الغرب من الرقة، مقر داعش فى سوريا، ويخضع لسيطرة التنظيم منذ 2013، ويستفاد من سد الفرات في مشاريع زراعية كبيرة في المنطقة، كما يقوم بتوليد الكهرباء عبر محطات التوليد الكهرومائية.