أكد مزارعو البطاطس بمحافظة دمياط أنهم لن يقدموا على زراعتها مجددًا بعد الخسائر التي لحقت بهم هذا العام؛ بسبب ارتفاع تكلفة الزراعة من أسعار التقاوي والأسمدة والمبيدات، فضلًا عن تراجع سعر الطن لأكثر من الثلث عن العام الماضى؛ وبسبب احتكار مجموعة معينة للتصدير من مزارعها فقط، والدولة لا تدعمهم على حساب عشرات الآلاف من المزارعين. عماد عبد الفتاح من قرى عزب 8بكفر سعد يقول: كلفت الفدان هذا العام أكثر من عشرة آلاف جنيه تقاوى ومبيدات وسماد، وتكلفة الري، بخلاف مجهودي وأولادي، أملًا في الحصول على مكسب يغطي مصاريفه ويقضي حاجته وبيته، إلَّا أنه فوجئ بتراجع أسعار الطن في الجملة بصورة كبيرة، تسببت في خروجه من الموسم مديونًا؛ لأن الفدان لم ينتج أكثر من 9 أطنان هذا العام، والطن بألف جنيه، بخلاف العام الماضي كان الطن في الأرض بألف و300 جنيه، بما يعني أن المحصول كله لا يكفي تكلفة زراعة الفدان وراح تعبنا طول الموسم، بلا أي فائدة، بل أصبحنا مديونين أيضًا ولا أدري كيف أسدد هذه الديون. وأضاف عمار: هذا العام يمثل كارثة للفلاحين، فكل المحاصيل تم بيعها بالخسارة، ولم ينج فلاح واحد من الخسارة، سواء في محاصيل الأرز أو القطن، وكله طلع من المولد بلا حمص، وأكد أن الحكومة الحالية لا تعمل أبدًا لصالح الفلاح المطحون، الذي لا يعترض ولا يتظاهر ولا يقطع طريق ولا يعرف غير أرضه وعمله، ومع ذلك الفلاحون أكثر الفئات تهميشًا، ولو كانت الدولة تهتم بالفلاح لفتحت أسواقًا لتصدير منتجاته من البطاطس وكل المحاصيل الزراعية، ولقدمت له الدعم الكافي لذلك من توفير السماد والمبيدات والتقاوي بأسعار مناسبة، لكن هذا لا يحدث، والفلاحون يعانون من هذه الكوارث والخسائر كل عام وفي كل موسم. وقال مجدي البسطويسي، نقيب الفلاحين بدمياط: إن الخسارة التي ضربت محصول البطاطس هذا العام، كانت مفاجئة للجميع، حتى أصبح هذا العام هو الأسوأ على الإطلاق بالنسبة للمزاعين، وناشد البسطويسي الرئيس عبد الفتاح السيسى بدعم الفلاح ماديًّا؛ حتى يتمسك بمهنة الزراعة، خاصة مع اتجاه عدد كبير لترك المهنة، ومحاولة وراء تبوير الأراضى بغرض بيعها كمباني. واستنكر عوض شلبي عاشور، رئيس الجمعية الزراعية بالركابية وعضو مجلس إدارة جمعية تسويق المحاصيل العامة، سكوت الدولة عن كل هذه الخسائر التي يتعرض لها الفلاحون، ابتداء من الأرز مرورا بالقطن والبطاطا والذرة وأخيرًا البطاطس، على حد وصفه. وقال عاشور: الدولة في حاجة إلى وزراء أكْفاء في مجال الاقتصاد الزراعي، يستطيعون إدارة هذا القطاع المهم،مضيفًا أن هناك سياسة متبعة لإفقار الفلاحين، وهي سياسة ستطال كل المواطنين في مصر، وستنعكس على زيادة البطالة والكساد والفقر على كل المجتمع، فالفلاحون أكثر من نصف الشعب المصري. ودعا عاشور الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعم الفلاح وعدم تركه للتاجر؛ لكي يتحكم فيه ويستغله وسط غياب وزارة الزراعة وتواطؤها مع التجار؛ لأن المستفيد الأكبر هم المحتكرون الكبار، والخاسر هو الفلاح والمواطن، على حد وصفه.