داخل الغرف المغلقة، بعيدًا عن الابتسامات العريضة والدبلوماسية في التعامل، يجري صراع خفي بين أكبر تكتلين داخل مجلس النواب، وهما دعم مصر، الذي يضم على حد تصريحاته 370 نائبًا من أصل 596 هم عدد النواب، وحزب المصريين الأحرار الذي وصل تكتله إلى 140 على حد تصريحات بعض نوابه. ويشتعل الصراع بسبب محاولة كلا الطرفين فرض نفوذه على المجلس؛ لتمرير الأجندة التشريعية الخاصة به، والسعي لأن يكون هو الطرف المتحكم في مجلس النواب صاحب تكتل الأكثرية؛ ليحصل على حق تشكيل الحكومة. الانضمام لدعم مصر محرم على نواب المصريين الأحرار حذر حزب المصريين الأحرار من الانضمام إلى تكتل دعم مصر بأي شكل من الأشكال، حتى حضور الاجتماعات، وهدد بفصل أي عضو يحضر أو يوقع على وثيقة التكتل، وهو ما حدث مع النائبة مي محمود، عضو المكتب السياسي لحزب المصريين الأحرار، والتي وقعت على وثيقة التكتل، حيث أعلن المتحدث الرسمي للحزب منذ عدة أيام أنه تم فصلها من المكتب السياسي للحزب وتحويلها إلى التحقيق. فيما أكدت محمود أن الحزب لم يبلغها رسميًّا بفصلها من المكتب السياسي أو حتى تحويلها إلى التحقيق، وأشارت إلى أنها ما زالت عضوًا في المكتب السياسي للحزب، ولم تُفصَل منه، وأن هناك إجراءات قانونية من الممكن اللجوء إليها إذا استدعى الأمر، منها اللجوء للجنة شئون الأحزاب. وفي المقابل قال معتز محمد أحمد، القيادي بحزب المستقبل وأحد أعضاء تكتل دعم مصر، إنه يسعى إلى تكوين تكتل الأكثرية، الذي نص عليه الدستور؛ ليكون له حق تشكيل الحكومة، ولكنه في ذات الوقت ضد سيطرة تكتل دعم مصر على كل المناصب القيادية في مجلس النواب؛ لذلك قرر نواب التكتل دعم النائب سلمان وهدان، الذي أصبح وكيل المجلس على حساب النائب علاء عبد المنعم عضو دعم مصر. وعلى الجانب الآخر قال علاء عابد، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، إن الحزب أصبح يمتلك كتلة برلمانية مكونة من 140 نائبًا، بعد ضم بعض نواب حزبي الوفد والمؤتمر، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من النواب المستقلين، مشيرًا إلى أن الأيام القليلة القادمة ستشهد سلسلة من الاتصالات مع نواب تلك الأحزاب للانضمام الي تكتل حزب المصريين الاحرار . وتابع عابد أن الحزب ينسق مع كل القوى السياسية داخل المجلس في القضايا ذات المواقف المتشابهة، فإذا كان هناك موقف لبعض النواب المستقلين متشابه مع المصريين الأحرار، سيتم التواصل معهم.